واصلت الدراما العراقيَّة خلال عام 2011 نشاطها بشكلٍ ملحوظٍ على الرغم من السَّلبيَّات العديدة الَّتي رافقت الأعمال الَّتي قدَّمتها.


بغداد: بحسب ما أشار العديد من أصحاب الشأن الدراما، فإن الدراما العراقية خلال هذا العام واصلت نشاطها، مشيرين الى ان الدراما اظهرت كماً ولكن دون نوع مميز كثيرًا، وان كان البعض يرى ان ما تقدمه الدراما من اعمال كثيرة، وان كانت ليست ذات نوعياتجيدة، الا انها تجارب مفيدة للمستقبل على مختلف الاصعدة في العملية الفنية.

يقول المخرج عزام صالح: انا اعتبر الكم لا يقدم بقدر ما يؤخر، فالكم ان لم يكن مدروسًا دراسة صحيحة لا يمكن ان تتطور به الدراما العراقية التي هي على المستوى الفكري في عامي 2007 و2008 انضج من عام 2011 بدرجات، يعني كل الدراما اساءت للمواطن العراقي وبدأنا نفضح اشياءنا بأيدينا وحتى تاريخنا مثل مسلسل (ابو طبر) و(ايوب) و(وكر الذيب) وغيرها، وانا اضيف انه حتى قناة العراقية عندما اشتغلت داخل العراق فأنها اشتغلت على قضية سياسية، كل الاعمال صورت سوء النظام السابق، ولم تعالج موضوعًا او حاولت ان تماشي واقعنا في الوقت الحاضر، على الرغم من ان هناك مواضيع عديدة مهمة، فالانقلاب الذي حدث خلال التسع سنوات الماضية والتحول الكبير في المجتمع العراقي، منذ دخول وسائل الاتصال وسفره الى الخارج ورؤيته للعالم بشكل اخر الى تحسن الحالة المادية للفرد العراقي والعنف الذي اصبح تأثيره كبيرًا على الاسرة والمعوقون الذين كثرت اعدادهم الى الكثير من التفاصيل في حياتنا التي لم تحاول الدراما العراقية ان تلم بها فظلت عائمة، والسبب في كل هذا هو ان قنواتنا التي تشتغل الدراما كلها قنوات معبأة بأجندات حارجية من الدول الاقليمية وهذا اصعب شيء حين يدخلون في الدراما افكارهم السيئة ويدخلونها الى بيوت الناس بدون اذن لان الدراما تدخل بدون اي اذن لاي بيت .

وقال الممثل طه المشهداني: quot;هو ليس تراجعا بقدر ما هو تهيئة للاعمال، فالاعمال الدرامية لدينا موسمية لذلك تجد هناك اعمالاً مستواها اقل من المستوى المطلوب، وقد يكون هذا لسبب في الانتاج او ضعف في اداء المخرج او الممثلين او في التقنيات الفنية، هذا لا يسمى تراجعًا بل مستوى اعلى ومستوى اقل في الاداء، وعام 2011 اثبتت الدراما العراقية انها قادرة على ان تتجاوز الكثير من الصعوبات الانتاجية ولكن يبقى اداء الفنان سواء الممثل او التقني والمخرج وهؤلاء هم ابطال العمل الذين يجب ان يكونوا حريصين على العمل، انا اعتقد ان عام 2011 اذا ما وضعنا نسبة مئوية نجد نسبة الهابط 40% والجيد 60 %quot;.

فيما قالت الفنانة بتول كاظم: quot;لا اعتقد ان هبوطًا حدث في مستوى الدراما لعام 2011 بل انني اراه قد ارتفع عن مستواه الفني عن الاعوام السابقة، وحتى وان كانت هناك اخفاقات فمن المؤكد اننا نتعلم من الخطأ ونستفيد منه، واسباب الاخفاقات على الاغلب اخطاء في الانتاج ليس الا، وليست شغل ممثل، او في التقنية او في المخرج، ولا النصوص التي طرحت خلال العام كانت قوية جدًا وفيها قصص واقعية، لذلك ارى ان اعمالنا الدرامية لم تشهد تراجعًا واضحًا.

اما الناقد والكاتب والاعلامي سعدون شفيق فقال: quot;الاعمال الدرامية العراقية في عام 2011 شهدت تراجعًا كبيرًا جدًا والاسباب لانها اعتمدت على الجهات الانتاجية التي تستغل الفنان العراقي وفي مقدمتها الفضائيات حيث انها تتعامل مع منتجين منفذين يلعبون دورًا في الحصول على المبالغ المالية قبل ان تكون هناك نتاجات ترفع رأس الفضاائية، ومثال على ذلك قناة السومرية فهي تتعاقد على مبلغ كبير جدًا ولكنه يصل الى الفنان بشكل ضئيل جدًا واعرف ان هناك منتجيم منفذين يلعبون ادوارًا اعتقد انها ليست في صالح الدراما العراقية وبوجودهم تكاثر الوسطاء هنا وهناك، فتصور ان المبلغ الذي يستحقه الفنان وفق تصور السومرية هو 100 دولار فأنه يصل الى الفنان العراقي 10 دولارات فقط، وهذا بسبب ظهور قرصنة جديدة هي مافيا المنتجين الوسطاء الذين لو اجتثوا لكانت الدراما بخير، ولو ان المنتجين يحبون العراق والعراقيين والفنانين العراقيين لما عمل هكذا مما يؤدي الى هذه النتائج في ضعف الدراما، وهناك سبب اخر لتراجع الدراما وهو عدم وجود التسويق الصحيح الذي يتعامل مع الدول تعامل المقايضة والتي نعني بها ان تعطي نتاجات عراقية وتأخذ نتاجات عربية وبذلك تصبح الحالة متوازية، وبهذه الطريقة سيكون النتاج العراقي منتشرًا ويكون هنالك حرص عليه من قبل الجهة المنتجة، وهناك سبب اخر للتراجع وهو الفنان العراقي الذي يتعامل بوجهين مع المنتجين المنفذين، فنراه يقبل بأدنى الاجور وهذا يؤدي الى ان يأخذ الادوار تنفيذا لما يطلبه منه المنتج والمخرج، بالضد من مصلحة الفنانين الاخرين الذين يطلبون المبالع التي يستحقونهاquot;.