بيروت: انطلقت فكرة تنظيم كأس العرب وفصلها عن مسابقة كرة القدم في الدورات الرياضية العربية عام 1957، من لبنان عبر الصحافي ناصيف مجدلاني والأمين العام لاتحاد كرة القدم عزت الترك.
دعا الاتحاد اللبناني إلى اجتماع عُقد في بيروت في أيلول/سبتمبر 1962، بحضور مندوبي الاتحادات المحلية العربية وقرّر اطلاق مسابقة كأس العرب للمنتخبات على أن تستضيف العاصمة اللبنانية الدورة الاولى في العام التالي.
رحّب العديد من الاتحادات العربية بالفكرة الى أن تقرّر إطلاقها من بيروت حيث أبصرت البطولة النور بين 31 آذار/مارس و7 نيسان/أبريل 1963 بمشاركة 5 منتخبات، هي تونس وسوريا والكويت والأردن ولبنان المضيف.
احتضن ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية المباريات، وتميّز العديد من الأسماء اللبنانية خلال البطولة مثل الحارس سميح شاتيلا ومحيي الدين عيتاني "تابيلو" وجوزف أبو مراد وسمير العدو وليفون ألتونيان ومارديك تشاباريان وعدنان الشرقي (صاحب الهدف الأول في تاريخ البطولة بمرمى الكويت).
كما شارك مع المنتخب المضيف محمود برجاوي الذي قال لوكالة فرانس برس "كانت البطولة العربية مناسبة للقاء أبرز النجوم في الوطن العربي، وكنّا نشعر بفرح كبير عندما نواجه منتخبات كبيرة ولاعبين مميزين في تلك الحقبة".
برجاوي يستعيد المحطات
عاد برجاوي بالذاكرة إلى المباراة الاولى لمنتخب لبنان والتي اكتسح فيها نظيره الكويتي بسداسية نظيفة، مضيفاً "حققنا الفوز العريض وكنا نسعى إلى لقب البطولة، إلا أننا واجهنا منتخب تونس القوي حينها الذي استطاع الفوز علينا والظفر باللقب".
وتوّج المنتخب التونسي باللقب وقتها، بعدما حقق 4 انتصارات متقدّماً على سوريا، فيما حلّ لبنان ثالثاً في أفضل نتيجة له في البطولة.
يشارك "رجال الارز" في نسخة قطر المقبلة للمرة الثامنة، إذ واظب على خوض غمارها فحلّ رابعاً في النسخة الثانية عام 1964 في الكويت، وفي الثالثة في بغداد عام 1966.
بعد انقطاع طويل وحلول "كأس فلسطين" بدلاً منها بعد حرب 1967، غاب لبنان عن المشاركة إلى أن تقرّر أن يستضيف نسخة 1982، إلاّ أنها تأجلت مجدداً بسبب الحرب الأهلية والاجتياح الاسرائيلي للبنان حين تم تدمير المدينة الرياضية.
عادت كأس العرب للرجال إلى الظهور من جديد وأقيمت نسختها الرابعة عام 1985 في مدينة الطائف السعودية بغياب لبنان.
شارك في نسخة الأردن 1988، حيث لعب ضمن المجموعة الأولى فتعادل مع العراق سلباً ومع تونس 1 1، وخسر من مصر صفر 3 وحقق فوزاً وحيداً على حساب السعودية بهدف وحيد سجله محمود حمود برأسه.
حرب واحتفالات
تحدّث حمود عن هذه الحقبة لوكالة فرانس برس قائلاً "تجمّع منتخب لبنان قبل البطولة بأسبوعين فقط حيث واجهتنا صعوبات كثيرة في إجراء التمارين بسبب حدّة المعارك في بيروت ومحيطها".
تابع "الجميع توقّع أن تكون المواجهة معنا سهلة، ففي المباراة الأولى تعادلنا مع العراق بوجود رعد حمودي وعدنان درجال وأحمد راضي، ثم كانت المباراة ضد السعودية بطلة آسيا. حينها حققنا الانتصار بهدف سجلته برأسي".
أردف "نقل إلينا الاستاذ رهيف علامة (الأمين العام السابق للاتحاد اللبناني) الأجواء في بيروت بأن الجمهور اللبناني خرج في مسيرات سيارة في العاصمة وبعض المدن احتفاء بالفوز وان هذه الفرحة جمعت اللبنانيين في عزّ الحرب الأهلية".
غاب لبنان مجدداً عن منافسات النسخة السادسة في سوريا 1992، وودّع من الدور الأوّل في السابعة في الدوحة 1998 وكذلك الثامنة في الكويت 2002 والتاسعة في السعودية 2012.
التعليقات