الدوحة - يسعى السد لتكريس السطوة على ألقاب كأس أمير قطر لكرة القدم عندما يلتقي العربي الباحث عن إنهاء جفاء دام 27 عاماً، في نهائي النسخة 48 الجمعة، بافتتاح استاد الريان رابع ملاعب مونديال كأس العالم 2022 .

ويتطلع "الزعيم"، صاحب الأرقام القياسية بالتتويجات المحلية، إلى اللقب السابع عشر، فيما يمني "نادي الشعب " النفس بحصد الكأس التاسعة وتعزيز وصافة السجل الذهبي بفارق لقبين عن الغرافة.

وسيشهد العرض الأخير من البطولة التي توقفت شهر آذار/مارس بسبب جائحة فايروس كورونا المستجد (قبل أن تستكمل آواخر تشرين الأول/ اكتوبر الماضي)، حضوراً جماهيرياً قياسياً خلال الظروف الحالية، بالسماح بتواجد 20 الف مشجع وفق إجراءات احترازية مشددة.

والمواجهة المباشرة في النهائي هي الخامسة تاريخياً بين الفريقين، إذ تبادلا الفوز في المباريات الأربع السابقة.

بيد أن آخر صراع على اللقب يعود إلى العام 1994 بفوز سداوي 3-2، كان بمثابة ثأر لخسارة نهائي النسخة التي سبقتها عام 1993 بثلاثية نظيفة، موعد آخر تتويج للعربي أنذاك.

وعرفت مسيرة السد في النسخة الحالية الفوز في الدور الأول على الخريطيات 3-1 ، ثم تجاوز الوكرة بركلات الترجيح 4-1 (2-2) في ربع النهائي، قبل إقصاء حامل اللقب الدحيل في نصف النهائي بفوز صريح 4-1.

أما العربي، فقد تجاوز الخور بركلات الترجيح 4-3 (2-2)، ثم فاز على الأهلي 3-صفر، قبل أن ينهي مفاجآت المرخية (درجة ثانية) في الدور قبل النهائي 2-صفر.

ويحظى النهائي بأهمية قارية، كونه سيمنح العربي في حال التتويج، مقعداً في النسخة المقبلة من دوري أبطال آسيا، في حين سيضمن السد بالفوز، بلوغ دور المجموعات مباشرة دون الحاجة لخوض الملحق.

فوارق كبيرة
وتبدو الفوارق بين الفريقين كبيرة، بكفة سداوية راجحة عطفاً على التوهج الكبير للاعبي المدرب الإسباني تشافي خلال الفترة الحالية.

السد المنتصر للتو على الغرافة 4-1 في الجولة التاسعة من الدوري المحلي، يبتعد بفارق ست نقاط عن أقرب المطاردين على قمة جدول الترتيب، بسجل خالٍ من الخسائر، وبفارق 19 نقطة عن العربي.

بالمقابل يعيش الفريق الذي يدربه الايسلندي هيمير هالغريمسون أوضاعاً صعبة بعد قبول الخسارة الخامسة بالدوري أمام الدحيل، مقابل فوز وحيد وثلاثة تعادلات، ليحتل المركز قبل الأخير المؤدي في نهاية المسابقة الى ملحق البقاء بالدرجة الأولى.

ويؤكد واقع الأرقام الحالية الفجوة بين نجاعة هجومية سداوية بقوة ضاربة طرقت شباك الخصوم في 35 مناسبة في المباريات التسع، مستقبلا ثمانية أهداف، وتواضع دفاعي للعربي الذي استقبل 19 هدفاُ مسجلا تسعة أهداف.

أوراق رابحة
يملك السد توليفة متجانسة بثلة من نجوم مميزة، بين محترفين بأسماء وازنة قدمت الإضافة الكبيرة، ومحليين يهيكلون جل تشكيلات المنتخب القطري المتوج بلقب كأس آسيا الأخيرة.

وحافظ الإسباني سانتي كاسورلا نجم "لاروخا" السابق، على ظهور مميّز منذ انضمامه للسد متصدراً قائمة هدافي الدوري بسبعة أهداف.

فيما يواصل الجزائري بغداد بونجاح، بطل افريقيا، التألق المعتاد، دون إغفال دور البرازيلي غيليرمي والكوريين الجنوبيين جونغ وو- يونغ و نام تاي-هي.

ويُعدّ أكرم عفيف، أفضل لاعب في آسيا 2019، الأبرز بين المحليين، الى جانب عبد الكريم حسن وحسن الهيدوس وخوخي بوعلام. ويفتقد السد خدمات سعد الشيب أفضل حارس في البطولة القارية الأخيرة.

في العربي يعد الأيسلندي أرون غونارسون مصدر ثقة في خط الوسط، فيما يعول الفريق كثيرا على الإيرانيين مهدي ترابي ومهرداد محمدي خصوصا بعد الاستغناء عن المهاجم التونسي حمدي الحرباوي.

أحدث الملتحقين بصفوف العربي هو المدافع الجزائري أيوب عزي الذي جاء بديلا للحرباوي، لينضم الى الإسباني مارك مونييسا أملا في تقوية الخطوط الخلفية .

وتتمثل العناصر المحلية الأبرز في العربي بلاعب خط الوسط أحمد فتحي ولاعب السد السابق عبد العزيز الانصاري ومهاجم المنتخب القطري السابق سيباستيان سوريا.

وإذ كان هناك من رهان عرباوي، فيبدو في الخصوصية التي تحظى بها النهائيات التي لا تعترف بما يسبقها من وضعيات، من أجل إحداث ما سيكون أشبه بالمفاجأة عبر استعادة ذاكرة التتويجات بعد 23 عاماُ منذ أخر لقب للدوري موسم 1996/1997.