ملبورن : هل تبتسم نسخة 2022 أخيرًا لصاحبة الأرض والمصنفة أولى عالميًا؟ ستكون الأسترالية آشلي بارتي أبرز المرشحات لحصد لقب أولى البطولات الأربع الكبرى في كرة المضرب التي تنطلق الاثنين، إلا أنها تواجه تهديدًا من جبهات عدة.

"بارتي تايم؟" أي "حان وقت احتفال (آشلي) بارتي؟" عبارة تتردّد قبل كل بطولة كبرى تخوضها الأسترالية كلعب على الكلام، وقد احتفلت فعلا بلقبين كبيرين في رولان غاروس 2019 وويمبلدون العام الفائت.

لكن الحلم بالتتويج بلقب كبير على أرضها وبين أبناء بلدها لا زال معلقًا.

للمرّة الأولى منذ 25 عامًا، لن تتواجد أي من الشقيقتين الأميركيتين وليامس في بطولة أستراليا، مع غياب سيرينا التي لا زالت تسعى لمعادلة الرقم القياسي في بطولات الغراند سلام لدى السيدات (24) بسبب عدم جاهزيتها وشقيقتها فينوس.

ومع استمرار حاملة اللقب اليابانية ناومي أوساكا، المصنفة 14 عالميًا، في مشوار استعادة الفورمة ومستوياتها بعد غياب طويل عن المنافسات، تبدو بارتي الابرز للفوز في ملبورن.

أسوة بأوساكا، خرجت بارتي (25 عامًا) من الدور الثالث لبطولة الولايات المتحدة المفتوحة في أيلول/سبتمبر الماضي وغابت عما تبقى من الموسم، إذ عادت أدراجها الى أستراليا بسبب تداعيات جائحة فيروس كورونا حول العالم.

وعلى عكس اليابانية المتوجة بأربعة ألقاب كبرى التي انسحبت من دورة استعدادية الاسبوع الماضي لأن "جسمها تعرض لصدمة" بعد خوض أولى المباريات بعد غياب أربعة أشهر، بدت بارتي في أفضل جهوزية.

رغم تحقيقها لقب فرنسا المفتوحة في 2019 قبل أن تتوج في ويمبلدون العام الماضي، إلا أن أفضل نتيجة لها في أستراليا المفتوحة تبقى وصولها الى نصف نهائي العام 2020 عندما خسرت أمام الاميركية صوفيا كينن التي حققت اللقب، في حين خرجت من ربع النهائي العام الفائت.

إلا أنها وجهت إنذارًا شديد اللهجة الى منافساتها قبل انطلاق البطولة هذا العام بتتويجها نهاية الاسبوع الماضي بلقبي الفردي والزوجي في دورة أديلايد.

جرعة ثقة

انسحبت من دورة سيدني المقامة هذا الاسبوع ، موضحة أنها بحاجة إلى التعافي من تداعيات المشاركة الاخيرة، لكنها قالت إن لقبها الفردي الرابع عشر في مسيرتها الاحترافية منحها جرعة ثقة.

قالت اللاعبة التي ستلاقي الأوكرانية ليسيا تسورينكو المتأهلة من التصفيات في الدور الأول الإثنين، في حديث مع رابطة اللاعبات المحترفات "دبيلو تي ايه" إنه "عندما كنت في ظروف أصعب، كنت قادرة على تقديم الأمور الجيدة. المباريات الاستعدادية قبل الموسم جيدة ولكن لا يمكنك أن تقيّم مستواك حتى تختبر نفسك ضد الافضل".

وتابعت "كان من الرائع أن أنافس هذا الاسبوع وأشعر أني جاهزة".

موغوروسا وهاليب تهددان

سيطر "الثلاثة الكبار" الصربي نوفاك ديوكوفيتش، الاسباني رافايل نادال والسويسري روجيه فيدرر على منافسات الرجال في العقدين الاخيرين، إلا أن المنافسة مفتوحة في رأس هرم تنس السيدات.

العام الفائت، توجت أربع لاعبات بألقاب البطولات الاربع الكبرى: أوساكا في أستراليا، التشيكية باربورا كرايتشيكوفا في فرنسا المفتوحة، بارتي في ويمبلدون والبريطانية إيما رادوكانو في فلاشيغ ميدوز الاميركية.

وكان الخروج المبكر لبارتي وأوساكا في نيويورك أكبر دليل على تلك المنافسة المفتوحة.

خرجت أوساكا، المتوجة مرتين في أستراليا، أمام الكندية ليلى فرنانديز التي حلت وصيفة لرادوكانو في نهائي خالف التوقعات مع وصول مراهقتين الى المباراة القمة.

رادوكانو التي أصبحت أول لاعبة متأهلة من التصفيات تفوز بلقب غراند سلام في العصر الحديث، عانت لتكرار هذا المستوى منذ إنجازها الرائع وأصيبت الشهر الماضي بفيروس كورونا. تستعد لخوض أول موسم كامل محترف في مسيرتها، بعد أن لعبت أول مباراة ضمن دورات "دبليو تي ايه" في حزيران/يونيو من العام الفائت.

انسحبت من دورة ملبورن الاسبوع الماضي معتبرة أنه "من المبكر جدًا لي، لقد عدت للتو من فترة العزل".

من المتوقع أن تكون البريطانية التي بلغت عامها التاسع عشر في تشرين الثاني/نوفمبر الفائت جاهزة لأستراليا المفتوحة حيث ستشارك أيضًا فرنانديز والمراهقة الأخرى الواعدة الاميركية كوكو غوف (17 عامًا).

ولكن الحرس القديم قد يستفيد من كل ذلك ليفرض نفسه مجددًا.

تصل المصنفة أولى عالميًا سابقًا الاسبانية غاربينيي موغوروسا التي خسرت نهائي 2020 ضد كينن، الى البطولة بمعنويات عالية بعد أن اختتمت الموسم الماضي بتتويجها بلقب دورة "دبليو تي ايه" الختامية في غوادالاخارا.

أنهت العام في المركز الثالث في التصنيف العالمي خلف البيلاروسية أرينا سابالينكا وبارتي. كانت قد خرجت من الدور الـ16 العام الماضي في أستراليا بعد أن أهدرت نقطتين لحسم المباراة ضد أوساكا.

كما تشهد المنافسات عودة قوية لمصنفة أولى سابقًا أخرى هي الرومانية سيمونا هاليب.

حققت اللاعبة المتوجة بلقبين كبيرين لقبها الاول منذ 16 شهرًا بتتويجها الاحد في دورة ملبورن، ما سمح لها بالتقدم الى المركز الخامس عشر في التصنيف الصادر الاثنين.

غابت هاليب (30 عامًا) بسبب الإصابة عن العديد من البطولات الموسم الماضي، أبرزها رولان غاروس، ويمبلدون وأولمبياد طوكيو، ما أدى الى سقوطها لفترة وجيزة خارج المراكز العشرين الأولى للمرة الأولى منذ عام 2013.