مدريد : يخوض النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي السبت لقاء الـ"كلاسيكو" الخامس والأربعين في مسيرته لكنه قد يكون الأخير له مع برشلونة الذي يسعى لتأكيد صحوته بقيادة المدرب الهولندي رونالد كومان، وذلك حين يحل ضيفاً على غريمه ريال مدريد حامل اللقب في المرحلة 30 من الدوري الإسباني لكرة القدم.
يعتبر الـ"كلاسيكو" الدوري الإسباني المواجهة الأكثر استقطاباً في العالم بأجمعه وليس في إسبانيا أو أوروبا وحسب، وتزداد أهميته السبت نتيجة وضع الغريمين التقليديين اللذين وجدا نفسيهما في موقع المنافسة الجدية على اللقب مجدداً بسبب تراجع نتائج المتصدر أتلتيكو مدريد.
وسيتنازل "لوس روخيبلانكوس" عن الصدارة، في حال فوز أحد منافسيه، للمرة الأولى منذ كانون الأول/ديسمبر بعدما كان خلال شباط/فبراير في الصدارة بفارق 10 نقاط عن أقرب ملاحقيه، أما التعادل في "الكلاسيكو" فسيمنحه فرصة الابتعاد مجددا في الصدارة في حال فوزه على ريال بيتيس الأحد.
وتزامن تراجع نتائج أتلتيكو في الآونة الأخيرة، مع صعود وثبات في أداء ونتائج برشلونة وريال، ما تسبب في تبخر هذا الفارق الكبير ليصل الى نقطة فقط بعد الخسارة في المرحلة الماضية أمام إشبيلية صفر 1.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيكون أتلتيكو بقيادة مدربه الأرجنتيني دييغو سيميوني ومهاجم برشلونة السابق الأوروغوياني لويس سورايس، قادراً على التعامل مع الضغط في الأمتار الأخيرة من الموسم واستعادة توازنه في الوقت المناسب من أجل البقاء في الصدارة وتعزيز حظوظه باحراز اللقب للمرة الأولى منذ 2014؟
واقع الأمور حالياً والنتائج التي يحققها الغريمان برشلونة وريال، يجعلون من موقعة السبت مفصلية لأن انتهائها بخسارة أحدهما سيكون بمثابة ضربة قاسية جداً لحظوظه باللقب.
بعد الخروج المخيب من ثمن نهائي دوري الأبطال على يد باريس سان جرمان الفرنسي، يمثل الدوري فرصة لبرشلونة من أجل انقاذ موسمه الأول بقيادة لاعبه السابق كومان، وبالتالي يعول كثيراً على مباراة السبت التي تشكل فرصة مثالية لتأكيد انتفاضته والثأر لخسارته ذهاباً على أرضه أمام النادي الملكي.
عندما التقى الفريقان في 24 تشرين الأول/أكتوبر على ملعب "كامب نو" وخسر برشلونة 1 3، كان النادي الكاتالوني في وضع مغاير إذا كان ميسي وبقاؤه محور الحديث بعدما عجز خلال الصيف عن اقناع إدارة جوسيب ماريا بارتوميو بالسماح له بالرحيل.
في الوقت الراهن، يبدو أن أفضل لاعب في العالم ست مرات في أفضل أيامه بعد رحيل بارتوميو وانتخاب جوان لابورتا لاستعادة منصب الرئيس الذي يشكل عبئاً هائلاً حالياً بسبب الأزمة المالية الكبيرة الناجمة عن تداعيات فيروس كورونا.
حتى أن مشكلة ميسي لم تُحَل حتى مع عودة لابورتا لأن ميسي لم يجدد عقده ومن غير المتوقع أن يتخذ قراراً بهذا الشأن قبل نهاية الموسم، لكن الرئيس الجديد القديم لم يستسلم ولن ينتظر حتى الصيف المقبل من أجل محاولة اقناع نجمه الأرجنتيني.
ففي خطاب انتصاره الشهر الماضي، قال لابورتا "اليوم يصادف الذكرى العشرين (في النادي) لصبي اسمه ليو ميسي الذي بدأ مشواره مع الفرق العمرية لبرشلونة".
وتابع "أن نرى ميسي يأتي من أجل التصويت (في انتخابات الرئاسة)، أن يأتي أفضل لاعب كرة قدم في العالم بصحبة ابنه من أجلي، فهذا مثالٌ عما تحدثنا عنه، بأن ليو يحب برشلونة وكيف أننا جميعاً عائلة كبيرة واحدة".
كومان وضع ثقته بالشبان وميسي رعاهم
خطاب لابورتا قد لا يكون مقنعاً بقدر ما شعر به ميسي على أرض الملعب، حيث شاهد فريقاً كان محطماً قبل أشهر معدودة لكنه عاد تدريجياً بقيادة كومان لاسترجاع مكانته.
وضع كومان ثقته بشبان برشلونة وميسي رعاهم. من بدري الى الأوروغوياني رونالد آراوخو، الأميركي سيرجينو ديست، أوسكار مينغيسا، البرتغالي فرانسيسكو ترينكاو وإيلايكس موريبا. جميعهم شبان تألقوا تحت اشراف المدرب الهولندي.
سجل كل من مينغيسا، إيلايكس، ترينكاو وديست هدفه الأول في الدوري الإسباني بفضل تمريرات حاسمة من ميسي بالذات.
وحتى أن الأرجنتيني نفسه عاد ليرعب دفاعات الخصوم، مستعيداً زعامته لترتيب هدافي الدوري بتسجيله 23 هدفاً حتى الآن، بينها 19 في 20 مباراة منذ بداية العام الجديد.
لكن حتى الفوز بلقب الدوري وربما الثنائية في حال التغلب على أتلتيك بلباو في نهائي الكأس الإسبانية، قد لا يكون كافياً لاقناع ميسي بمواصلة مغامرته الكاتالونية بعد الخروج المخيب من دوري الأبطال، المسابقة التي تشكل ركيزة اهتمامات الأرجنتيني أكثر من أي شيء آخر.
وإذا كان الأرجنتيني حاسماً أمره بشأن الرحيل، فسيكون لقاء السبت الـ"كلاسيكو" الأخير له، بعد 16 عاماً من مشاركته الأولى.
وسيحاول الأرجنتيني تعزيز سجل الأهداف الـ26 التي سجلها في 44 مشاركة سابقة، لأن ذلك سيشكل أفضل وداع ووسيلة لتأكيد دوره في صحوة النادي الكاتالوني رغم التوتر الذي حصل بين الطرفين خلال الصيف والخريف الماضيين.
بالنسبة لكومان "هناك شخص واحد بإمكانه تحديد مستقبله وهذا الشخص هو (ميسي)" بحسب ما أفاد الهولندي في شباط/فبراير، مضيفاً "أود لو يبقى لأعوام عدة قادمة وكل ما أحاوله فعله هو الحرص على أن يكون سعيداً، كما حاله حالياً".
التعليقات