تحت عنوان ماذا يحدث الآن .. نشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية تقريراً تناولت فيه الغموض الذي يكتنف العديد من جوانب الدوري الإنكليزي بعد قرار الرابطة بتعليق منافسات البطولة حتى الثالث من أبريل المقبل ، وذلك ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومة بوريس جونسون لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.

وكانت رابطة الدوري الإنكليزي قد اعلنت إيقاف منافسات البطولة بعد وصولها إلى الجولة التاسعة و العشرين ، على ان تستمر في الثالث من شهر أبريل في حال لم يكن هناك تهديد بانتشار الوباء و تكللت الاجراءات بالنجاح في احتوائه .

والحقيقة ان الجوانب الغامضة الناجمة عن تأجيل البطولة لا ترتبط فقط بالدوري الإنكليزي وحده ، ولكن بجميع الدوريات الأوروبية و ببطولات اخرى، إذ أصبح مصير أي بطولة مرهوناً بمدى تراجع تهديد فيروس كورونا.

ومن ابرز و اهم الجوانب التي تثير جدلاً واسعاً في الاوساط الإعلامية و الجماهيرية في إنكلترا هي قضية بطل الدوري، إذ رغم ان ليفربول يتصدر ترتيب جدول البطولة إلا ان الفارق النقطي الحالي لا يضمن تتويجه من الناحية النظرية حتى و ان كان يملك فارقاً نقطياً يستحيل تداركه من الناحية العملية.

هذا ويبتعد ليفربول في الصدارة بفارق 25 نقطة عن ملاحقه المباشر مانشستر سيتي الذي تنقصه مباراة ،مما يجعله مرشحا لحصد 30 نقطة إضافية أي انه في حال خسر ليفربول جميع مبارياته المتبقية وحقق مانشستر سيتي العلامة ، فإن الأخير سيتوج باللقب.

ولا توجد ضمن لوائح الدوري الإنكليزي احتمالية إيقاف البطولة قبل نهاية الموسم ، وهو الامر الذي تعتبره الجماهير فراغاً قانونياً كان يتعين على المسؤولين تفاديه .

والحقيقة ان هذا الغموض و الجدل لا ينطبقان على هوية البطل ، ولكن أيضاً على الأندية التي ستهبط الى مصاف دوري الدرجة الأولى، والتي ستحتل المراكز الأوروبية من أجل خوض الاستحقاق القاري.

القضية الثالثة المثيرة للجدل تتعلق بمصير تذاكر المباريات التي اشترتها الجماهير ويصعب تعويضهم ، إذ لن يتمكنوا من استعادة قيمتها ، ولكن سيكون التعويض بتفعيل صلاحية تلك التذاكر بعد استئناف منافسات البطولة.

النقطة الرابعة التي يكتنفها الغموض هي المتعلقة بعقود عدد من اللاعبين الذين تنتهي عقودهم في الثلاثين من شهر يونيو المقبل ، و هو التاريخ الذي كانت تنقضي فيه جميع البطولات المحلية و القارية، حيث يتخذ مرجعية لتحديد نهاية العقود ، غير ان التأجيل قد يؤدي الى تمديد الموسم الرياضي إلى شهر إضافي ، وهو الامر الذي يجعل اللاعبين في وضعية قانونية غامضة تحتاج الى مراجعة من قبل الاتحاد .

ومما يزيد من درجة الغموض ، هو احتمالية تمديد التأجيل الى ما بعد الثالث من شهر أبريل المقبل، حيث سيكون هذا الأمر متوقفاً على مدى نجاح الحكومة في السيطرة على انتشار الوباء ، إذ انه في حال اعطت هذه الإجراءات نتائج جيدة، فإن الحكومة ستكون مجبرة على الإبقاء عليها حتى القضاء على الوباء بشكل كامل ، و لو اضطرت الى تمديدها لأشهر إضافية ضماناً لصحة مواطنيها والمقيمين على أراضيها.