إشبيلية (إسبانيا) : لم يَظهر هداف منتخب بولندا روبرت ليفاندوفسكي وأفضل لاعب في العالم عام 2020، بأفضل حالاته في مباراة فريقه الافتتاحية ضد سلوفاكيا في بطولة كأس أوروبا، لكن النقاد أبدوا تسامحًا معه، لان اي مهاجم في حاجة الى خدمات زملائه لكي يبرز موهبته التهديفية، وذلك لم يحصل بتاتًا.

يأمل ليفاندوفسكي الذي حطم الرقم القياسي في عدد الاهداف في موسم واحد في البوندسليغا بتسجيله 41 هدفا في صفوف بايرن ميونيخ الالماني، ان يفتتح رصيده من الاهداف، لكن مهمته لن تكون سهلة امام اسبانيا التي تلعب على ارضها في اشبيلية السبت.

ودافعت صحيفة "ريشبوسبوليتا" البولندية عن ليفاندوفسكي موجهة انتقادات مبطنة لزملائه الذين لم يموّنوه بالكرات الحاسمة بقولها "يوجد في صفوف فريقنا افضل لاعب في العالم. لقد عاش ليفاندوفسكي كابوسًا مرة جديدة لانه لم يتلق التموين اللازم، فاضطر الى التراجع الى خط الوسط للقيام بهذا العمل"، مشيرة الى انه "بدل ان يعزف البيانو قام بحمله".

رفع معنويات الزملاء

حاول ليفاندوفسكي كونه قائدا للمنتخب البولندي رفع معنويات زملائه بعد الخسارة، لكنه من دون اقتناع فعلي بذلك بقوله "لقد خسرنا امام المنافس الاضعف في المجموعة من الناحية النظرية وبالتالي نجد انفسنا في موقف صعب".

وتابع "آمل في ان نقوم بتحسين امام إسبانيا ما فشلنا في تحقيقه امام سلوفاكيا. ستكون الامور افضل لكننا من دون ادنى شك نحن نواجه منتخبًا من مستوى اعلى".

خاض ليفاندوفسكي في صفوف بايرن ميونيخ افضل موسمين في مسيرته، لكن خلافًا لاصحاب الكرة الذهبية السابقين امثال كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي ولوكا كودريتش، فإنه يلعب في منتخب وطني لا يملك الامكانات للمنافسة على الالقاب.

وتعود ايام المجد للمنتخب البولندي الى حقبة السبعينات عندما كانت تضم الحارس اسطوري يان توماشيفسكي والرائع كازيميرز دينا والهداف غريغورز لاتو حيث قاد هؤلاء منتخبهم لاحراز الميدالية الذهبية في اولمبياد ميونيخ عام 1972، والى المركز الثالث في مونديال المانيا الغربية عام 1974 اثر تغلبهم على البرازيل بطلة العالم في النسخة السابقة.

منذ تلك الحقبة، لم يترك المنتخب البولندي اي بصمة، فهو خرج من الدور ثمن النهائي من النسخة الاخيرة لكأس اوروبا عام 2016، ثم احتل المركز الاخير في مجموعته في مونديال روسيا 2018.

ليفاندوفسكي ليس بيليه او مارادونا

دافع عنه هداف مونديال عام 1974 لاتو بقوله "رأيت أن ليفاندوفسكي لا يحظى بالدعم الكافي امام مرمى الفريق المنافس. وحدهما بيليه ومارادونا كانا يستطيعان حسم نتيجة مباراة بمفردهما".

وبالنسبة الى غريغورز ميلكارسكي الدولي السابق والمعلق حاليا، فإن مدرب المنتخب البرتغالي باولو سوزا يتحمل المسؤولية نظرا لانه يعتمد اسلوبًا مغايرًا لإمكانيات الفريق ويقول في هذا الصدد "في المباراة ضد سلوفاكيا، سدد ليفاندوفسكي مرتين باتجاه المرمى من وضعية غير مريحة. لم يخلق له (زملاؤه) فرصا واضحة للتسجيل. ليفاندوفسكي لا يمكنه تحمل المسؤولية بمفرده".

في المقابل، يلقي الدولي السابق بافل غولانسكي بعض المسؤولية على هداف منتخب بلاده الذي سجل 66 هدفا في 120 مباراة دولية بقوله "اعرف جيدا أن اي مهاجم يعيش من الكرات التي يتلقاها، لكن من الطبيعي ايضًا ان نطالب بالمزيد من لاعب من طينة ليفاندوفسكي. يتعين عليه ان يخرج فريقه عندما يواجه اوقاتا صعبة ايضا".

لكن ليفاندوفسكي وخلافًا لبعض صانعي الالعاب امثال ميسي او مودريتش، فهو رأس حربة صريح ولا يملك ربما القدرة على تفعيل خط الهجوم بمفرده، ففي بايرن ميونيخ ينهي العمل الذي يقوم به الاجنحة امثال كومان، غنابري، مولر او سانيه.