في حواره مع quot;إيلافquot; تحدث الفنان، خالد أبو النجا، عن فيلمه الأخير quot;ميكرفونquot;، والجائرة الَّتي حصل عليها في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الرابعة والثلاثين.


القاهرة: قال الفنان المصري،خالد أبو النجا، أنَّ الأزمة الَّتي تمرُّ بها صناعة السينما المصريَّة في الوقت الحالي ساهمت بشكل كبير في إبراز السينما المستقلة، واعتبر أبو النجا في حواره مع quot;إيلافquot; أنَّه من غير المعيب أنّْ تشارك الأفلام المصريَّة في المهرجانات الدوليَّة قبل مهرجان القاهرة، مشيرًا إلى أنَّ هذا يسهم في ظهور السينما المصريَّة في الخارج، لاسيما وأنَّ مشاركة هذه الأفلام تكون في المسابقة الرسميَّة وليس في عروض على هامش المهرجان.

في البداية هل توقعت حصول فيلم quot;ميكروفونquot; على جائزة في مهرجان القاهرة؟
الجائزة كانت مفاجأة، لأننا لم نكن نطمح في الحصول على جائزة بقدر ما كان هدفنا تقديم عمل فني جيد ينال إعجاب الجمهور.

العام الماضي قدمت فيلم quot;هليوبوليسquot; وهذا العام تقدم فيلم quot;ميكرفونquot;، ما سر إصرارك على تقديم السينما المستقلة؟
ليس إصرار بالمعنى المفهوم، ولكن المصادفة وحدها هي السبب وراء تقديم العملين بشكلٍ متتالٍلأنَّ مشاريع الأفلام الَّتي ارتبط بها تمَّ تأجيلها بسبب الأزمة الماليَّة، لأنَّ نوعيَّة الأفلام الَّتي أقدِّمها ليست أفلامًا تجاريَّةً بحتةً تضمن إيرادات للمنتج، في الوقت الذي تعاني فيه السينما من أزمة ماليَّة ولا يرغب المنتجون في المخاطرة بأموالهم في أعمال غير مضمونة في العائد المادي، وعندما عرض عليَّ أحمد عبد الله فكرة فيلم quot;ميكروفونquot; تحمَّست لها وبدأنا في تصويرها.

ما مفهومك عن السينما المستقلة؟
هي سينما مستقلة في كل شيء، بعيدة عن حسابات السوق ومعاييره، وحسابات المنتجين، ومستقلة عن المكسب المادي الذي يهدف إليه المنتج، وأعتقد أنَّ الأفلام الَّتي تقدم كسينما مستقلة تحقِّق نجاحًا جماهيريًّا ونقديًّا، حيث أنَّها تسافر إلى الخارج وتشارك في مهرجانات دوليَّة وتحصد جوائز فيها.

أفهم من ذلك أنَّ الأفلام التجاريَّة الَّتي تقدمها السينما المصريَّة غير قادرة على تحقيق ذلك؟
الأفلام التجاريَّة لها جمهورها المحلي الذي يعجبه التوليفة الخاصة المقدَّمة إليه، وهذاأمر جيد يجب أن نفخر به ولا نقلل من شأنه، وأنا أشارك في هذه النوعيَّة من الأفلام أيضًا ولا أجد في ذلك أيَّة مشاكل، أما الأفلام المستقلة فهي تحمل جواز سفر للخارج ومرور للمهرجانات الدوليَّة الَّتي تقام في مختلف أنحاء العالم.

لكن أفلام السينما المستقلة لا تحظى بدعم؟
تتميز السينما المستقلة عن التجاريَّة في انخفاض التكاليف الإنتاجيَّة وتوظيف العناصر بشكل يجعلها تحقق نجاحًا جماهيريًّا، كما أنَّ هذه السينما تمنح الوجوه الشَّابَّة فرصةً للظهور لأنَّها تبقى دفينة ولا تُعرف لحين تقديمها لعمل ما.

