طهران: أعلنت إيران السبت تنفيذ حكم الإعدام بحق نويد أفكاري، المصارع الذي أدين بقتل موظف حكومي على هامش "أعمال شغب" في صيف العام 2018، رغم مناشدات لتجنب ذلك، في خطوة أثارت "صدمة" اللجنة الأولمبية الدولية.

وأوقف أفكاري البالغ من العمر 27 عاما، في سبتمبر من العام 2018، لاتهامه بالقيام في الشهر السابق، بقتل مسؤول حكومي طعنا بالسكين في مدينة شيراز (جنوب) في محافظة فارس الإيرانية.

وتسلطت الأضواء على قضيته مطلع الشهر الحالي، مع تأكيد صدور حكم إعدام بحقه لإدانته بالقتل العمد.

والسبت، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني ان السلطات نفذت الحكم.

ونقل الموقع الالكتروني لوكالة الأنباء والتلفزيون "إيريب نيوز"، عن المدعي العام لمحافظة فارس كاظم موسوي، قوله إنه تم تنفيذ حكم "القصاص" بحق أفكاري صباح السبت في سجن عادل آباد بمدينة شيراز.

وكان موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية، أفاد سابقا عن إدانة أفكاري "بالقتل العمد" لحسن تركمان، المسؤول في الهيئة العامة للمياه في شيراز، من خلال طعنه في الثاني من أغسطس 2018.

وعلى غرار مدن عدة أخرى، كانت شيراز في ذلك اليوم مسرحاً لتظاهرات مناهضة للسلطات احتجاجاً على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي. وذكرت وسائل إعلام قريبة من المحافظين الإيرانيين أن عددا من المباني الدينية تعرض لهجمات خلال هذه الاضطرابات.

ونقل موقع "إيريب نيوز" عن موسوي قوله إن تنفيذ حكم الإعدام تم بعد "إصرار عائلة الضحية".

وكتب حسن يونسي، محامي أفكاري، على "تويتر" أنه كان من المقرر ان يزور عدد من أهالي شيراز أسرة تركمان الأحد من أجل الطلب منها العفو عن أفكاري.

وأضاف أنه بناء على القوانين الإيرانية "للمدان الحق برؤية عائلته مرة أخيرة قبل إعدامه"، سائلا عما اذا كانت السلطات المعنية "مستعجلة لتنفيذ الحكم لدرجة حرمان نويد من هذه الزيارة الأخيرة؟".

وفي تعليق على إعدام أفكاري، أكدت اللجنة الأولمبية انها "حزينة جدا" و"مصدومة من هذا الإعلان اليوم".

وأضافت في بيان "يؤسفنا أن تكون نداءات رياضيي العالم بأكمله، جميع الأعمال في كواليس اللجنة الأولمبية الدولية، مع اللجنة الأولمبية الإيرانية، الاتحاد الدولي للمصارعة والاتحاد الإيراني للمصارعة، لم تحقق هدفها".

وكشفت اللجنة ان رئيسها الألماني توماس باخ كان وجه "مناشدات مباشرة شخصية إلى المرشد الأعلى (آية الله علي خامنئي) والرئيس الإيراني (حسن روحاني) هذا الاسبوع طالبا الرحمة لنويد أفكاري، مع احترام سيادة جمهورية إيران الاسلامية".

وكان "اتحاد اللاعبين العالميين" ومقره سويسرا، طالب الأولمبية الدولية الثلاثاء بتحذير الجمهورية الإسلامية من احتمال "إقصائها" من الحركة الأولمبية، في حال مضت قدما في تنفيذ الحكم.

وأعربت وزيرة الخارجية السويدية آن لينده عن "صدمتها" من الاعدام، مضيفة عبر "تويتر" أن "السويد وبقية دول الاتحاد الأوروبي تؤكد بشكل دائم على الحق في الإجراء (القضائي) الملائم وتعارض تطبيق العقوبة القصوى (الاعدام) تحت أي ظرف كان وفي كل الحالات دون استثناء".

وسبق للقضية أن أثارت جدلا على مواقع التواصل ودعوات لعدم تنفيذ الحكم.

وانتشر وسم #نويد_أفكاري على مواقع التواصل مؤخرا مرفقا مع دعوات للعفو أو أقله تعليق تنفيذ الحكم.

ونفى موقع "ميزان أونلاين" ما تداوله مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي وبعض التقارير الصحافية بأن إدانة أفكاري تمت بناء على اعترافات انتزعت منه تحت التعذيب.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب من أبرز الداعين الى عدم تنفيذ الحكم. وكتب عبر حسابه على "تويتر" مطلع الشهر الحالي "علمت أنّ إيران تستعدّ لإعدام نجم كبير في المصارعة هو نويد أفكاري (27 عاماً) وكلّ ما فعله هو أنّه شارك فحسب في تظاهرة مناهضة للحكومة".

وأضاف "أقول للقيادة الإيرانية، سأكون ممتنّاً حقّاً لو أنقذتم حياة هذا الشاب ولم تعدموه. شكراً لكم".

واعتمد ترامب منذ وصوله الى الحكم في العام 2016، سياسة ممارسة "أقصى درجات الضغط" على الجمهورية الإسلامية، كانت من مراحل الذروة فيها الانسحاب الأميركي الأحادي من الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني في العام 2018، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران.

وحذرت منظمة العفو الدولية الجمعة من أن أفكاري يواجه "الاعدام الوشيك".

وأفادت المنظمة، ومقرها لندن، ان الاتصال الأخير بين نويد وعائلته يعود الى السادس من سبتمبر الحالي، وان العائلة لم تحصل على "أي معلومات إضافية عنه وعن شقيقيه، وحيد أفكاري وحبيب أفكاري، الموقوفين أيضا في سجن عادل آباد".

وبحسب منظمة العفو، تعد إيران الدولة الثانية في العالم بعد الصين، في قائمة البلدان الأكثر تنفيذا لعقوبة الإعدام.

ووفق المنظمة، نفذت الجمهورية الإسلامية العام الماضي حكم الإعدام بحق 251 مدانا على الأقل. لكن المنظمة لفتت في تقريرها الأحدث بهذا الشأن، الى ان "عدد الإعدامات المسجّلة" في إيران في 2019 "انخفض إلى النصف" مقارنة بعام 2018.

وانتقد المحامي باباك باكنيا الذي يمثل ثلاثة أشخاص صدرت بحقهم أحكام مماثلة على خلفية احتجاجات اندلعت في إيران في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، قبل ان يتم تعليق تنفيذها، "العجلة" في إعدام أفكاري.

وأضاف عبر حسابه على "تويتر"، "حتى لو أن جريمة قد حصلت، أليس من إجراءات النظام القضائي القيام بكل ما يمكن لنيل السماح (للمذنب)؟".