إيلاف من القاهرة: وسط غضب عارم في الشارع المصري من توالي فضائح البعثة الأولمبية المصرية في باريس لأسباب أخلاقية ورياضية، تتوعد الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الشباب والرياضية بقيادة الوزير أشرف صبحي واللجنة الأولمبية المصرية التي يترأسها ياسر إدريس بفتح كافة الملفات وتطبيق عقوبات قاسية في حق كل من أساء لمصر من لاعبين وإداريين، سواء أخلاقياً أو رياضياً.

خاصة أن رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي كان حريصاً على اللقاء مع اللاعبين واللاعبات قبل مغادرة القاهرة للمشاركة في أولمبياد باريس ووجه تعليماته الواضحة بالحفاظ على صورة مصر أخلاقياً في المقام الأول، ثم رياضياً وعلى مستوى المنافسة للحصول على ميداليات في المقام الثاني.

شطب لاعب المصارعة المتحرش.. قريباً
بدورها قررت اللجنة الأولمبية المصرية، الجمعة، إحالة محمد إبراهيم السيد "كيشو" لاعب المصارعة المصري، إلى لجنة الهئيات والقيم للتحقيق، عقب القبض عليه في باريس على خلفية اتهامات بالتحرش الجنسي، فقد كان موجوداً في حانة حتى صباح الجمعة في حالة سكر تام، وقام بفعل فاضح حينما أمسك بمؤخرة امرأة.

وقالت اللجنة في بيان إن رئيسها ياسر إدريس قرر "إحالة اللاعب إلى لجنة الهيئات والأندية والقيم للتحقيق فيما نسب إليه من "تصرفات غير مسؤولة" وذلك بعد انتهاء مشاركته في منافسات دورة الألعاب الأولمبية في باريس، وقبل ساعات من رحلة عودته لمصر".

وأوضح البيان أن "رئيس اتحاد المصارعة المصري ورئيس وفد المصارعة أفاد أن اللاعب غادر البعثة بإذن من رئيس وفد المصارعة لمشاهدة المباراة النهائية للمصارعة في وزنه، ولم يعد لمقر البعثة وأغلق هاتفه".

وأشار البيان إلى أنه في حالة ثبوت مخالفة اللاعب فإن العقوبة قد تصل إلى الشطب النهائي واستبعاده من ممارسة اللعبة محليا ودوليا.

وكانت الشرطة الفرنسية قد أوقفت لاعب مصارعة يونانية-رومانية ضمن الوفد المصري المشارك في أولمبياد باريس، فجر الجمعة، للاشتباه باعتدائه جنسيا على زبونة في إحدى الحانات، وفق ما أفاد مكتب المدعي العام، مؤكداً معلومات أوردتها صحيفة "لو باريزيان".

ويتعلق الأمر بمحمد إبرهيم السيد "كيشو" البالغ 26 عاماً، الحائز على برونزية وزن 67 كلغ في أولمبياد طوكيو، والذي خرج من الدور ثمن النهائي لألعاب باريس الأربعاء بخسارته أمام الأذربيجاني جعفروف.

وحسب لمكتب المدعي العام في باريس، ألقي القبض على المصارع المصري أمام حانة في الدائرة 13 بالعاصمة باريس حوالي الساعة الخامسة صباحا لاتهامه "بوضع يده على ردفي زبونة" في الحانة.

وعهد مكتب المدعي العام في باريس بالتحقيق إلى الدائرة الثالثة للشرطة القضائية،وبحسب صحيفة "لو باريزيان"، فقد تم القبض عليه وزعم أنه ارتكب فعلته وهو "في حالة سكر تام".

فضائح الإخفاق الرياضي
وبعيداً عن الفضيحة الأخلاقية للمصارع المصري، فقد كانت المشاركة المصرية محبطة رياضياً للشارع المصري بدرجة كبيرة، خاصة أن الوعود كانت كبيرة، بالحصول على 10 ميداليات أولمبية في باريس على أقل تقدير، ولكن المحصلة كانت ميدالية واحدة برونزية، وهو اخفاق كبير لبعثة مصر الأكبر عدداً وتنوعاً في مختلف الألعاب مقارنة مع كافة الدول العربية، وقد نجحت المغرب والجزائر وتونس والبحرين في الحصول على ميداليات أكثر من مصر، كماً ونوعاً، وحققت بعثاتها نجاحات كبيرة.

الفضيحة الكروية أمام المغرب
وجاءت الهزيمة القاسية أمام المنتخب الاولمبي المغربي لكرة القدم بسداسية نظيفة في مباراة المنافسة على البرونزية، والتي وصفها المصريون بـ"الفضيحة" لترفع من حدة الغضب في مصر، خاصة أن كرة القدم لعبة شعبية وتلقى متابعة واهتمام الملايين.

كما أن الهزيمة الثقيلة أمام منافس عربي كان في المتناول "نظرياً على الرغم من أفضليته"، أو على أقل تقدير عدم السقوط أمامه بهذه النتيجة الكارثية لتجعل الغضب مضاعفاً في مصر.

وتعهد وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي بمعاقبة كافة الاتحادات الرياضية التي أخفقت في الأولمبياد، ولم تف بوعودها، خاصة أن مصر أنفقت ما يقرب من مليار ونصف المليار جنيه من أجل اعداد اللاعبين في مختلف اللعبات قبل بداية الأولمبياد على أمل حصد عدد من الميداليات والظهور بصورة مشرفة للتاريخ الرياضي والأولمبي المصري.