لا يزال الدوري الانجليزي في مراحله الأولى، ولكن فريق تشيلسي يبدو مصمما على التتويج باللقب، وغير مستعد للتنازل عنه بسهولة.

فقد أبهر أشبال، توماس توخيل، الجمهور بأدائهم منذ بداية الموسم، مستمرين على النهج الذي رسمه لهم المدرب الألماني.

فحتى عندما لا يلعبون بطريقة جيدة أو عندما يقعون في أخطاء مثلما حدث مع المدافع ريس جيمس حين طرد الشهر الماضي، فإن الفريق يبدي صرامة ومقاومة لا تمكن زعزعتها.

فقد فاز تشيلسي على توتنهام بثلاثة أهداف دون رد، وأثبت أنه فريق قوي يقوده مدرب ممتاز.

فقد أقحم توخيل لاعبه نغولو كانتي في الشوط الثاني مكان، ميسن ماونت، بهدف السيطرة على خط الوسط وأفسح المجال للمدافع ماركوس ألونسو بالتقدم على الجناح.

وكان تشيلسي يهاجم على الجناحين في الشوط الأول، ولكن الهجمات تكثفت في الشوط الثاني ودحرت دفاع توتنهام تماما.

وأحكم تشيلسي بذلك سيطرته على كامل مجريات اللعب، وبعدما سجل الهدف الأول، اقتصرت مهمة توتنهام على تخفيف الأضرار.

وكادت المباراة أن تنتهي بستة أهداف أوسبعة، لولا بعض التسرع من المهاجمين وتجربة حارس مرمى أصحاب الأرض.

وعندما هدد توتنهام الفريق الضيف في الشوط الأول أظهر دفاع تشيلسي صلابة منقطعة النظير خاصة تياغو سيلفا الذي أعتقد أنه كان رجل المباراة. فهو الذي سجل الهدف الأول وفتح الباب للفوز، كما أنه كان ممتازا في كل شيء فعله.

لم نلعب إلا خمس مباريات من الدوري حتى الآن، ولكن تشيلسي واجه فيها أرسنال وليفربول وتوتنهام، وجمع من هذه المباراة 7 نقاط.

وفي المباراة التي تعادل فيها مع ليفربول لعب تشيلسي منقوصا من لاعب واحد طيلة الشوط الثاني، وهذا يبين مدى قوة الفريق النفسية، وصلابة دفاعه.

وقبل بداية الدوري تكهنت أن يفوز تشيلسي باللقب لأنني أعتقد أن روميلو لوكاكو سيضيف لهم ما كان ينقصهم الموسم الماضي عندما ضيعوا الكثير من فرص التسجيل.

ولم يصبح تشيلسي فريقا ممتازا بقدوم لوكاكو، فقد فاز بدوري أبطال أوروبا من دونه، ولكنه أصبح دون شك فريقا متكاملا بفضله، كما أن الفريق اللندني يملك قوة في العمق أيضا.

والدليل على قوة الفريق الهائلة أنه أقحم لاعبا مثل كانتي بديلا في مباراة توتنهام. فالمدرب بإمكانه أن يرى النقص في فريقه، ويملك على دكة البدلاء لاعبين بكفاءة عالية لتصحيح هذا النقص، وتغيير وجه المباراة.

ويلعب تشيلسي مباراته المقبلة أمام مانشستر سيتي في ستامفورد بريدج، ولكنه ليس متخوفا من المواجهة.

فقد فاز توخيل على مانشستر سيتي ثلاث مرات الموسم الماضي، بما فيها مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، وهو مستعد لمواجهة أخرى مع غوارديولا. أنا متأكد من ذلك.

ويتقاسم ثلاثة فرق صدارة الدوري حاليا. فقد جمع ليفربول ومانشستر يونايتد 13 نقطة أيضا.

ولم يكن فوز يونايتد بهدفين لهدف أمام وست هام سهلا، ولكنه فوز من شأنه أن يشحذ همة الفريق بعد الانتقادات التي تعرض لها عقب هزيمته في دوري أبطال أوروبا.

ليغارد رونالدو
PA Media
رونالدو يحتفل مع لينغارد بهدف الفوز في ويست هام

فقد منح خطأ جيسي لينغارد الفوز لفريق يونغ بويز، وتعرض مدرب يونايتد أولي غونار سولشاير للانتقاد بسبب التغيير الذي أجراه في الدقائق الأخيرة من المباراة، ولكنهما استعادا اعتبارهما في مواجهة لندن.

وأظهر سولشاير شجاعة بإجراء تغييرات في الدقائق الأخيرة من المباراة، ولكنها أتت أكلها هذه المرة.

فقد أقحم مثلما فعل في مباراة الأربعاء جيسي لينغارد ونامينجا ماتيتش في الدقائق الأخيرة من المباراة، وسجل لينغارد هدف الفوز بتمريرة من ماتيتش. ولم ينتقد أحد تغييرات سولشاير.

ولكن انتقادات كثيرة طالت التحكيم. فقد كانت مباراة غريبة، حدثت فيها أخطاء عديدة في تقديري.

فقد حرم الحكم ويستهام من ضربة جزاء أخرى، ولكنه حرم يونايتد من واحدة أو اثنتين أيضا بسبب مخالفات واضحة على كريستيانو رونالدو.

وكادت المباراة أن تنتهي بخسارة كبيرة ليونايتد ولكنهم في الأخير جنوا منها ثلاث نقاط.

وكان الحارس ديفيد دي خيا بطل يونايتد عندما تصدى لضربة جزاء في الوقت بدل الضائع، ولكن قرار مدرب ويست هام ديفيد مويز كان غريبا عندما أقحم مارك نوبل بديلا ليسدد ركلة الجزاء.

فاللاعب لم يكن قد لمس الكرة قبل تسديد الضربة، كما أنه لم يجر عملية الإحماء. وأعرف أن له سجلا ممتازا في تنفيذ ضربات الجزاء ولكن كانت تلك مقامرة من مويز، لم يفلح فيها.

وبدأ ليفربول مشواره بطريقة رائعة أثارت إعجابي فعلا. وعكس منافسيه على اللقب لم يتعاقد الفريق الأحمر مع أي لاعب بارز هذا الصيف. فقد اقتصر على المدافع إبراهيما كوناتي بقيمة 35 مليون جينه استرليني، ولكن الفريق قوي أصلا.

ليفربول
Reuters
عودة فان دايك تمنح دعكما كبيرا لدفاع ليفربول

ولا يمكن إغفال فريق يورغن كلوب في السباق على اللقب خاصة بعد عودة فرجيل فان دايك بعد تعافيه من الإصابة، وقد أظهر أنه واحد من أكثر اللاعبين تأثيرا.

وضيع سيتي أكبر عدد من النقاط مقارنة بكبار المنافسين على اللقب حتى الآن. وكان تعادله في ملعبه أمام ساوثامبتون نتيجة سيئة، مقارنة بفوز ليفربول على كريستال بالاس، وفوز يونايتد في ويست هام، وبما فعله فريق تشيلسي في توتنهام.

وسيكون اللقب في نهاية الأمر بين هؤلاء الأربعة، ولكنني متمسك برأيي أن تشيلسي هو الفريق الذي يسعى الجميع إلى الفوز عليه.