لوسيل (قطر): "بيّضها الأخضر". هكذا علا صوت هتاف حسين أبو تاكي في مدرجات ملعب لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة، مع إطلاق صافرة نهاية مباراة السعودية التي حققت فوزاً تاريخياً على الأرجنتين الثلاثاء.

عندما تقدّمت الأرجنتين من ركلة جزاء سجلها ليونيل ميسي في الدقيقة العاشرة، لم يخطر في بال أشدّ المتفائلين أن تنتهي المباراة بنتيجة غير ثقيلة. لكن صالح الشهري وسالم الدوسري اللذين أحرزا هدفي السعودية في الدقيقتين 48 و53، أشعلا مدرجات الملعب الذي استقبل 88 ألف متفرّج.

يقول أبو تاكي الذي كان متشّحاً بعلم السعودية "هذه نتيجة تاريخية. كنّا آتين نطمح بتقديم مستوى جيد من المنتخب، ربما تعادل. لكن هذا الفوز غير متوقع، بيّضها الأخضر. بيّضوها الشباب".

بهذا الفوز، كسرت السعودية نحساً لازمها في مشاركاتها الخمس السابقة في المباريات الافتتاحية عندما فشلت في الفوز في أي منها (4 هزائم وتعادل واحد)، قبل أن تحقق نصراً مدوياً أمام الأرجنتين.

كما أنها منعت منتخب الـ"تانغو" من معادلة الرقم القياسي في عدد المباريات من دون خسارة، إذ توقف رصيد "ألبيسيلستي" عند 36 مباراة، خلف إيطاليا (37).

يذهب أبو تاكي بعيداً بالتفاؤل قائلاً إن "السعودية قد تكون السبب في أن يغادر ميسي من دور المجموعات"، علماً أن هذا المونديال قد يكون الأخير لأفضل لاعب في العالم سبع مرات.

"ميسي الليلة ما يمشي"

لكن مواطنه الذي عرّف عن نفسه باسم أبو خالد (38 عاماً) لم يوافقه الرأي وإن خانته دموعه خلال الحديث.

يقول هذا الموظّف الحكومي "أبكي من الفرحة لأن فرحي كبير لا يوصف. لا أصدّق ما أراه. كنت أتوقع أداء جميلاً ولكن ليس فوز على الأرجنتين. هذا حلم".

لكنه يضيف في الوقت نفسه إنه "رغم ذلك، قلبي مع ميسي. لديه مباراتان، سيفوز بهما ونتأهل سوياً".

لم يبالغ أبو خالد في آماله، لكنه كان حريصاً على أن هذا "فوز يعطينا الثقة، ويجعل من بولندا التي قالت لا أتابع ولا أهتم بالكرة السعودية أن تحترمنا غصباً عنها".

ذلك لأن المجموعة الثالثة تضم أيضاً منتخب النجم روبرت ليفاندوفسكي والمنتخب المكسيكي.

تعود الخسارة الأخيرة للأرجنتين إلى الثاني من تموز/يوليو العام 2019، عندما سقطت أمام غريمتها التقليدية في أميركا الجنوبية البرازيل صفر 2 في نصف نهائي كوبا أميركا، حققت بعدها الفوز في 25 مباراة وتعادلت في 11.

كان الجمهور السعودي حاضراً بقوة في المدرجات. هتافاته منذ اللحظة الأولى كانت "أوه يا السعودية. ميسي الليلة ما يمشي".

من بين هؤلاء الهاتفين كان عبدالله الذي رفض ذكر اسم عائلته لأنه عسكري يبلغ من العمر 21 عاماً ووصل إلى الدوحة قبل 24 ساعة برّاً.

يقول عبد الله من مدرجات ملعب لوسيل "جئت إلى هنا من أجل هذه المباراة بالذات. الفوز لم يكن متوقعاً، لكن الآن، نحلم بنصف النهائي والنهائي أيضاً. أداء أسطوري. دفاعياً خيالي، هجومياً محترم".