لندن: رأى مدرّب منتخب إنكلترا غاريث ساوثغيت أنّ "الأسود الثلاثة" أقرب من أي وقت للفوز ببطولة كبرى منتظرة منذ العام 1966، وذلك قبل نحو عام من موعد كأس العالم 2022 في قطر.

تعود إنكلترا إلى ميدان المنافسة هذا الأسبوع للمرة الأولى منذ خسارتها نهائي كأس أوروبا 2020 أمام إيطاليا بركلات الترجيح، حيث ستُواجه المجر، أندورا وبولندا في التصفيات في أيلول/ سبتمبر الحالي.

يُعد التأهّل إلى المونديال القطري واجباً لا مفرّ منه بالنسبة لرابع التصنيف العالمي، حيث تنصبّ التوقّعات على حظوظ الإنكليز في إحراز اللّقب العالمي للمرة الثانية في تاريخهم، لا مجرّد "تكديس" الأرقام.

تطوّر أداء المنتخب الإنكليزي كثيرًا منذ أن خلف ساوثغيت، سام ألاردايس، في منصب المدير الفني عام 2016. إذ بلغ الدور نصف النهائي في مونديال روسيا 2018 للمرة الأولى منذ 28 عامًا، ومن ثمّ وصل إلى نهائي البطولة الأوروبيّة للمرة الأولى في تاريخ الكرة الإنكليزيّة.

إلّا أنّ الخيبة بقيت عارمة بخسارة النهائي بعدما وصلت "اللّقمة الى الفم"، اذ اعتبر كثيرون أنّ عدم التتويج كان نكسة في ظلّ معطيات كانت مؤاتية للظّفر باللّقب وأنّ التأهل إلى نهائي أي مسابقة كبرى أخرى لن يكون مضموناً.

الأسوأ أنّه خلال المواجهات الثلاث التي خسرها المنتخب الإنكليزي في نصف نهائي كأس العالم ودوري الأمم الأوروبية ونهائي كأس أوروبا، كان رجال ساوثغيت المبادرين دائماً للتسجيل أولاً.

غير أنّهم عجزوا في البناء على تقدّمهم أمام كل من كرواتيا وهولندا وإيطاليا توالياً، لتذهب جهودهم سدى في الشوط الثاني.

وكانت الخسارة أمام الطليان بركلات الترجيح بمثابة النكسة للإنكليز الذين كانوا يمنون النفس بأن يحالفهم الحظ بلقب كبير بعد طول انتظار.

الإستفادة من التجارب

تبقى الطموحات الإنكليزية مشروعة في ظل تشكيلة شابة جدًا اكتسبت خبرة وافرة في المحطّات البارزة الأخيرة.

وفي هذا الشأن، قال ساوثغيت "نريد دائمًا أن نستفيد من تجارب خوض المباريات الحاسمة في المسابقات الكبرى لأنّك تتعلّم منها كيف تفوز في نصف النهائي والنهائي".

وتابع "إنّها العمليّة الطبيعيّة التي يجب أن تمرّ بها إذا ما نظرتم إلى أنديتنا (في المسابقات الأوروبية). هكذا ننظر إلى واقع الأمور".

وأضاف سوثغايت "نعلم تمامًا أنّنا كنّا الفريق الأصغر سنًا في الدور 16 من اليورو، كما كنّا الفريق الأقل خبرة بما يخصّ المشاركات الدولية، وبالتالي ليس هناك من شكّ بأنّ هؤلاء اللّاعبين سيستمرّون في التحسّن وهذا هو هدفنا كفريق أيضاً".

ورأى مدرّب منتخب إنكلترا انّ "الفريق اكتسب كثيرًا جرّاء الإنتصارات التي حقّقها، إضافة إلى الخيبات التي مُني بها في نصف نهائي كأس العالم ونهائي اليورو. لقد اقتربنا أكثر من أي وقت مضى".

الإعتماد على غريليش أخيرًا؟

نالت إنكلترا العلامة الكاملة من مبارياتها الثلاث الأولى لتتصدّر المجموعة التاسعة وستحسم تأهّلها نظريًّا في نهاية الأسبوع المقبل بحال الفوز في المباراتين الأصعب منطقيّاً أمام المجر وبولندا.

ستكون الأنظار شاخصة إلى قدرة ساوثغيت على إخراج فريقه من كبوة الخسارة في نهائي أوروبا، لاسيما أنّه نال انتقادات واسعة حول طريقته المتحفّظة في اللّعب.

لم يعتمد المدرّب على جاك غريليش بشكل كبير في اليورو، حيث بقي مع زميليه جايدون سانشو وماركوس راشفورد لفترات طويلة على دكّة البدلاء، في مقابل تعويل ساوثغيت على لاعبي وسط متراجعين هما ديكلان رايس وكالفن فيليبس.

غير أنّ غريليش كان نجم سوق الإنتقالات بعد انتقاله إلى مانشستر سيتي مقابل 100 مليون جينه استرليني، ليصبح أغلى لاعب إنكليزي في التاريخ.