رحلت شعلة العطاء التي أضاءت عائلة المنصور، رحل في صمت من دون أن يخلف وراءه إلا اسمًا في عالم الفن والدراما، رحل وترك الحياة بعد أن ترك بصمته فيها، رحل الفنان منصور المنصور.
الكويت: ظل يكابر المرض حتى سيطر عليه، لكن حبه للفن ولرسالته في الحياة جعلت الألم يختفي، والصراع يتخشى وراء تلك الإبتسامة التي لم تفارقه حتى مماته.
ظل ذلك الأب والأخ والفنان لكل من حوله حتى جاءت لحظة فراقه التي أبكت الكل، وكتبت عنها معظم الصحف العربية، لوفاة عَلَم من أعلام الفن الكويتي ومؤسس الحركة الفنية المسرحية الكويتية.
توفي الفنان منصور المنصور جرَّاء وعكة صحية أصابته في الكلي يظل سنوات طويلة يصارع ألمها، وكان المنصور قد سافر ضمن وفد مسرحي الى الجزائر لتقديم عروض مسرحية quot;المكيدquot; ضمن فعاليات إحدى المهرجانات، هناك كان يشعر بوخزات وآلام في الكلي، كان يتعب منها جدًا، عندها ظل هناك برفقة امين صندوق الفرقة الفنان، ميثم بدر، حتى يتسنى له الحصول على نسخة تلفزيونية من مسرحية quot;عريس بنت السلطانquot;، كانت الفرقة عرضتها في الجزائر منتصف السبعينات، ثم عادت الآلام تطارده من جديد ونقل إلى مستشفى في الجزائر وظل بها 6 أيام ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى.
وكان الراحل منصور المنصور يستعد لتصوير مسلسل quot;ضي القلوبquot; الذي يجمعه ببقية آل المنصور منهم محمد المنصور وحسين المنصور.
ولم يكن خبر وفاته بالسهل على الأصدقاء والأقارب وربما كان الأصعب على رفاق دربه من الفنانين، وخصوصًا حياة الفهد التي انتهى من تصوير آخر اعماله معها في رمضان الماضي quot;الجليبquot;، ليكون آخر ظهور له معها قبل وفاته بشهور، فقالتالفنانة حياة الفهد عن وفاته: quot;فقدت ايقونة الفن، لطالما جمعتني به الكثير من الاعمال والمواقف الانسانية التيلا تعد ولا تحصى، هو الكبير بفنه وعطائه واخلاصه، كنت اتفاءل به دومًا وأحرص على ان يتوسم عملي بهquot;.
وبعبارة quot;إنَّا لله وإنَّا إليه راجعونquot; كان عزاء الفنانين:
هدى حسين: وصفت رحيل المنصور بالصدمة قائلة: quot;تلقيت الخبر الحزين وانا في دولة الامارات العربية المتحدة وكان صدمة بالنسبة لي، لن اتكلم عن مشوار الراحل الكبير الفني، لكن اريد ان اتحدث عن انسانية هذا الرجل فهو محترم بمعنى الكلمة ومثال للالتزام الفني والاخلاقي، فنان كبير له فضل كبير عليَّ، فبدايتي في المسرح كانت معه، و إنا لله وإنا إليه راجعونquot;.
طارق العلي: quot;إنا لله وإنا اليه راجعون.. فقدنا الاب الحنون، والعم الطيب، كل يوم تتقاطر عناقيد اعمدة الفن ونفقد عزيزاً، اللهم لا اعتراض، انها مشيئة الله، وعندما يقول المولى عز وجل كلمته نؤمن بالله ونتصبر، ادعو الله ان يلهم ذويه الصبر والسلوان واتقدم من عائلة المنصور بأحر التعازيquot;.
داود حسين: وضم الفنان داود حسين صوته الى صوت زميله الفنان طارق العلي وتقدم بمواساة عائلة المنصور وقال: quot;برحيله فقدت الحركة الفنية، عمودًا فنيًا ومدرسة مستقلة بذاتها، فهو الاخ الكبير، والاب العطوف والمخلص لعمله، انا لله وإنا اليه راجعونquot;.
أحمد السلمان: وكان السلمان يقدم عرضه المسرحي في الدمام quot;خمس بيبانquot; ومعه الفنانين محمد العجيمي، وخالد البريكي، واسماعيل سرور، و قال عندما وصله الخبر: quot;ندعو الله ان يتغمد روحه العطرة بفسيح جناته ويلهم زويه الصبر والسلوان ولا نقدر إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعونquot;.
محمد جابر قال: quot;احب ان اعزي الفنانين وكل الشعب الكويتي لوفاة الصديق منصور المنصور الذي افنى حياته من أجل رفع اسم الكويت عالياً، المنصور صديقي ورفيق دربي تربطني به الاخوة وكثير من المواقف الصعبة والكوميدية، فنان كبير محب لكل الفنانينquot;.
اما باسمة حمادة فعبرت بصوت تخنقه العبرة عن بالغ حزنها لوفاة المنصور قائلة: quot;هو فنان كبير بأخلاقه وعطائه ويعتبر عموداً من أعمدة الفن في الكويت والخليج وكانت علاقته بالفنانين علاقة اخوة، حزينة لفراقه لكن لا مفر من قضاء اللهquot;.
اما ابراهيم الصلال الذي تلقى الخبر الحزين فور وصوله الكويت قادمًا من الاراضي المقدسة بعد ان ادى مناسك الحج قال: quot;ان الساحة الفنية فقدت احد اهراماتها الفنية حيث كان الفقيد يتمتع بقلب كبير، واخذ بيد الكثير من الفنانين واعطاهم من خبرته الواسعة، الامر الذي ساهم بصقلهم مهنيًا، عملت معه كثيرًا وكان راقيًا في تعامله وكبيرًا باخلاقهquot;.
عبدالرحمن العقل: quot;تاهت مني المفردات حيث اعتصر المًا وحرقةquot;، وقال وسط دموعه: quot;هذا الفنانعلم من اعلام الفن الكويتي والخليجي انسان حنون لا يحقد ولا يكره احدًا فهو انسان بكل معنى الكلمة، يكفيني شرف انني شاركته في اول عمل مسرحي quot;نعجة في المحكمةquot;، ومسرح الطفل quot;رحلة السندباد البحريquot;، ثم في العمل التربوي quot;إلى أمي وأبي مع التحيةquot;، ويجب على الحكومة ممثلة في وزارة الاعلام ان تكرم هذا الفنان الكبير، وتخلد اسمه باطلاقه على احد المسارح او الشوارع في الكويت، فقد فقدنا عملاقًا من عمالقة الفن الكويتيquot;.
وقال خالد العبيد الذي لم يستوعب الخبر للحظات وظل يردد quot;لا حول ولا قوة إلا بالله.. انا لله وانا إليه راجعونquot;.
التعليقات