باريس: يأمل فرساي من الدرجة الرابعة في تكرار مفاجأة ليزيربييه في نسخة 2018، عندما يواجه نيس الثلاثاء في نصف نهائي النسخة 105 من كأس فرنسا في كرة القدم، فيما يلعب نانت الأربعاء مع موناكو في نصف النهائي الثاني.

وكان ليزيربييه من المستوى الثالث حقق مفاجأة مدوية عندما بلغ مباراة القمة في 2018 وخسر بثنائية أمام باريس سان جرمان الغائب عن النهائي للمرة الأولى منذ 2015.

ولعب سحرُ مسابقة الكأس دوره بروح رياضية نادرة، إذ تكفل نادي نيس بتكلفة انتقال فرساي إلى جنوب البلاد.

بحث النادي المتواضع دون فائدة عن ملعب يستضيف مباراته، نظراً لعدم استيفاء ملعبه "مونبورون" معايير مسابقة الكأس. في نهاية المطاف، ستقام المباراة على ملعب "أليانز ريفيرا" في نيس، فيما كشف رئيس الأخير جان-بيار ريفيير لقناة "أر أم سي": "كان يتعين الانتقال الى ملعبهم لكن هذا الأمر لن يحصل. بدلا من ذلك سنسهّل قدومهم. كيف؟ سنتحمل تكاليف طائرتهم، الحافلة والفندق".

بدوره، قال المدير العام لفرساي جان-لوك أريبار "لدينا ندم وحيد، لعدم خوض المباراة في ملعب بارك دي برانس، برغم تفهمنا لأسبابهم"، في إشارة الى باريس سان جرمان، إذ أراد النادي الهاوي إمتاع جماهيره في العاصمة.

وفيما يتصدر فرساي دوري المستوى الرابع راهناً، لم يخض أي مباراة منذ 19 شباط/فبراير واستعد بأفضل طريقة لهذه المواجهة، بعد مروره السبت الماضي في كليرفونتين، مركز تدريب المنتخب الفرنسي.

يضيف أريبار أن فريقه ومعظمه من اللاعبين الهواة، يأمل "في حجز مكان له في الغرب الباريسي الكبير. قبل أشهر قليلة، عدد كبير من أبناء فرساي لم يكونوا على علم بتواجد فريق كرة قدم في مدينتهم. هذا هو مفعول كأس فرنسا! يكتشفون أننا لا نملك فقط القصر".

لكن حتى الآن، لم يحقق هذا الفريق سوى نتيجة لافتة واحدة في مساره، وذلك بعد الفوز على تولوز من الدرجة الثانية في ثمن النهائي (1-صفر).

مواجهته المقبلة ستكون بالغة الصعوبة أمام فريق يحتل المركز الثالث في ترتيب دوري الدرجة الأولى وسبق له أن أقصى باريس سان جرمان ونجومه من ثمن نهائي الكأس بركلات الترجيح.

وستكون فرصة نيس سانحة لبلوغ النهائي بعد ربع قرن من تتويجه أمام غانغان في 1997 للمرة الثالثة في تاريخه بعد 1952 و1954.

ويغيب عن تشكيلة مدرب نيس كريستوف غالتييه الهولندي جاستن كلايفرت والبرازيلي دانتي لايقافهما، علماً أن الفريق الطامح للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا يخوض مواجهة نارية السبت أمام متصدر الدوري سان جرمان وترسانته.

وللانضمام إلى الفائز من هذه المواجهة في ملعب استاد دو فرانس في 8 أيار/مايو المقبل، يستقبل نانت الأربعاء موناكو في مواجهة متوازنة على الورق بين سابع وتاسع الدوري توالياً.

ويأمل موناكو، حامل اللقب خمس مرات، في تعويض خسارة نهائي العام الماضي أمام سان جرمان المتوج 14 مرة (رقم قياسي). لكن فريق الإمارة خاض مباراة ثالثة توالياً دون فوز في الدوري، بخسارته الأحد ضد رينس 1-2.

نانت

في المقابل، عاش نانت، حامل اللقب ثلاث مرات آخرها في 2000، مطبات مماثلة الأحد في الدوري بتعادل سلبي مع متز، وذلك بعد فوزه الرائع على سان جرمان 3-1 قبل تسعة أيام.

وبحال التعادل يتم اللجوء مباشرة إلى ركلات الترجيح من دون التمديد، على غرار كامل مباريات المسابقة.

ومسابقة الكأس هي الوحيدة في فرنسا تجمع سنوياً الأندية الهاوية والمحترفة. أبصرت النور خلال الحرب العالمية الأولى عام 1917 بدفع من هنري دولوناي. كان يطلق عليها اسم كأس شارل-سيمون تكريماً للرئيس المؤسس للجنة الفدرالية الفرنسية (سلف الاتحاد الفرنسي) حتى عام 2019 عندما عرفت باسمها الحالي.

وفي 104 نسخ حتى الآن، استقبلت سبعة ملاعب النهائي وتوج 32 فريقاً باللقب، أبرزهم سان جرمان (14) ومرسيليا (10).