تعود الممثلةالتونسية، رملة العياري، للظهور في الأعمال الدرامية المحلية بعد غياب تواصل 12 سنة وتراهن على دورها في العمل الرمضاني القادم quot;كاستينغquot; لسامي الفهري، فضلا عن مشاركتها المثيرة للجدل في شريط تونسي فرنسي يتناول ظاهرة المثلية الجنسية عند النساء.

تونس: في هذا اللقاء تدافع رملة العياري عن تجسيدها لشخصية الفتاة السحاقية في شريط quot;الخيطquot; لمهديبن عطية كما تستغرب الهجوم الغير مبرر عليها من الصحافة العربية وتثني على تجربة بنت بلدها هند صبري في السينما المصرية.

أكثر من 10 سنوات على ظهورك في مسلسل quot;الخطاب على البابquot; في جزئيه الأول والثاني 1997- 1996 لماذا كل هذا الغياب؟
الأمر ليس كما تظنين ويظنه الكثيرون، فقد كانت لي مشاركات متواضعة في أفلام قصيرة وسيتكومات لكنها لم تحظَ بالمشاهدة الكافية.

أثار دورك في فيلم quot;الخيطquot; جدلاً واسعًا بسبب طرحه لظاهرة المثلية الجنسية على الرغم من انه لم ينزل لقاعات العرض التونسية ولا حتى العربية ؟
لا ارغب في الحديث عن هذا الفيلم

إذا أنت نادمة على تجسيد دور السحاقية؟
لم اندم لأنه مجرد دور أتقمصه كغيره من الأدوار وأتحمل مسؤولتي كاملةوليس له أي علاقة بشخصيتي في الواقع فأنا اعرف حدودي جيدا، لكن ما أزعجني هو طريقة تعامل بعض الأقلام المحسوبة على الصحافة مع موضوع الشريط الكل نصب نفسه فقيها وناقشه وفق خلفيته الدينية والسياسية.

صراحة ذهلت من ردود فعل الصحافة العربية التي هاجمت الفيلم وهاجمتني شخصيًا وهي لم تشاهد العمل فهو لم يعرض لا في العالم العربي ولا حتى في تونس بل عرض في قاعات السينما الفرنسية والولايات المتحدة .

أما السبب الثاني والاهمهو أن لي مشكلة مع الشركة الفرنسية المنتجة للفيلم لأنها لم تقدر المجهودات التي بذلها طاقم العمل التونسي ولم تكلف نفسها حتى مجرد التفكير في عرض خاص له بالعاصمة وأنا شخصيًّا بطلة الفيلم لم أشاهده لحين اللحظة وقد كنت مستعدة لان أقوم بعملية الدعاية والترويج الكافية له لكن بعد ذلك التجاهل ارفض الحديث مطلقًا عن الشريط حتى لا أقوم بالدعاية المجانية له.

ماذا تعيبين بالضبط على الصحافة العربية؟

هجوم الصحافة العربية غير مبرر لأنه استغل هذا الفيلم لخدمة أغراض في نفس يعقوب: quot;تونسية تقوم بدور سحاقية في فيلم فرنسيquot; وكأني الوحيدة بين الممثلات العربيات ؟ لماذا كل هذا التعصب وهذه العنصرية ؟ ألم تقدم ممثلات مصريات مثل هذه الأدوار؟ كعلا غانم، وغادة عبد الرازق، ونادين لبكي في شريط quot;كاراميلquot;، الم يتطرق quot;عمارة يعقوبيان quot; لقضية الشذوذ الجنسي واللواط، ومن قبله حمام الملاطيلي، أقول انه ليس لأي بلد عربي الحق في إعطاء دروس وإطلاق أحكام مجانية على المرأة التونسية.

لكن يقال ان الرقابة التونسية منعت نزول الفيلم في القاعات التونسية؟
هذا هراء، كيف يمنع والحال أن الشركة المنتجة لم تعرب حتى عن نيتها في عرضه بتونس ولم تصلني معلومة المنع هذه، ثم إن الفيلم لا يحتوي على أي مشاهد جنسية أو قبلات أو عراء وكل مشاهد الشذوذ بين السيدة والفتاة في الشريط أخذت بعدًا رمزيًا، كما أذكر من نسي أو تناسى أن أفلام تونسية كانت قد تعرضت لظاهرة الشذوذ الجنسي كـquot;ريح السدquot; للنوري بوزيد وquot;خشخاشquot; لسلمى بكار ولم يتم قرار المنع الذي يتحدثون عنه.

صدمت الجمهور التونسي الذي عرفك قبل 10 سنوات وأحبك في دور فاطمة التمار في المسلسل الشهير quot;الخطاب البابquot;، تلك الصبية المراهقة بنت العشرين سنة الخجولة وبنت العائلة المحافظة لتتحولي إلى سحاقية وquot;مسترجلةquot;؟
(تضحك...) لن أعيش طوال حياتي في جلباب quot;فاطمة التمارquot; على الممثل المحترف أن يخوض كل الأدوار كما أن هذا الموضوع شدني لأن ظاهرة المثلية الجنسية لكلا الجنسين موجودة ولا يمكن إنكارها في المجتمع التونسي وفي كل المجتمعات على مدى العصور، واعتقد أني وصلت لعمر معين أستطيع أن أقرر فيه مايجوز ولا يجوز لي أن افعله، ويكفيني فخرا وقوفي جنبا إلى جنب مع الممثلة العالمية كلوديا كاردينال التي تحمل في جعبتها نصف قرن من الخبرة في السينما الفرنسية والعالمية، هذا أمر لا يتاح لي دائمًا ولا أستطيع أن ارفض العمل معها.

