القاهرة: عامًا بعد عام تثبت الفنانة ليلى علوي أنها أكثر فنانات جيلها ذكاءً وتفوقاً، تخوض المغامرة بعد أن تحسبها جيداً لتجني ثمار مغامراتها التي يراها البعض في البداية مجازفة غير محسوبة لكن مع مرور الوقت تثبت أنها كانت الأصح في الاختيار.
فعندما قدمت العام الماضي مسلسلين في الموسم الأول من quot;حكايات وبنعيشهاquot; مدة كل منهما 15 حلقة كانت بمثابة مغامرة أثبتت نجاحها، وجعلت الفنانة إلهام شاهين تحذو حذوها في رمضان الحالي.
ليلى التي تألقت هذا العام في الموسم الثاني من المسلسل والذي حمل حكايتين جديدتين هما quot;كابتن عفتquot; و quot;فتاة الليلquot; حققا نجاحاً جماهيرياً كبيراً ، وهما الحكايتان اللتان لا يجمع بينهما سوى ليلى علوي التي جسدت دور quot;عفتquot; في الحكاية الأولى بإحساس مختلف تماماً عن دور quot;عاليةquot; في الحكاية الثانية.
صحيح أن الجمهور لا يزال متمسكاً بفكرة العمل الواحد وهو ما أدى إلى أن تحظى الحكاية الأولى بمتابعة أكثر سواء على المستوى الجماهيري أو المستوى النقدي، لكن quot;فتاة الليلquot; إستطاع جذب المزيد من الجمهور لمتابعته بسبب طبيعة قصته المختلفة والجديدة على الدراما المصرية.
ورغم النهاية السعيدة للحكاية الأولى quot;كابتن عفتquot; فإنها كانت مبررة درامياً فكابتن عفت لم تنس أنها إمراة وأن لها قلبا وعواطف، فبعد أن نجحت في عملها، وخلال استكمالها رسالتها كأم في تربية أبنائها دق قلبها لكابتن عادل.
عادل الذي جسد دوره في المسلسل الفنان عابد الفهد في أول ظهور له في الدراما المصرية لم يشعر الجمهور بأنه سوري فقد استطاع الإلمام بتفاصيل الشخصية ، رجل مصري في العقد الرابع من عمره يعيش في حارة شعبية توفيت زوجته فقرر أن يتفرغ لتربيه ابنته الوحيدة.
عادل الذي تحدث بلهجة أبناء البلد المصريين لم يتخل عن الشهامة والجدعنة ففي كل مأزق كان يقف بجوار عفت ليخرجها منه، على الرغم من كل المتناقضات الموجودة بينهما ، ورغم الفارق في المستوى التعليمي بينهما إلا أن القلب لم يعترف بهذا الفارق.
أما الحكاية الثانية quot;فتاة الليلquot; فإن السرية التي فرضتها بالاشتراك مع أسرة العمل حتى قبل إذاعة الحلقات بوقت قصير كانت تضع سيناريو مختلفا للعمل حيث توقع الجمهور أن تتناول حكايات quot;بنات الليلquot;.
إلا أنه مع بدء عرض الحلقات كانت المفاجأة في أن المسلسل لا يمت بأي صلة لـ quot;فتيات الليلquot;، ولا يتناول حكايتهن على الإطلاق وأنه ينتمي إلى نوعية أعمال الرعب الرومنسية.
إعتمد المسلسل في حلقاته الأولى على باسم السمرة والذي برع في تقديم دوره خاصة وأن بطلة العمل لم تظهر سوى في نهاية الحلقة الثانية، وفي مشهد واحد لذلك كان من الضروري أن يجتذب الجمهور إلى شخصية باسم السمرة حتى يتمكن من متابعة العمل.
باسم قدم شخصية موظف جمارك يعيش في شقة بمفرده بعد وفاة جدته في منطقة نائية، حيث انتقل من الحارة التي يقيم بها بسبب خوفه من العفاريت إلا أنه عندما ينتقل إلى سكنه الجديد يفاجأ بأن السيدة المقيمة في الدور الأعلى منه ماتت محروقة فيعتقد أن عفريتة القتيلة ستعيش معه.
طوال 13 حلقة من أحداث المسلسل إقتنع المشاهد بأن quot;عاليةquot; عفريتة لكنها تكشف عن حقيقتها بأنها إنسانة، وأنها الجارة التي قيل إنها حرقت نفسها، ويظهر أن ضحية الحريق هي الشغالة الخاصة بها، وأن أهلها اقتنعوا أنها هي لأنها كانت ترتدي هدايا منحتها إياها قبل الحريق، لتثبت لباسم سمرة أنها إنسانة ويبدآن معاً حياة جديدة بعد ان تخلص هو من رعبه وأغلقت هي صفحة زواجها الأول .
ليلى التي أجادت تجسيد شخصية العفريتة وغيرت مفهومها لدى المشاهد المصري من خلال المسلسل قبل أن تكشف الحقيقة مع نهاية الحلقات، أكدت أنها فنانة متميزة لديها طاقة فنية كامنة بحاجة إلى العمل الفني الجيد الذي يستطيع إخراج موهبتها التي تثبت نضوجها في كل عمل.
لكن يؤخذ على ليلى ومؤلفي الحكايتين أنهم لم يراعوا عقلية المشاهد، لأنهم اعتمدوا على أن تكون النهايات في الحكايتين سعيدة مع لمسة ألم، لكن المشاهد أصبح يمل من هذه النهايات، ولاسيما أن المبررات التي تأتي قبل هذه النهايات صعبة التصديق من الناحية الواقعية، لكن يغفر لكل هذا الأداء الجيد لفريق العمل.