"راوح مكانك"، بهذه العبارة يمكن تلخيص المشاركة العربية في بطولة العالم لالعاب القوى التي اسدل الستار عليها الاحد في الدوحة حيث كانت الغلة العربية اشبه بالنسخة السابقة في لندن 2017.

وحصد العرب ذهبيتين وفضيتين وثلاث برونزيات عن طريق أربع دول هي قطر المضيفة والبحرين والمغرب والجزائر، مقابل ذهبيتين وفضيتين وبرونزيتين قبل سنتين.

وكان الابرز "الصقر" القطري معتز برشم في مسابقة الوثب العالي والعداءة البحرينية "النفاثة" سلوى عيد ناصر في سباق 400.

ومنذ حصول قطر على شرف استضافة بطولة العالم للمرة الاولى في منطقة الشرق الاوسط عام 2015، وضع برشم نصب عينيه التتويج في ستاد خليفة الدولي على بعد امتار قليلة من مقر تدريبه وتحديدا اكاديمية اسباير التي تضم احدى اكبر قبة رياضية مقفلة في العالم.

بيد ان برشم لم يخض غمار البطولة بافضل حالة بدنية له بعد ان ابعدته اصابة في اربطة الكاحل اضطرته الى الخضوع لعملية جراحية ليبتعد نحو 10 اشهر عن الملاعب.

كان برشم على الموعد ونجح بفضل مساندة جماهيرية محلية كبيرة من تحقيق افضل رقم في بطولات العالم باجتيازه ارتفاع 2.37 مترا، علما بان رقمه الشخصي هو 2.43 مترا اي بفارق سنتيمترين فقط عن الرقم العالمي المسجل باسم الكوبي خافيير سوتومايور (2.45 م) والصامد منذ عام 1993.

واعتبر برشم بان الذهبية في الدوحة تحمل طعما مختلفا بقوله "لقد احرزت العديد من الالقاب لكن هذه توجت بها في عقر داري وبالتالي الشعور مختلف".

وتابع "اكاديمية اسباير هي بيتي الثاني ولدي العديد من الذكريات في هذا المكان لعبت دورا كبيرا في مسيرتي، لقد منحتني الفرصة لكي اصبح ما انا عليه الان".

ويريد برشم نقل عدوى نجاحاته الى الجيل الصاعد بقوله "اريد ان ارد الجميل. عندما اهدأ ساتكلم مع الشبان والقول لهم +تستطيعون القيام بما حققته. كنت واحدا مثلكم+".

وحصد مواطن برشم، العداء عبد الرحمن صمبا برونزية سباق 400 م حواجز في احد اكثر السباقات اثارة في هذه البطولة لان الثلاثة الاوائل أصبحوا أول من ينزل تحت حاجز الـ47 ثانية في مسيرتهم، الى جانب حامل الرقم القياسي الاميركي كيفن يانغ، الصامد رقمه منذ دورة الالعاب الاولمبية في برشلونة عام 1992. &

بدوره كان صمبا مصابا ولم يكن في كامل لياقته البدنية لكنه تخطى الذات في الامتار الاخيرة من السباق ليظفر بالبرونزية.

واعرب صمبا عن فرحة كبيرة بما حققه بقوله "انا لست سعيدا فقط بل فوق السحاب. لا أجد الكلمات المناسبة لكي اصف شعوري".

وأضاف "قبل يومين من السباق لم اكن واثقا من المشاركة في السباق وبالتالي الصعود الى منصة التتويج كان مدهشا"، موضحا "كان الموسم صعبا وشاقا بالنسبة الي مع الكثير من الاصابات. انا سعيد بالميدالية لكني ليس بالمركز الذي حللت فيه".

- عيد ناصر تخطف الأنظار -

اما عيد ناصر، فادهشت المراقبين بعد الرقم الذي سجلته في سباق 400 م وقدره 48.14 ثانية، وهو اسرع ثالث توقيت على مر الازمنة.

كما ساهمت عيد ناصر باحراز منتخب بلادها برونزية سباق التتابع المختلط اربع مرات 400 م المعتمد في بطولات العالم للمرة الاولى.

وقالت عيد ناصر المولودة من اب بحريني وام نيجيرية بعد تتويجها بالذهبية "انه امر جنوني. كنت قد خضت سباق التتابع المختلط وكنت امل الافضل اما الان فانا بطلة العالم. لا اجد الكلمات المناسبة لاعبر عما يختلجني من مشاعر. انه امر جنوني".

واضافت "انا اصرخ، انا سعيدة. كان الامر شاقا جدا مع التمارين والاصابات، اما الآن، فانا بطلة العالم والامر مثير للغاية".

وتابعت "لم اكن اريد المطاردة لذا حققت انطلاقة سريعة ولم اتوقف. اجتياز خط النهاية ورؤية رقمي المدهش امر رائع، لم اصدق في البداية".

وعن امكانية تحطيمها للرقم القياسي "بالطبع، كل شيء ممكن".

واحرز العداء المغربي سفيان البقالي الميدالية الوحيدة لعرب شمال افريقيا وكانت من المعدن البرونزي في سباق 3 الاف م موانع.

وقال البقالي "انا سعيد بهذه الميدالية. كان الموسم طويلا جدا مع العديد من لقاءات الدوري الماسي واقامة بطولة العالم في تشرين الاول/اكتوبر ليس عادلا، عادة تقام هذه البطولة في اب/اغسطس لكن لا بأس. خضت العديد من التمارين قبل المجيء الى الدوحة".

واضاف عن طموحاته المستقبلية "اتطلع قدما الى طوكيو (اولمبياد 2020) وبعد ذهابي في اجازة سأبدأ الاستعداد".

وفي اليوم الختامي، رفع العداء الجزائري الغلة العربية الى 7 ميداليات بتتويجه بفضية سباق 1500 م.

ويضم سجل المخلوفي ذهبية سباق 1500 م في اولمبياد لندن، وفضيتين في سباقي 1500 م و800 م في ريو دي جانيرو.

وقال مخلوفي بعد التتويج "انا فخور بهذه الميدالية، فخور بهذا الانجاز بعد عودتي من الاصابة وبعد وقت طويل بعيدا عن المنافسات".

واضاف "هذه الميدالية لها طعم خاص لانها المرة الاولى التي احصل فيها على ميدالية في ارض عربية".

وختم "انا اتدرب مع افضل مدرب وانا في اياد امنية. اثق به ولهذا السبب بلغت هذا المستوى هنا".