تحدَّثت الممثلة السوريَّة، لورا أبو أسعد، في حديثٍ خاصٍ لـquot;إيلافquot; عن أعمالها الجديدة، ورأيها بالوضع العام في بلدها، ومشاركاتها في الدراما التركيَّة.


دمشق: خرجت الفنانة المعروفة، لورا أبو أسعد، من قسم اللغة الإنكليزية في كليَّة الآداب، لكن حياتها العملية اتخذت مسارًا مغايرًا تمامًا عما تعلمته في مشوارها الأكاديمي منذ أن التحقت بعالم الفن والأضواء.

وكانت بدايات لورا الفنية مع المخرج السوري نجدة إسماعيل أنزور من خلال مسلسل quot;بقايا صورquot; الذي شهد تألقها، الأمر الذي دفع أنزور للاستعانة بها في مسلسل quot;المارقونquot; لاحقاً، قبل أن تلفت أيضاً نظر نجم الكوميديا السوري ياسر العظمة الذي ضمها إلى فريق quot;مراياquot;.

بعدها، شاركت لورا في العديد من المسلسلات التلفزيونية السورية كـquot;البواسلquot;، وquot;حمام القيشانيquot;، وquot;ورود في تربة مالحةquot;، وquot;سحر الشرقquot;، وquot;أزهار الشتاءquot;، كما شاركت في الفيلم التركي quot;العودة إلى الوطنquot; عام 2007.

وفي حوار خاص مع quot;إيلافquot; تحدثت الفنانة السورية عن آخر مشاريعها بالمشاركة في فيلم quot;صديقي الأخيرquot; الذي تشترك شركتها الخاصة بإنتاج الفيلم، وعن أهمية عمل الفنان كمنتج، وعلقت بحساسيتها المعهودة عن الأحداث الجارية في سوريا، ومستقبل الدراما فيها، وعن علاقتها بالدراما التركية حتى أصبحت تلقب بـquot;عراب الدراما التركية المدبلجةquot;.

بداية الحديث عن مشروعك الجديد فيلم quot;صديقي الأخيرquot; دورك فيه؟ وكيف سنرى الشخصية هل ستكون متمردة أم شفافة؟
quot;صديقي الأخيرquot; يمكن تصنيفه في خانة الأفلام الاجتماعية الحديثة والمشوقة في الوقت نفسه، هي قصة علاقة تنشأ بين طبيب منتحر ومحقق على وشك التقاعديحاول حل لغز انتحار الطبيب، وفي السياق نكتشف جوانب كثيرة لنماذج عديدة في المجتمع، ودوري هو quot;سارةquot; حبيبة الطبيب quot;خالدquot; الذي يجسد دوره عبد المنعم عمايري، وهي صاحبة مجلة خاصة وتحاول مساعدة المحقق في كشف ملابسات انتحار حبيبها، وفي أثناء ذلك تصطدم بأهل حبيبها الذين يمثلون الطبقة الفاسدة في المجتمع وتحاول فضحهم ما يعرض حياتها للخطر، هي شخصية متمردة للغاية، لكن الفيلم يحاول كشف الوجه الآخر لجميع الشخصيات التي قد نراها قاسية أو متمردة، الوجه الذي يحمل الإنسانية والطيبة.

تساهمين في الفيلم إضافة إلى التمثيل بجزء من إنتاجه؟ ألا تجدين في تجربة الإنتاج السينمائي نوعًا من المغامرة؟
إنها مغامرة بالفعل لكنها محسوبة، فالنص جديد وجيّد جداً، والمخرج جود سعيد موهبة واعدة وقدم رؤية متميزة في فيلمه الأول quot;مرة أخرىquot;، وأعتقد أن quot;صديقي الأخيرquot; سيحقق حضوراً جماهيرياً، فالرهان هنا على شباك التذاكر وليس على مزاجية أشخاص في المحطات.

كيف تم ترشيحك للفيلم؟ وهل مساهمتك بالإنتاج كان لها سبب في الترشيح؟
بالطبع لا علاقة لمساهمة شركتنا في الإنتاج بموضوع ترشيحي للدور، فلا أحد في السينما يقبل بإقحام ممثل في دور إن لم يكن مناسبًا له لأن هذا يسبب لنا الخسارة، الدور مكتوب لامرأة في منتصف الثلاثينات، أنيقة جداً، وقوية الشخصية، وأظن أن هذه المواصفات تنطبق عليَّ إلى حد كبير، وعلى العموم المخرج هو من رشحني للدور منذ فترة طويلة واضطررت لتأجيل العديد من ارتباطاتي كي أقوم بأدائه.

ما أهمية أن يكون عمل الفنان منتجاً؟
ليس هذا مهماً، المهم أن يكون لدى المنتج حس فني عالٍ وقدرة على قراءة النصوص الجيدة ونقدها والمشاركة في الجانب الفني للعمل من جميع النواحي: الصورة والموسيقى وغيرها.

