لو كاستيليه (فرنسا) : يأمل سائق فيراري شارل لوكلير في الاستفادة من زخم عودته إلى الانتصارات، لمتابعة ضغطه على حامل اللقب الهولندي ماكس فيرستابن سائق ريد بول، عندما يتواجهان على حلبة بول ريكار التي تستضيف جائزة فرنسا الكبرى، الجولة الثانية عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد.

ويُقارب فيرستابن انتصاف الموسم بلباس متصدر الترتيب مع فارق مريح لصالحه متقدماً بفارق 38 نقطة عن مطارده المباشر لوكلير ابن إمارة موناكو (208 مقابل 170)، حيث يصل إلى فرنسا على حلبة يدرك أسرارها جيداً، كونه احرز المركز الأوّل العام الماضي على حساب البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات.

في حين يحتل ريد بول صدارة الصانعين مع 359 نقطة مقابل 303 لفيراري، علماً أن الفريقين تقاسما الفوز في الجولات الاحدى عشرة هذا العام.

وصفة النجاح

داخل مقصورة سيارته الحمراء، استعاد لوكلير وصفة النجاح في النمسا بعد فترة عجاف انطلقت شرارتها غداة فوزه الأخير في جائزة أستراليا الكبرى في 10 نيسان/أبريل، قبل أن يحقق انتصاره الثالث في عقر دار ريد بول مقابل 6 انتصارات للهولندي، إلاّ أن الحسم ما زال بعيداً مع تبقي العديد من السباقات.

ويبحث لوكلير (24 عاماً) عن الفوز الثالث توالياً للـ"حصان الجامح" بعد تكريسه في النمسا وفوز زميله الاسباني كارلوس ساينس في بريطانيا، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2019، لكن عليه بداية تخطي العديد من العقبات المهمة، خصوصاً بعدما أوضح مدير الفريق الإيطالي ماتيا بينوتو انه لن يصدر أوامر خاصة لتفضيل سائق الإمارة في صراعه على اللقب.

قال بينوتو "لقد تمكنا من سدّ الثغرة من ناحية السرعة"، مضيفاً "اعتقد انهم ما زالوا يملكون أفضلية ضئيلة، ولكنها ضئيلة جداً، وتكاد لا تُذكر".

في المقابل، يعود فيرستابن الذي يخوض سباقه الـ 130 بألوان الحظيرة النمسوية بالذاكرة إلى فوزه العام الماضي بعد انطلاقه من الصدارة وتجاوزه هاميلتون في اللفات الأخيرة، فقال "حققنا نتيجة جيدة العام الماضي في فرنسا".

وتابع "تتميز الحلبة بالعديد من المنعطفات التقنية وعلى سرعة عالية، لذا من المهم جداً الاهتمام بالاطارات، خصوصاً أن الحرارة ستكون مرتفعة خلال عطلة نهاية الأسبوع".

حرارة غير مسبوقة

وتخشى حظائر الفورمولا واحد من موجة الحرّ التي تضرب القارة العجوز، ما سينعكس سلباً على السائقين والسيارات على حد سواء. وضمن هذا السياق اشار فريق فيراري إلى صعوبة المهمة في لو كاستيليه، مشيراً إلى "أن عطلة نهاية الاسبوع ستشهد ارتفاعاً للحرارة غير مسبوق هذا الموسم حتّى الآن، حيث من المتوقع أن تصل إلى 40 درجة مئوية، ما سيصعّب من حياة السائقين والفرق".

كما ستعاني الجماهير التي من المتوقع أن يصل عددها الاجمالي إلى 200 ألف (70 ألفاً خلال سباق الأحد)، من ارتفاع الحرارة، غير ان المنظمين وضعوا قيد التنفيذ خطة نقل (مشاركة السيارات، الحافلات، القطارات بأسعار مخفضة...) لتجنب الاختناقات المرورية التي أفسدت نسخة 2018، وهو عام عودة جائزة فرنسا الكبرى إلى روزنامة الفئة الأولى.

وينتهي العقد بين جائزة فرنسا وشركة "ليبرتي ميديا" الاميركية مالكة الحقوق التجارية للبطولة العالمية بعد اربع سنوات، ولكن المفاوضات تسير على نار هادئة لابقاء السباق في الروزنامة العالمية، مع احتمال التناوب مع جوائز أخرى مهددة بالغياب (بلجيكا أو موناكو).

300 جائزة كبرى

بالانتظار، ستكون الانظار شاخصة نحو أعلى عتبة على منصة التتويج، فإلى جانب فيرستابن ولوكلير، يتربص الزميلان المكسيكي سيرخيو "تشيكو" بيريس (ريد بول) وساينس (فيراري) حيث يحتلان المركزين الثالث والرابع تباعاً في البطولة، وهما الوحيدان اللذان تمكنا من الفوز باحدى الجولات هذا الموسم، في شوارع موناكو للأوّل، وعلى حلبة سيلفرستون للثاني.

في المقلب الآخر وتحديداً عند مرسيدس وسائقه هاميلتون، ما زال الأخير يلهث خلف فوزه الأوّل هذا الموسم والـ 104 في مسيرته، اذ ينتظر بطل العالم في الظل دنو ساعته بعدما تمكن من احتلال المركز الثالث في السباقات الثلاثة الماضية.

ويأمل هاميلتون الذي استعاد ثقته بالسيارة في أن يحافظ على عادات الفوز على الاقل بسباق في كل عام مذ أن وطأت قدماه حلبات الفئة الاولى عام 2007، وهي سلسلة قياسية في مسيرة البريطاني.

وبفوزه مرتين في فرنسا (2018 و2019)، سبق له أن غرق في مجد حلبة بول ريكار، وبامكانه الاعتماد على سيارة أدخل عليها فريقه الكثير من التعديلات، بعد بداية صعبة تميزت بفشل ذريع ومشكلة الارتدادات تحت راية القوانين التقنية الجديدة.

شرح النمسوي توتو وولف مدير "الأسهم الفضية" المرحلة الجديدة التي يمر بها فريقه قائلاً "نريد مواصلة تعقب الاعشار الأخيرة (من اجل المنافسة على الالقاب) وادخال المزيد من التعديلات على السيارات، وتحديداً خلال سباق فرنسا".

وتابع "صعدنا إلى منصة التتويج ثلاث مرات في السباقات السبعة الأولى وحالياً حققنا ذلك أربع مرات في آخر أربعة سباقات"، وختم قائلاً "أنا سعيد بالزخم، إنه يعكس الجهد الهائل للفريق".

ولن تحصل الجماهير المواكبة للسباق على فرصة مشاهدة "السير" هاميلتون خلال الفترة الاولى للتجارب الحرة الجمعة، اذ سيحل بدلاً منه السائق الاحتياطي الهولندي نيك دو فريز "ضمن اطار الفترات المسموح بها للسائقين الشباب هذا العام"، كما حدد وولف.

وسيعود هاميلتون للجلوس خلف مقود سيارته في الفترة الثانية الجمعة، من اجل التحضير بأفضل طريقة ممكنة لسباقه الـ 300 في الفورمولا واحد في سن الـ 37 عاماً.