وهل ان وقوفك مع نجوم عالميين يجعلك تقبلين العمل معهم مهما كان الدور الموجه لك؟
دوري في quot;الخيطquot; هو مهندسة معمارية تدعى نسرين تجمعها علاقة بشريكتها في السكنولا يخرج عن كونهتجسيد رمزيلشابة مثلية ولو لم يعرف المشاهد مسبقا بموضوع الفيلم لن يلاحظ أبدًا تطرقه لقضية المثلية، فكما أخبرتك سابقًاالدور يخلو من القبلات واللمسات، ولعلمك لو عرضعلي دور سحاقية في فيلم آخر سوف لن أقبله.

لماذا؟
لاني جسدته وقدمت فيه كل ما أريد، أنا أبحث دائما عن التجديد في الأدوار ولو أقنعتني أي شخصية أخرى مهما بلغت جرأتها أنا مستعدة للدفاع عنها والذهاب بعيدًا في الدور.

دور مومس مثلا؟
أنا وطريقة طرح القضية والشخصية التي سأتقمصها وحسب رؤية المخرج للدور لكن في الوقت الحالي لا، شرطي أن يكون المخرج على قدر من الحرفية حتى لا تنحاز الشخصية عن مسارها الطبيعي وتفهم بأشكال أخرى.

وماذا لو عرض عليك المخرج خالد يوسف احد الأدوار الذي يقدمها لغادة عبد الرازقأو سمية الخشاب؟
لا اقبل الدورمن اجل اسم مخرج بعينهبل حسب طبيعة الفيلم والشخصية شاهدت أفلام خالد يوسف وهناك الجيد منها وهناك ما هو دون المستوى وانحدر في موجة الأفلام التجارية لكن تستهويني أكثرأفلام يسري نصر الله لأنها على قدر من الجودة في المضمونوالحرفية الفنية.

وهل تشاهدين أعمال بنات بلدك : درة أو هند صبري أو فريال قراجة؟
نعم لكني متابعة أكثر لمشوار هند صبري

وكيف تقيمين مسيرتها في مصر؟
هند صبري تعرضت في أولى تجربتها مع إيناس الدغيدي لحملة شرسة من الصحافة المصرية التي حاولت تشويه سمعتها لكنها صمدت وفرضت نفسها بثقافتها وموهبتها وهي الآن رقم واحد في مصر ونجوميتها تقاس بنجومية يسرى وعادل إمام .

غريب أنها المرة الأولى التب تدافع ممثلة تونسية عن زميلة لها من جيلها نفسه؟
لأنها ظلمت في بدايتها واستطاعت الدفاع عن نفسها كما ينبغي في مصر وصارت من نجمات الصف الأول، وهي لعلمك ليست صديقتي لكني احترمها لأنها فتاة مثقفة وموهوبة.

هناك من يرى أن قبولك لادوار فيها جرأة وملامستك لمواضيع quot;محرمةquot; في مجتمعاتنا العربية الغاية منها الشهرة ضمن باب خالف تعرف؟
للذي لا يعرفني أقول أني تذوقت الشهرة في صغري وأنا لم أتجاوز العشرين سنة حين جسدت دور quot;فاطمةquot; في quot;الخطاب على البابquot; الذي يعد منأنجح الأعمال في تاريخ الدراما التونسيةلكن تلك الشهرة مع الأسف لم تكن في صالحي وأنا في ذلك العمر ولم أعرف كيف أتعامل معها فكنت أمام خياران: إما أن تبهرني الشهرة واترك التيار يجرفنيأو انغلق على نفسي و انهمك في الدراسة، وانا اخترت الطريقالثاني.

أمر آخر أريد أن أوضحه، فمن وجهة نظريالجرأة الفكرية أقوى بكثير من الجرأةالجسدية، فأن يفكّر مبدع أو فنان في تقديم صورة موجودة في المجتمع ويتحدّاها، فإن في ذلك جرأة أقوى وأهم من العري والمشاهد الساخنة لكن مع الأسفيبقى الحديث عن المثليةالجنسية في الأعمال السينمائيةمدانًا حتى ولو كان خاليًا من مشاهد العري والإثارة الجنسية.

ستطلين على الجمهور التونسي في رمضان في مسلسل quot;كاستينغquot; حدثينا عن هذا العمل؟
سررت بدعوة المخرج والمنتج التونسي سامي الفهري للمشاركة في العمل الرمضاني القادمquot; كاستينغquot; الذي يضم ثلة من النجوم كفتحي الهداوي وصلاح مصدق وعاطف بن حسين وقد انبهرت بالحرفية العاليةالتي طبعت طاقم العملفضلاً عن الأجواء الممتعة التي دارت فيها عملية التصوير وأجسد شخصية quot;زينبquot; أستاذة انكليزية ستكون لها علاقة بمختلف شخصيات العمل .

اضافة إلى التمثيل أنتأستاذة جامعية ومنهمكة في التحضير لشهادة الدكتوراه في الانتروبولوجيا؟
نعم الدراسة تبقى أهم سلاح لأي شخص وأطروحتي تدور حول التاريخ وسيمولوجية النص والصورة

سؤالي الكلاسيكي. متى تلتحقين بركب زميلاتك التونسيات ونراك في أعمال سينمائية مصرية؟
لا أنكر ان مصر تبقى بوابة الشهرة والانتشار دون منازع لكني لست مستعدة أن ألقي بنفسي على المخرجين المصريين وquot;أشحدquot; أدوار، لا ابحث عن شغل كممثلة ولا أرضى دق الأبواب هناك.