كيف تلتقط لورا أبو اسعد أدواتها التعبيرية قبل العمل بتجسيد أية شخصية؟ وكيف تعيش واقعية الحالة؟ وكيف تغني شخصيتها في العمل؟
أهم شيء في البداية هي جلسات الحوار مع المخرج الذي يضع الممثل في جو العمل وفي تصوره للشخصية، كيف يراها، كيف تتحدث، وكيف تمشي، وما هو تاريخها المفترض الذي لا يعرفه المشاهد، بعد ذلك يأتي دور الممثل الذي يستخدم ذاكرته الانفعالية من جهة، ويراقب شخصيات مشابهة لتلك التي سيؤديها في المجتمع أو في الأفلام أو حتى في الروايات من جهة أخرى، بالنسبة لي هذا ما أفعله، وخصوصًا الآن في تجربتي السينمائية الطويلة الأولى.

ما هو الدور الذي تتوق لورا إلى لعبه؟ وما هو أقرب عمل إليك؟
إنه دور من المستحيل الحصول عليه لأنني قرأته في رواية محظورة في العالم العربي، لكنني وبغض النظر عن الرواية عشقت شخصية المرأة المغامرة التي يظنها الجميع مجنونة، لكنها في لحظة ما ستقترب من الموت لتنقذ من تحب، عموماً هناك الكثير من الشخصيات التي قرأت عنها أو عرفتها في حياتي أتمنى تأديتها، أما أقرب عمل إلى قلبي فهو quot;زهرة النرجسquot;.

كيف تقرأين ردود أفعال الجمهور والنقاد؟
غالبًا ما أشعر أن نقد الجمهور عفوي وبناء أكثر من النقاد، وتهمني كثيرًا الآراء التي تتحدث عن الأخطاء والسلبيات، لأن الأخذ بها يؤدي إلى تحسين العمل وتطويره من دون شك .

كيف تنظرين إلى حركة النقد الدرامي في سوريا والوطن العربي؟
لا أدري، أشعر بأن حركة النقد في سوريا متأخرة عن الوطن العربي وبالذات مصر، فنادراً ما نجد ناقداً يحلل ويفند حسنات ومساوئ العمل المسرحي أو التلفزيوني بالذات، بحيث يكون النقد بناء يؤدي إلى تطوير العمل، أغلب النقد يكون على شكل مديح مبالغ به أو ذم مبالغ به، وهذا في النهاية لا يفيد بشيء، ما يفيد حقاً هو تفكيك العمل ابتداء من النص وانتهاء بطريقة عرضه واستعراض نقاط ضعفه وقوته قبل تقييمه.

ماذا عن واقع الدراما السورية في الوقت الراهن؟ على صعيد الإنتاج والتسويق والممثلين؟
على صعيد الانتاج كل شيء على حاله، فقد اعتادت الدراما السورية على تقديم ثلاثين عملاً في العام تقريباً، أما على صعيد التسويق فالأمور تتراجع بسبب تزايد كمية الإنتاج الخليجي الذي احتل الصدارة التي احتلتها الأعمال السورية على الشاشات الخليجية لسنوات، أما على صعيد الممثلين ففي كل عام هناك وجوه جديدة شابة ومواهب واعدة لكن النجومية والصدارة ما زالت لأسماء محددة بعينها وهذه بدأت تصبح نقطة ضعف في مسلسلاتنا.

عانت الدراما مشكلة تسويق في رمضان ؟ كيف أثرتفي شركة فردوس دراما التي تملكينها؟
يمكنني أن أقول بالعامية quot;نفدنا بجلدناquot; حيث كان لدينا إصرار أن لا نبدأ تصوير أي عمل قبل بيع حق عرضه الأول بسعر لائق للقنوات العربية، وقد تعثر هذا بسبب الظروف السياسية التي عصفت بالعالم العربي، لذلك توقفنا حتى إشعار آخر.

ما تعليقك على الأحداث الجارية في سوريا؟
هذا السؤال يحتاج إلى صفحات للإجابة عنه لذلك سأكتفي بأمنية وهي أن يعود بلدي آمناً وديعاً كما كان، ويتحقق الإصلاح دون المزيد من الخسائر والشهداء والدمار.

ما دور الفنان في زمن الأزمات؟
الفنان هو مواطن قبل كل شيء لذلك عليه أن يدلي برأيه الصريح مثله مثل غيره، ويساعد الناس، وأن يؤدي دوراً إنسانياً قبل كل شيء سواء بإيصال المساعدات أو بتقديم الدعم المادي أو المعنوي للمنكوبين.

تتم تحت إشرافك دبلجة معظم المسلسلات التركية؟ هل يزعجك لقب quot;عراب الدراما التركيةquot;؟ وهل بدأت العلاقة بالدراما التركية بعدمشاركتك في فيلم تركي؟
لا يزعجني اللقب لكنني لا أحب أن أستأثر لنفسي بهذا الإنجاز، فمن أحضر أول مسلسل تركي quot;دموع الوردquot; هو السيد أديب خير صاحب شركة quot;ساماquot;، وأنا اشرفت على إنجازه واخترت لمساعدتي في هذه المهمة خيرة الكوادر الفنية الموجودة في سوريا، الموضوع بدأ بالصدفة وكنت أنوي مساعدة السيد أديب في البداية فقط لكنني وجدت نفسي بعد ذلك مشرفًا عامًا على المشروع برمته، أما دوري في الفيلم التركي quot;العودة إلى الوطنquot; فقد صورته قبل مدة طويلة من بدء مشروع الدوبلاج ولا علاقةللأمرين ببعضهما أبداً.