باريس: تخلّصت فرنسا بطلة العالم من لعنة التعادلات التي لاحقتها في مبارياتها الأخيرة، وخرجت منتصرة من مباراتها الهامة جداً مع ضيفتها فنلندا 2-صفر في ليون بفضل ثنائيّة أنطوان غريزمان، وذلك في منافسات المجموعة الرابعة من تصفيات أوروبا المؤهّلة لمونديال قطر 2022.

ودخل فريق المدرّب ديدييه ديشان مباراة الأربعاء على خلفية تعادلين على التوالي في هذه النافذة الدولية وبنتيجة واحدة 1-1 أمام كل من البوسنة وأوكرانيا.

ورغم ذلك بقيت فرنسا في صدارة المجموعة برصيد 9 نقاط عزّزتها الثلاثاء لتصبح 12 من ثلاثة انتصارات ومثلها تعادلات، حاسمة مواجهة مفصليّة ضد منتخب كان يتخلّف عنها بأربع نقاط مع مباراتين أقل من أبطال العالم.

وكان الفنلنديّون الذين لم يسبق لهم المشاركة في كأس العالم لكنّهم حقّقوا تقدّماً كبيراً ما سمح بخوض نهائيّات كأس أوروبا هذا الصيف وذلك للمرّة الأولى أيضاً في تاريخهم، مدركين بأنّ الفوز على فرنسا في معقلها سيمنحهم فرصة كبيرة لمحاولة الحصول على البطاقة المباشرة عن هذه المجموعة إلى النهائيات أو أقله خوض الملحق الذي يشارك فيه المنتخبات التي حلّت ثانية في المجموعات العشر بجانب منتخبين مؤهّلين من دوري الأمم الأوروبية لحسم البطاقات الثلاث المتبقيّة للقارة العجوز، لكن هذا الأمر لم يتحقّق.

ويأمل ديشان بأن يلعب هذا الفوز الذي تحقّق ضد فريق فاز على "الديوك" ودياً 2-صفر في سان دوني في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، دوراً في عودة الحياة إلى فريق لم يستفق من صدمة الخروج هذا الصيف من ثمن نهائي كأس أوروبا على يد سويسرا بركلات الترجيح 4-5 بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 3-3.

كما تخلّص المنتخب من عقدة التعادلات، إذ لم يذق طعم الفوز في مبارياته الخمس الماضية، وذلك للمرة الأولى منذ 2013 عندما فشل في تحقيق أي انتصار في سلسلة من 5 مباريات أيضاً بين آذار/ مارس وأيلول/ سبتمبر.

وبدأت هذه السلسلة بإنهاء الدور الأول من كأس أوروبا بتعادلين مع المجر (1-1) والبرتغال (2-2) قبل الخروج على يد سويسرا ثم التعادل مرّتين في هذه التصفيات.

وبعد الهزيمة، تراجعت فنلندا إلى المركز الثالث بفارق الأهداف خلف أوكرانيا التي غابت عن هذه الجولة مع خوضها مباراة أكثر من المنتخب الإسكندنافي الذي بات يتقدّم فقط بفارق نقطتين، على غرار أوكرانيا، على البوسنة وكازاخستان اللّتين تعادلتا 2-2 بعدما كانت الأخيرة متخلّفة خارج أرضها حتى الوقت بدل الضائع.

غريزمان على المسافة ذاتها من بلاتيني

وبدأ ديشان اللّقاء بإشراك كريم بنزيمة وأنتوني مارسيال في خط المقدّمة ومن خلفهما غريزمان في ظلّ غياب كيليان مبابي للمباراة الثانية توالياً بسبب الإصابة، فيما اعتمد على ثلاثة لاعبين في قلب الدفاع هم رافايل فاران وكورت زوما وبريسنل كيمبيمبي، فيما منح ظهير ميلان الإيطالي تيو فرنانديز فرصة المشاركة للمرة الأولى بألوان المنتخب الوطني بعدما اكتفى بالجلوس على مقاعد البدلاء في المباراتين السابقتين ضد البوسنة وأوكرانيا.

وبعد سيطرة وفرصة خطيرة جدّاً تألّق الحارس الفنلندي بصدّها في مواجهة بنزيمة الذي لعب أمام جماهير مدينة أطلقته إلى النجوميّة مع فريقه قبل الرحيل إلى ريال مدريد الإسباني عام 2009، افتتح الفرنسيّون التسجيل بهدف جميل لغريزمان الذي وصلته الكرة داخل المنطقة من بنزيمة بالذات وإثر لعبة ثلاثة شارك فيها مارسيال، فغمزها بحنكة في الشباك وسجّل هدفه الأربعين بقميص المنتخب الوطني (25).

ورغم مواصلة السيطرة مع اعتماد فنلندا على المرتدّات، بقيت النتيجة على حالها حتى نهاية الشوط الأول، قبل أن يضرب غريزمان في مستهل الشوط الثاني إثر لعبة جماعيّة بدأها بنزيمة الذي مرّر الكرة إلى ليو دوبوا الذي عكسها لـ"غريزو"، فتلاعب الأخير بدانيال أوشاوغنيسي وسدّد من زاوية ضيقة في الشباك (54).

وبات المهاجم العائد إلى فريقه السابق أتلتيكو مدريد الإسباني بعد تجربة متواضعة مع برشلونة، على المسافة ذاتها من المركز الثالث على لائحة أفضل الهدّافين في تاريخ فرنسا والذي يحتلّه ميشال بلاتيني خلف تييري هنري (51) وأوليفييه جيرو (46) الغائب حاليّاً عن تشكيلة "الديوك".