أكَّد الفنان العراقي، عماد بدن، أنَّه يحلم بالصعود على خشبة المسرح والوقوف أمام كاميرا التلفزيون، إلَّا أنَّ ظروفه الصِّحيَّة لم تعد تسمح له، مشيرًا إلى أنَّه يتعذَّب مثلما يتعذب العراق والعراقيون.


بغداد: كانت أخبار الفنان، عماد بدن، قد انقطعت منذ سنوات طويلة، وظهرت شائعات تشير الى رحيله بصمت في بغداد قبل سنوات، وهناك شائعات انه مات في بلاد الغربة من دون تسمية الدولة، فيما قال اخرون انهم شاهدوه في بلاد السويد يتعكز على عكازة حديدية متحركة وقد ألمت به جلطة، ومن ذلك كله تظهر ان للفنان محبة عند الناس وما زالوا يتذكرونه ممثلاً مميزًا، كما ان الكثيرين حين يسمعون اسمه يذهبون الى مسرحية quot;المحطةquot; تأليف صباح عطوان اخراج فتحي زين العابدين، التي اشترك فيها نخبة من ممثلي الفرقة القومية مثل طالب الفراتي، وليلى محمد، وعبدالجبار كاظم، وعبد علي اللامي، وصبحي العزاوي، وعدنان حداد، وربيع الشمري، التي عرضت لاول مرة عام 1985.

اين انت الان ولماذا هذا الصمت الطويل والغياب ؟
انا الان في السويد منذ سنوات طويلة، وغيابي عن الاعلام والفن كل هذه المدة الطويلة لانني قبل نحو ثماني سنوات اصبت بنزيف حاد وجلطة بالمخ اقعدتني وهذا سبب التكتم.

متى غادرت العراق ولماذا ؟
غادرت العراق سنة 1997 الى الاردن اولاً من اجل العلاج وبقيت هناك عدة سنوات، ولكنني ما وجدت نفسي الا في السويد بعد بقائي مدة من الزمن في محاولة للعلاج بالاردن.

اينك من الفن هل تمارسه ام ان صحتك فعلاً لا تساعدك؟
مع الاسف كنت اتمنى ان استمر بالعمل في الفن، ولكن صحتي اثرت عليّ كثيرًا، وكم كنت اتمنى ولا زلت احلم ان ارجع لأقف على خشبة المسرح، اصول واجول عليها بسبب عشقي للمسرح .

الم تفكر بالعودة ؟
اين ارجع؟ فليس لي بيت وليس لي غرفة حتى للسكن، كانت لدي شقة لقد احتلوها واخذوها مني، وحتى حين بدأوا بأعطاء المنح التشجيعية للفنانين وتكريمهم، توقفوا عند البطاقة الذكية، فلم اكن ضمن اسماء الفنانين الذين شملتهم هذه المنح، مع العلم انا لدي وكيل خاص بي بوكالة خاصة، فاين ارجع وانا ارى البلد يتشتت ويتمزق؟!!

هل تتابع الاعمال العراقية ؟ ما رأيك فيها؟
اتابع بعض الاعمال، وارى انها ليست بمستوى الاعمال التي كانت تقدم فيالسبعينيات والثمانينات، وايضًا لاتعجبني الاعمال الدرامية التي تقدم في شهر رمضانوكميات المبالغ الذي تصرف عليها، لان ليس فيها معنى، وخصوصًا تلك الاعمال التي تصور خارج العراق، فعندما يعملون عملاً ضخمًا مثل هذه الاعمال التي نشاهدها في رمضان كان يجب ان تكون هادفة ولها معنى وفيها جودة عالية مع حبي واعتزازي للكل ممن يعمل بهذه الاعمال، لكنها ليست بالاعمال الذي تشد الجمهور حتى يجلس ويتابع وانا سمعت منالكثير من العراقيين الذين يعيشون في السويد نفس الكلام.

هل وجدت نفسك في بعض هذه الاعمال؟
نعم وجدت نفسي في بعض المسلسلات ولكن ...

ما زال الناس حين يذكر اسمك ينظرون الى مسرحية المحطة لماذا برأيك؟
لان مسرحية المحطة كان يمثل فيها عدد من الفنانين الرائعين، وفيها عملت بجهد وصدق، كما انها عرضت في وقت مناسب وكانت بداية شهرتي، عملنا بها بجهد وحب وصبر واتقان رائع وكان هذا بسبب تكاتف الفنانين على انجاح هذا العمل، والدليل لقد مرت سنوات طويلة ولكن المسرحية لم تمح من ذاكرة المشاهد العراقي، الذي ما زال يتذكرها ولا يمل من مشاهدتها، كما ان من الصعب في الوقت الحالي ان تعمل مسرحية بمثل اتقان مسرحية المحطة.

اغمض عينيك وسافر، فألى اي مكان تذهب ؟
اغمضت عيني، وجدت نفسي في منطقة الشواكة بالكرخ ومنطقة الصدرية بالرصافة.

ما الذي تتمناه وما الذي يجول في خاطرك ؟
الذي اتمناه هو ان تنزاح هذه الغمة عن العراق والعراقيين، وان ترجع لي صحتي وان ارجع عماد بدن الاول، وهو يقف بطوله على خشبة المسرح وامام جمهوره واحبته، انا الان جسدي في السويد ولكن روحي في العراق، وما دام العراق يتعذب والعراقيون يتعذبون فروحي تتعذب معهم، هذا ما يجول في خاطري.