الدوحة: يستهل المنتخب السعودي سعيه لوضع حد لصيام دام 28 عاماً لم يتوج خلالها بطلاً قارياً، عندما يلتقي جاره العُماني الثلاثاء في ديربي خليجي على استاد خليفة الدولي في الدوحة، ضمن المجموعة السادسة من بطولة آسيا لكرة القدم.
وتضم المجموعة ايضا تايلاند وقيرغيزستان اللذين يلتقيان على ملعب عبدالله بن خليفة.
وطرأت تغيرات على المنتخب السعودي منذ الفوز التاريخي على الارجنتين 2 1 بهدفي صالح الشهري وسالم الدوسري في مونديال قطر 2022، فقد غادره مدربه الفرنسي هيرفيه رونار ليتولى تدريب منتخب بلاده للسيدات، واستعان الاتحاد السعودي بخدمات الايطالي روبرتو مانشيني الذي ترك بدوره منصبه مدربا لمنتخب بلاده بعدما قاده إلى لقب بطل أوروبا.
حتى الان، جاءت النتائج متباينة منذ تولى مانشيني الاشراف على الاخضر في اب/اغسطس الماضي.
بدأ عهده في أيلول/سبتمبر بخسارتين أمام كوستاريكا (1 3) وكوريا الجنوبية (0 1)، ثم التعادل مع نيجيريا (2 2) والخسارة امام مالي (1 3)، قبل ان يحقق فوزين على باكستان المتواضعة (4 0) والاردن (2 0) في التصفيات المؤهلة الى كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027 وآخر على لبنان ودياً عشية البطولة (1 0).
ويتطلع المنتخب السعودي لاستهلال مشواره في نسخة 2023 بفوز يرفع المعنويات ويمنح الفريق تحت قيادة الإيطالي مانشيني دفعة وثقة مع البدايات.
يعتمد منتخب "الصقور الخضر" على إرث كبير في القارة الصفراء، فمنذ مشاركة أولى عام 1984 لم يغيب عن أي نسخة ونجح خلال عشر مشاركات في احراز اللقب ثلاث مرات أعوام 1984، 1988 و1996 وحلّ وصيفاً ثلاث مرات في 1992، 2000 و2007.
يتطلّع لتحقيق اللقب الرابع في تاريخه لمعادلة الرقم القياسي المسجّل بإسم اليابان معتمداً على عدد من الأسماء القوية والتي تمثل إضافة قوية للخط الهجومي على رأسهم فراس البريكان، بالإضافة إلى سالم الدوسري وعبدالرحمن غريب وصالح الشهري، حيث يُعدّ المثلث الهجومي أقوى الخطوط في كتيبة مانشيني.
لغز العقيدي
وقبل يومين، قام مانشيني، بخطوة مفاجئة باستبعاد حارس مرمى النصر نواف العقيدي من التشكيلة الرسمية المشاركة في النهائيات، من دون الافصاح عن أسباب استبعاده.
وكان مانشيني اعتمد على العقيدي الذي يتألق بشكل كبير في صفوف فريقه النصر هذا الموسم، خلال المباريات الودية في معسكر المنتخب. وأشارت تقارير صحافية سعودية ان العقيدي طالب مانشيني باللعب أساسيا في المباراة الأولى.
وللمفارقة، فإن راغد النجار، احد الحراس الثلاثة في المنتخب هو الحارس الاحتياطي للعقيدي في صفوف النصر.
كما ان التغيير الآخر الذي طرأ على الكرة السعودية منذ كأس العالم الاخيرة، هي الصفقات الكروية المدوية التي ابرمتها مع نجوم الكرة للانضمام الى ابرز انديتها المتمثلة بقطبي الرياض الهلال والنصر وقطبي جدة الاتحاد والاهلي.
كانت الصفقة الابرز حصول النصر على خدمات النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، ثم كرت السبحة فتعاقد الهلال مع البرازيلي نيمار، وذهب الفرنسي كريم بنزيمة الى الاتحاد.
وتباينت الاراء حول ما كانت كانت هذه التعاقدات سترتد ايجاباً او سلباً على اللاعبين المحليين الذين فقد بعضهم مراكزهم الاساسية.
واعتبر لاعب وسط الاتحاد فيصل الغامدي المنتقل اليه هذا الصيف من الاتفاق وفرض نفسه في تشكيلة منتخب بلاده في الاونة الاخيرة بان اللعب الى جانب هؤلاء النجوم من شأنه رفع مستوى اللاعب السعودي، وقال في تصريحات لموقع الاتحاد الاسيوي "اللعب الى جانب هؤلاء والتدرب معهم والتعلم منهم يساهم في تطويرنا كأفراد وكفريق".
إيفانكوفيتش تحت الضغط
في المقابل يشارك المنتخب العماني في كأس آسيا للمرة الخامسة في تاريخه، حيث سبق له التأهل لمنافسات البطولة 4 مرات فقط، ونجح في تجاوز دور المجموعات للمرة الأولى في النسخة الأخيرة بالإمارات، بعدما حجز مقعده عن المجموعة السادسة كأفضل ثالث.
ويتسلح العماني بالخبرة الآسيوية للمدير الفني الكرواتي برانكو إيفانكوفيتش لتحقيق نتائج تمكنه من عبور الدور الأول والذهاب بعيدا في البطولة، لكن مدرّب إيران السابق تعرض لانتقادات لاذعة لتراجع النتائج أخيراً.
لا يحظى إيفانكوفيتش (69 عاماً) الذي عُيّن في منصبه مدرباً لعمان في 2020 بديلاً للهولندي إيرفن كومان ثم جدّد عقده في 2021 لمدة عامين ينتهي مع انتهاء كأس آسيا في قطر، بشعبية كبيرة في الشارع الرياضي. زادت حدة الانتقادات للكرواتي بعد الخسارة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أمام قرغيزستان 0 1 في التصفيات المشتركة لمونديال 2026 وكأس آسيا 2027.
التعليقات