هل ترى أنَّ هذا النوع منالسينما حقَّق نجاحًا خلال الفترة الماضية؟
بالتأكيد، وساهم في ذلك الأزمة الماليَّة العالميَّة الَّتي أبرزت الأفلام المستقلة، فخلال العام الأخير تمَّ تقديم العديد من الأعمال المتميزة الَّتي تندرج تحت مفهوم السينما المستقلة، وحقَّقت نجاحًا وحصدت جوائز عربيَّة وعالميَّة ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك .

أيضًا لا يمكن إنكار أنَّ جزء من أزمة صناعة السينما في الوقت الحالي هو إصرار الفنانين على المغالاة في أجورهم؟
موضوع الأجر يخضع للعرض والطلب، فالمنتج لا يمنح الفنان أجرًا لا يضمن أنه سيحقِّقه من ورائه، لذا أرى أنَّ الأمر ليس له علاقة بذلك، كما أنَّ الأجور جزء من صناعة السينما.

كيف تم ترشيح منه شلبي للفيلم؟
خلال كتابة دورها في الفيلم وجدت أنَّ شخصية quot;هديرquot; قريبةً جدًّا منها، والجمل تتطابق معها بشكل كبير، لذا تحدَّثت معها، وعندما قراءات السيناريو وافقت على العمل، ورفضت تقاضي أجر حتَّى أقنعتها بذلك، لأنَّ السينما المستقلة لا تعني العمل من دون أجر.

هل توقعت موافقة فنانة من فنانات الصف الأوَّل على الاشتراك في فيلم ينتمي إلى السينما المستقلة؟
بحكم معرفتي بمنه شلبي أعرف كيف تفكر، وعندما عرضت عليها فكرة الفيلم وافقت، وكنت أعرف أنَّها ستوافق، لذا لم يكن الأمر غريبًا أو مفاجئًا بالنسبة لي.

لماذا لم يتم الانتظار حتَّى يشارك الفيلم في المسابقة الدوليَّة لمهرجان القاهرة، وفضَّلت الاشتراك في عدد من المهرجانات التي سبقت إقامة موعد المهرجان؟
أري أن هذا الموضوع لا يوجد فيه أي عيب لأنَّ المشاركة في المهرجانات الدوليَّة تمنح السينما المصريَّة شهرةً كبيرةً، خصوصًا وأنَّها في المسابقة الرسميَّة وليست على هامش المهرجان، لذا فمن الأفضل أنّْ نشارك بالفيلم في الخارج وبعدها نشترك في المسابقة العربيَّة لمهرجان القاهرة.

كيف ترى مهرجان القاهرة بعد أنّْ أتمَّ عامه الرابع والثلاثين؟
هناك العديد من المهام الَّتي يجب أنّْ يتم على أساسها تقييم المهرجان منها القدرة الاقتصاديَّة، واختيارات الأفلام المشاركة، وجودتها، كما يجب أنّْ يتعامل المسؤولون في المهرجان مع صناع السينما العالميَّة بحيث يتم الاتفاق على عرض الأفلام الأجنبيَّة عرضًا أوليًّا في المهرجان خلال مراحل التصوير، وليس قبل موعد المهرجان، وهذا أسلوب متبع في المهرجانات العالميَّة، حيث يتم الاتفاق على موعد العروض الأولى للأفلام وهي لا زالت في مرحلة التصوير أو حتى قبل أن يبدأ صناعها في التصوير، وأعتقد أنَّ المهرجان في الدورة الأخيرة قدَّم مجموعة جيِّدة من الأعمال السينمائيَّة ومن الممكن مع الوقت أن يتفادى المشاكل الَّتي يواجهها.

لماذا لم تكرر تجربة الدراما خلال العام الحالي على الرغم من نجاحك من في مسلسل quot;مجنون ليلىquot; فيالعام الماضي؟
لا اعتقد أنني استطع التوفيق بين السينما والتليفزيون كل عام، لأنَّ التليفزيون يحتاج إلى وقتٍ طويلٍ وجهدٍ كبيرٍ ويرهقني صحيًّا بشدَّة، لدرجة أننيلا زالت حتى الآن مرهق للغاية من مسلسل quot;مجنون ليلىquot; بسبب الوقت الطويل الذي استغرقه التصوير.