يعود الأسطورة دييغو مارادونا وخوان رومان ريكيلمي الى قلب كرة القدم الأرجنتينية، عندما يتواجهان بشكل غير مباشر في منافسة بنكهة سياسية في انتخابات مجلس إدارة ناديهما السابق بوكا جونيورز المقررة الأحد.
أعاد ترشح ريكيلمي الذي اعتزل اللعبة عام 2015، مع الجهة التي يناهضها مارادونا في انتخابات أحد أبرز أقطاب اللعبة في أميركا الجنوبية، الى الأذهان العلاقة المضطربة بينه وبين "الفتى الذهبي" للأرجنتين وأحد أبرز مواهب الكرة على مر التاريخ.
ولن تخلو الانتخابات المقررة غدا من تبعات الانتخابات الرئاسية التي أجريت مؤخرا في الأرجنتين. فأعضاء النادي الذين يبلغ عددهم 80 ألف شخص، سيصوتون في عملية اقتراع قد توجه نتيجتها ضربة ثانية خلال أقل من شهرين الى الرئيس الحالي للبلاد ماوريسيو ماكري.
فالأخير الذي تولى رئاسة بوكا بين العامين 1995 و2006، بنى على شعبيته الرياضية لإطلاق مسيرة سياسية توّجها بانتخابه رئيسا للأرجنتين في العام 2015 على رأس حزب يمين الوسط كامبييموس.&
لكن ولايته ستنتهي في 10 كانون الأول/ديسمبر، بعدما خسر الانتخابات التي أقيمت في 27 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، لصالح سياسي آخر من بوينوس أيرس هو ألبرتو فرنانديز المنتمي الى يسار الوسط.
وفي الأعوام الثمانية الماضية، أدار بوكا حليف ماكري دانيال أنجليسي الذي حظي أيضا بدعم من أعضاء حزب الرئيس في مجلس إدارة النادي.
في انتخابات 2019، طرح ماكري المرشح كريستيان غريباودو، والذي سيكون في مواجهة مرشح كان يعد من المقربين سابقا من الرئيس، وهو خورخي آمور آميال الذي تولى رئاسة بوكا جونيورز بين 2008 و2011.
وترشح ريكيلمي على لائحة آميال لمنصب النائب الثاني للرئيس.
بدأ إبن الحادية والأربعين عاما مسيرته مع بوكا عام 1996، وحل سريعا بدلا من مارادونا الذي عاد الى ناديه السابق في ختام مسيرته الاحترافية.
عرف بعلاقته المضطربة مع ماكري والخلافات المستمرة مع أنجليسي. وعلى عكس مارادونا الذي لم يحرز العديد من الألقاب مع فريق العاصمة، يعد ريكيلمي في نظر المشجعين من المساهمين الأساسيين في الحفاظ على مكانته في كرة القدم المحلية والدولية.&
ويعود اللقب الكبير الأخير لبوكا جونيورز الى العام 2007، حينما ساهم ريكيلمي بتسجيل ثلاثة أهداف والفوز 5-صفر بمجموع الذهاب والإياب على غريميو البرازيلي في الدور النهائي لمسابقة كوبا ليبرتادوريس.
وكان هذا اللقب السادس لبوكا في المسابقة الأغلى لأندية كرة القدم الأميركية الجنوبية، علما بأن ريكيلمي ساهم في آخر ثلاثة منها.
وبلغ بوكا جونيورز نهائي المسابقة في الموسم الماضي، قبل أن يخسر أمام غريمه ريفر بلايت في دور نهائي مثير للجدل أقيم إيابه في مدريد. وهذا الموسم، أقصى ريفر بوكا مجددا، وهذه المرة في نصف النهائي.
وعكس ريكيلمي مؤخرا مقدار الألم الذي شعر به مشجعو بوكا جراء الخسارة أمام الغريم التاريخي. وقال لـقناة "أميركا تي في" التلفزيونية "أعتقد أن الوقت قد حان لمساعدة ناديَّ. الأعوام القليلة الماضية كانت الأسوأ".
في مدرجات ملعب "بومبونيرا"، هتف المشجعون مرارا في الآونة الأخيرة باسم ريكيلمي، في ما عد إشارة للدعم الذي يحظى به في أوساطهم.
لكن ريكيلمي يؤكد أن التبعات السياسية لعملية الاقتراع تتجاوز أسوار النادي ومدرجات ملعبه، معتبرا ان "البلاد بأجمعها تدرك أن علينا الفوز".
وسعت إدارة النادي الى الحد من تأثير شعبية ريكيلمي في الانتخابات. فقد منع من وضع صورة له وهو يرتدي قميص النادي على أوراق الاقتراع، وحذرت الإدارة من أن أي شخص يحضر للمشاركة في العملية الانتخابية وهو يرتدي قميص اللاعب السابق، سيتم منعه من التصويت.
- ريكيلمي يساوي باساريلا -
رد مارادونا العائد حديثا الى الأرجنتين لتدريب فريق خيمناسيا لا بلاتا، بحدة على ترشيح ريكيلمي، اللاعب الذي رد دعوته للعودة عن اعتزاله الدولي والمشاركة مع الأرجنتين في مونديال 2010، عندما كان مارادونا يتولى الإدارة الفنية للمنتخب.
وقال ريكيلمي حينها إن قراره يعود الى سوء علاقته بمارادونا.&
وأوضح في تصريحات أواخر العام 2009 "لا نتفق كثيرا (...) قيمي تختلف عن قيمه ومن الواضح أنه لا يمكننا العمل معا".
ولجأ مارادونا الى تذكير جماهير بوكا بمراحل قاتمة في تاريخ ناديهم، ضمن &للحؤول دون فوز ريكيلمي في الانتخابات، قائلا بحدة "لا نريد (دانيال) باساريلا في بوكا"، وأن فوز ريكيلمي سيكون بمثابة حصول ذلك.
باساريلا هو نجم سابق لريفر بلايت، قام بإبعاد مارادونا عن المنتخب الأرجنتيني خلال توليه تدريبه، وأشرف أيضا على الإدارة الفنية لبوكا بين 2009 و2013 في تجربة كارثية انتهت بهبوط الفريق الى الدرجة الثانية.
وتشهد الانتخابات مشاركة نجم أرجنتيني سابق آخر هو الهداف غابريال باتيستوتا الذي خاض تجربة قصيرة مع بوكا (30 مباراة بين 1990 و1991)، وهو يعمل كمستشار لمرشح ثالث للرئاسة هو خوسيه بيرالدي.
وقال باتيستوتا إن هذا الدور "هو عرض كنت أنتظره منذ زمن"، مشددا في الوقت عينه على أن السياسة التي تطغى على الانتخابات "لا تهمني".
التعليقات