الرياض : تستضيف الرياض "كأس السعودية" للفروسية، الأغلى من نوعها في العالم بمجموع جوائز تتخطى 30 مليون دولار، الجمعة للعام الثاني تواليا، بعد أقل من ثلاثة أيام من اتخاذ قرار بدمج الجهات العاملة في قطاع الخطوط الحديد، سعياً لتطوير منظومة النقل لتكون مركزاً لوجستياً يربط بين ثلاث قارات.

إلا أن الخيل بصفتها وسيلة النقل الأقدم، ظلّت تمتلك رمزية خاصة تعزّزها قصص وشواهد لا زال السعوديون يتناولونها في موروثهم الشعبي، بمشاعر يسيطر عليها الفخر بالدرجة الأولى.

وتُعدّ كأس السعودية ضمن سلسلة أحداث رياضية تستضيفها السعودية مع سعيها للانفتاح وتحسين صورتها أمام العالم، خصوصا تنظيم دورة الالعاب الاسيوية 2034 والتي اعتبرها رئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبد العزيز بن تركي بأنها "فرصة للوصول إلى أكبر جمهور في تاريخ استضافات المملكة الرياضية".

وبعدما عُرفت لعقود بطابعها المحافظ، تعمل المملكة على تغيير صورتها النمطية، خصوصاً في وقت تتعرض لانتقادات على خلفية سجلّها في مجال حقوق الانسان.

وفي ظل تفشي فيروس كورونا، واجهت النسخة الثانية صعوبات تتعلق بالإجراءات الاحترازية، من بينها تخصيص محجر للخيل الزائرة، وفقاً للاشتراطات الدولية التي تتضمن إسطبلات مخصصة وميدان تدريب خاص، فضلاً عن إجراء فحوص متتالية للمشاركين والمنظمين.

وبحسب الموقع الرسمي للسباق "سيقام كأس السعودية خلف أبواب مغلقة.. نظرا للوباء العالمي المتفشي".

وتُعدّ "كأس السعودية" في ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية بالجنادرية بالرياض، أغلى سباق للخيل في العالم بـ20 مليون دولار أميركي بمشاركة 14 جوادا.

فيما يبلغ مجموع جوائز بقية أشواط السباق 10,5 مليون دولار، خُصصت 2,5 مليون دولار منها لجائزة شوط "كأس البحر الأحمر".

نجاحات بعد المشاركة

وتحدّث رئيس مجلس إدارة هيئة الفروسية الأمير بندر بن خالد الفيصل عن نجاح النسخة الأولى من السباق لوكالة فرانس برس، قائلاً "حقّقنا إنجازات مميزة في سباق دولي جديد يقام لأول مرة، وهذا لم يثنينا عن إجراء تحسينات على النسخة الحالية من أجل أن نقدم لجماهير ومحبي سباقات الخيل أكثر السباقات حماسة وإثارة للاهتمام، سواء باستمتاعهم بأجواء المنافسة أو من خلال متابعتهم للسباق من منازلهم".

وجاءت القرعة في أهم أشواط البطولة وختامها "كأس السعودية" على مسافة 1800م على المضمار الرملي، بتواجد البطل غريت سكوت للأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز متأملًا فوزه بعد مشاركته في النسخة الأولى.

شارك في الموسم الجاري لسباقات نادي الخيل ثلاث مرات دون خسارة وكان آخرها فوزه بكأس الملك فيصل من الفئة الأولى سعوديًا.

وبعد تتويج الجواد الأميركي مكسيموم سيكيوريتي في النسخة الأولى، يُعدّ الحصان الأميركي الآخر نيكس غو لهيئة السباقات الكورية من أبرز المرشحين، بعد تتويجه بأحد أهم السباقات الأميركية كأس بريدرز لمسافة ميل واحد (1,6 كلم)، بالإضافة لفوزه بكأس "بيغاسوس" العالمي والذي ترشح من خلالها للمشاركة مباشرة في كأس السعودية.

كما يبرز الجواد القادم من ولاية كاليفورنيا شارلاتان بعد فوزه بشوط ماليبو من الفئة الأولى على مضمار سانتا أنيتا في كاليفورنيا، بالإضافة إلى مشرف للأمير عبدالرحمن بن فيصل وصيف شوط ديربي السعودية في النسخة الأولى والمتوّج بالديربي الفرنسي صيف 2020 الماضي.

واستشهد مدير السباق توماس راين بالجياد المشاركة كدلالة على النجاح الذي حققه السباق "نفخر بالنجاح في جذب أهم العناصر الفاعلة في هذه الرياضة للمشاركة بجيادهم، ولو تتبعنا الجياد المشاركة في النسخة الأولى للاحظت أنها حققت المزيد من الانجازات بعد تلك المشاركة".

تابع "على سبيل المثال لا الحصر الجواد مشرف الذي حلّ في المركز الثاني خلال شوط الديربي السعودي وبعدها حقق انتصارات متتالية من بينها شوط الفئة الأولى في الديربي الفرنسي".

وسيراً على النمط المعتاد في سباقات الخيل العالمية حيث تكون منصة لإبراز تصاميم الأزياء الراقية والإبداعية، فقد وضعت اللجنة المنظمة بالمشاركة مع وزارة الثقافة السعودية قواعد لبس عامة استهدفت فيها ترسيخ هوية الزي السعودي.

أصدرت بياناً اشارت فيه إلى أن الخطوة تهدف إلى "تشجيع ضيوف الحدث على الاحتفال بالثقافة السعودية، من خلال ارتداء أنماط مستوحاة من الأزياء التراثية التي كان يتم ارتداؤها قديماً في مختلف أنحاء المملكة للرجال والنساء".