وقع عدد من عملاء المصارف في دولة الإمارات العربية المتحدة ضحية عمليات إحتيال مصرفية من خلال استخدامهم مواقع مزيفة مشابهة لصفحات المصارف الرئيسية، وأكدت مصادر أن 70 % من تلك الجرائم تتم على يد متحايلين من الجنسيات الآسيوية.

دبي: شهدت الآونة الأخيرة عمليات احتيال منظمة من قبل قراصنة الإنترنت التي استهدفت حسابات العملاء بعدد من البنوك المحلية بدولة الامارات العربية المتحدة بعد مخاطبة العملاء باسم تلك البنوك من خلال رسائل نصية quot;smsquot; وعن طريق البريد الالكتروني، وتزييف مواقع مشابهة تمامًا لمواقع البنوك تحمل نفس تصميم الصفحات والشعار، لحث العملاء علي ضرورة تحديث البيانات الخاصة بحساباتهم البنكية بشكل الكتروني، بهدف الحصول علي الارقام السرية الخاصة بالعملاء، ليتم تحويل بعض المبالغ من حساباتهم الشخصية.

وتفصيلاً أكد مصدر مطّلع ببنك دبي الإسلامي، احد البنوك الضخمة بدولة الإمارات، أن البنك تعرض فعلاً لعملية سرقة منظمة من قبل محترفي الإنترنت quot;عصابات القرصنة الإلكترونية quot;بعد نجاح هؤلاء القراصنة في التواصل مع العملاء بشكل مباشر والحصول منهم على أرقام حساباتهم السرية، بعد إيهامهم عن طريق إرسال رسائل الكترونية لهم عبر بريدهم الإلكتروني تطالبهم بتفعيل الحساب الخاص بهم من خلال مواقع مزيفة تعرض صفحات مشابهة لصفحات البنك الرئيسة، لكنها تستخدم روابط إلكترونية وهمية، للحصول على اسم المستخدم وكلمة المرور، ثم الدخول على الحساب وتحويل بعض الأموال لحساب اشخاص خارج الدولة أو تعبئة رصيد لهواتف بمبالغ كبيرة ثبت انها لاشخاص من الجنسيات الاسيوية غادروا الدولةquot;.

وأعلن المصدر الى أن البنك أخذ احتياطاته بهذا الشأن، وراقب جميع العمليات التي تتم حاليًا، فضلاً عن خفض الحد الأقصى للتحويلات، وتحديدًا الخاصة بعمليات تعبئة الرصيد من 10 آلاف درهم لأكثر من مرة في اليوم الواحد، إلى 1000 درهم مرة واحدة يوميًا، إضافة إلى التواصل مع شركة اتصالات لحجب المواقع التي تقوم بمثل هذه العمليات.

وأشار إلى أن البنك حرص على توجيه رسائل تحذيرية لعملائه بهدف عدم الاستجابة لرسائل تلك المواقع والاتجاه مباشرة إلى اقرب فرع من فروع البنك للوقوف على حقيقة الامر، مؤكدًا انه تم ابلاغ السلطات الأمنية في الدولة بتفاصيل الحادث ليتم على الفور البحث والتحري والتوصل الى عدد من الافراد المشتبه في تورطهم بالحادث، ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة جميع أفراد تلك الشبكة.

وفي اطار ذلك تساءل عدد من العملاء quot;الضحاياquot; الذين وقعوا فريسة لهؤلاء القراصنة عن مصير أموالهم خاصة وأنهم لم يحصلوا بعد الا على وعود من إدارات البنوك لم يتم تنفيذها حتى الان، على الرغم من مرور ما يقرب من شهرين على الواقعة.

وأكد مصدر أمني رفيع المستوى أن 70 % من تلك النوعية من الجرائم تتم على يد متحايلين من الجنسيات الاسيوية الذين دأبوا على استخدام ذلك الاسلوب لتنفيذ مخططاتهم، بعد اتقانهم اللامحدود لخدمات الانترنت وقدرتهم على اختراق البرامج الالكترونية بشكل كبير.

وقال يتم في كثير من عمليات تحويل ارصدة بمبالغ كبيرة من حسابات الضحايا للهواتف، واستخدام ارقام هواتف باسماء اشخاص غادروا الدولة منذ فترات طويلة، الا ان خطوط هواتفهم لا تزال تعمل لصالح اشخاص اخرين، وهي ظاهرة تنشر بين الجنسيات الآسيوية خاصة الهنود.

واوضح ان ظاهرة التسلل الى الدولة بطرق غير شرعية شكلت دورًا كبيرًا في تفعيل مثل هذه الجرائم، التي وصفها بالمستوردة التي لم يشهدها المجتمع الاماراتي من قبل، والتي يظل مرتكبوها مجهولين للجهات الامنية لبعض الوقت لكونهم لا يحملون اوراقًا ثبوتية تُمكّن السلطات من التعرف إليهم، موضحًا أن العام الماضي تم اكتشاف ما يقرب من 31 الف حالة تسلل إلى الدولة تم ترحيلهم جميعًا.

ومن جانبه، اوضح احد الضحايا الذين تعرضوا للاحتيال من قبل هؤلاء القراصنة انه تعرض لعملية نصب الكترونية منظمة بعد استقباله لبريد إلكتروني يحمل رابطًا للدخول على موقع مماثل تمامًا لموقع بنك دبي الاسلامي يطالبه بتفعيل حسابه الخاص بوساطة الخدمات البنكية الإلكترونية، وبعد تحريره لاسم المستخدم وكلمة السر، تغير المتصفح، فقام بتكرار المحاولة أكثر من مرة، ليفاجأ برسالة نصية تفيد بتحويل مبلغ 39 ألف درهم من حسابه، ليسارع على الفور بالاتصال بخدمة العملاء ليؤكدوا له أن العملية تمت من خلال الخدمة البنكية على الإنترنت، ليبلغهم بتفاصيل ما تم، ليفاجـ بأنه وقع في شباك قراصنة الانترنت، غير انهم اخبروه في خدمة العملاء بأنهم سيقومون بتقصي الواقعة وفي حال إثبات صحتها ستتم اعادة المبلغ الى حسابه، غير أن الوضع مازال على ما هو عليه وحتى الان لم تتم اعادة المبلغ المسروق من حسابه.

وفي سياق متصل، قام مصرف quot;الامارات الاسلاميquot; وبنك quot;نو الاسلاميquot; بارسإل رسائل نصية لعملائهم يحذرونهم فيها من التعامل مع مثل هذه المواقع المزيفة، وعدم الضغط على أي بريد إلكتروني يسأل عن تفاصيل الحساب أو كلمة المرور أو أي طلب للضغط على رابط لترقية الحساب أو إضافة أي مزايا لأمان أكثر، وطالب البنك عملاءه بالاتصال فورًا بخدمة العملاء في حال تلقيهم مثل هذه الانواع من الرسائل.