باريس: لا يملك كريستوف غالتييه المدرب التقني صاحب القبضة الحديدية والمحاور الممتاز خبرة كبيرة على أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية، غير أن شخصيته القوية أغوت باريس سان جرمان للتعاقد معه في بحث نادي العاصمة عن مدرب فرنسي أقل "لمعاناً" من أسلافه.

ولم يسبق لغالتييه (55 عاماً)، المتحدر من مرسيليا والذي تعاقد مع بطل فرنسا لمدة عامين ليحلّ بدلاً من الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، أن قاد مجموعة تضم هذا الكمّ الهائل من النجوم العالميين (الأرجنتيني ليونيل ميسي وكيليان مبابي والبرازيلي نيمار...)، كما لم يسبق له أن تذوق طعم الفوز في المسابقة القارية الأم اذ تقتصر مغامرته على تعادل مقابل خمس هزائم في ست مباريات مع ليل في موسم 2019 2020.

ولكن هل سيتمكن هذا الوافد الجديد من الاجابة على التساؤلات بشأن ميله للاعتماد على نجوم وكوادر فريقه الجديد؟ يقول آلان بلاشون أحد معاونيه السابقين في سانت إتيان لوكالة فرانس برس رداً على هذا السؤال "هو منفتح للنقاش مع نجوم الفريق ومع بقية اللاعبين أيضاً من أجل اظهار اهميتهم. يجعل الجميع ينصهرون مع بعضهم البعض. هو شخص يوحّد (الفريق)".

ويخلو سجل المدافع السابق من أي لقب في مسيرته وهو الذي تدرج في مرسيليا لينتقل إلى ليل وتولوز، قبل أن يخوض تجربة خارج حدود بلاده مع مونتسا الإيطالي ثم لياونينغ يواندونغ الصيني.

غير أن غالتييه عوّض اخفاقاته كلاعب داخل المستطيل الأخضر على دكة المدربين ليغني سجله بالألقاب ويدوّن السطور، بداية كمساعد للمدرب برنارد كازوني مع مرسيليا، ثم في أريس ثيسالونيكي اليوناني وباستيا، قبل أن يفوز إلى جانب آلان بيران بكأس فرنسا عام 2007 مع سوشو، ليعود ويحقق ثنائية الدوري الكأس مع ليون في العام التالي.

7 أعوام في سانت إتيان

بدأ غالتييه خطواته الأولى كمدرب رئيس مع سانت إتيان، الغريم التقليدي لليون، في عام 2009، لينسج قصة حب مع النادي الأخضر لأكثر من سبع سنوات، قاده خلالها للفوز بكأس الرابطة الفرنسية (2013)، واعاده إلى الساحة الأوروبية، ليكلّل مسيرته بفوزه بلقب أفضل مدرب في الـ "ليغ1" في 2013 متقاسماً الجائزة مع الإيطالي كارلو أنشيلوتي مدرب سان جرمان حينها.

نجح في ابقاء ليل في الدرجة الأولى عام 2018 بعدما تسلم مهامه خلفاً للأرجنتيني مارسيلو بييلسا في نهاية عام 2017، ليقوده لاحقاً للمركز الثاني... قبل التتويج التاريخي في أيار/مايو 2021 على حساب حامل اللقب سان جرمان في مفاجأة مدوية، وبدعم من المدير الرياضي البرتغالي لويس كامبوس الذي سيتعاون معه مجدداً بعدما عيّنه النادي الباريسي أخيراً مديراً رياضياً لكرة القدم.

لا يتردد غالتييه الذي يشتهر بعلاقته الجيدة مع اللاعبين في غرفة تبديل الملابس في اظهار قوة شخصيته وضرب قبضته على الطاولة عند الضرورة، حتّى لو اضطر لمعاقبة من لا يحترم المجموعة، فعمد إلى الاستغناء عن خدمات لاعب الوسط البرتغالي تشيكا قبيل المباراة الحاسمة على ملعب "بارك دي برانس" أمام سان جرمان (فاز ليل 1 صفر) قبل السباق النهائي للفوز باللقب في نيسان/أبريل 2021، بسبب تصرف "غير لائق".

محاور جيد

بعد موسم واحد في نيس كلله بوصوله إلى نهائي كأس فرنسا واحتلاله للمركز الخامس في الدوري (2021 2022)، وصل إلى باريس حيث يتوجب عليه أن يتعامل مع غرور الـ "سوبر ستارز" في النادي وأن يكون عادلاً من دون أن ينصاع لرغبات النجوم.

ويجمع كل من يعرف غالتييه أنه اضافة إلى خصائله كمدرب، فهو يجيد التواصل مع لاعبيه، ويذكر فيليب ليونيه المدير السابق للاتصالات في سانت إتيان في مقابلة مع فرانس برس "هو في تفكير مستمر. سوف يفاجئ. يتمتع بعنصر الإغواء بالمعنى الجيد للمصطلح. لقد تلقى تدريبات على كيفية التواصل مع الناس عندما كان أصغر سناً".

وأردف "هذا عامل مهم من وظيفته. تحليله يتجاوز الملعب، وهي علامته الخاصة به. لديه هذه القدرة على نقل الرسائل. هو مبادر. سيفرض أفكاره. بالنسبة لباريس سان جرمان، عليك أن تكون محاوراً جيداً".