ـ الأغنية العربية فقدت الإحساس
- التضامن والتلاحم بين أبناء الوطن ونعمة الأمن والأمان معاني تتضمنها اللوحات الغنائية
-هارمون يجمعني مع الموسيقار أنور عبد الله

الشاعر الكويتي عبد اللطيف البناى، له إسهامات في أثراء الأغنية الكويتية والخليجية بشكل عام من خلال الكثير من الأعمال الغنائية والاوبريتات التي تغنى بها النجوم.

يشارك البناى في احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية هذا العام بأوبريت quot;إلا الوطنquot; ويتضمن 16 لوحة تتحدث عن التضامن والتلاحم بين أبناء الكويت.
وقال البناى لـquot;إيلاف الكويتquot; أن quot;الاوبريتquot; من الفنون الصعبة التي لا تتاح لأى شاعر، مشيرا إلى أن ابتعاده عن كتابة الأغنية العاطفية جاء بسبب تغير المناخ وافتقادها للإحساس في أغلب الأحوال، وهنا نص المقابلة.


-بداية مررت بوعكة صحية في الآونة الأخيرة نرجو أن تطمئن جماهيرك على حالتك وهل استقرت الآن؟

الحمد لله على كل حال وأنا الآن في حالة مستقرة بعد عودتي من رحلة العلاج في ألمانيا ويتم علاجي عن طريق الأدوية ولا احتاج لإجراء أية عمليات وأتوجه بالشكر لكل من بادر بالسؤال عنى وهذا مو غريب على أهل الكويت.

ـ تحتفل الكويت هذا العام بمرور50 عاما على الاستقلال و20عاما على التحرير و5 أعوام على تولي صباح الأحمد مقاليد الحكم، فماذا جهزت من أعمال وطنية للمشاركة فى هذه الاحتفالية الكبيرة؟

قدمت في العام الماضي أوبريت الكويت لمن أحبها وأشارك هذا العام بأوبريت إلا الوطن من تأليفى وشارك معي في التأليف الشعراء ساهر واحمد الشرقاوي ومنصور الواوان ويتضمن الأوبريت 16 لوحة غنائية استعراضية كتبت منها 11 لوحة، والإخوان الشعراء كتبوا باقي اللوحات

ـ ماذا تريد أن تقول في هذه اللوحات احتفالا بالكويت؟

تتحدث اللوحات عن أهمية التضامن والتلاحم بين أبناء الوطن ونعمة الأمن والأمان التي نتمتع فيها وكيف أنعم المولى عز وجل على هذا البلد الطيب بالخيرات الوفيرة ومن أهمها نعمة النفط كذلك نرحب بالقادة العرب اللذين سيحلون ضيوفا على الكويت خلال الاحتفالات خاصة أن الأوبريت سيتم تقديمه في قصر بيان تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله- ولابد أن انوه أن الاوبريت فكرة الشيخة أمثال احمد الجابر الصباح والحان عبد الله القعود.

ـ هل سيشارك نجوم كبار بمشاهد تمثيلية خلال اللوحات؟
لا توجد مشاهد تمثيلية ويعتمد الاوبريت على الغناء والاستعراض فقط كما يغيب الراوى أيضا وهى لوحات مترابطة مع بعضها البعض في إطار وطني هادف وبشكل جميل ومتميز ولن يشارك احد من المطربين الكبار لأننا سنعتمد على مجموعة من المواهب الطلابية فى وزارة التربية كما حدث في العام الماضي

ـ ألا ترى معي أن وجود أسماء لمطربين كبار في هذه المناسبة سيثريها ويضيف إليها؟

أنا شخصيا لا أفضل ذلك لان المطربين الكبار لن يضيفوا شيئا جديدا والاهم أن يرى المسئولين المواهب الجديدة من أبنائهم، فالإبداع أن تقدم أصوات جديدة متميزة وتبرزها على الساحة وهى تتغنى بحب الوطن خاصة أن المستقبل لهذه الأجيال

ـ لك تاريخ طويل مع هذا اللون الفني وقدمت الكثير من الأوبريتات الغنائية فما هي فلسفتك في الاعتماد على فن الاوبريت وكيف تراه الآن؟

بدأت فى تقديم الاوبريتات منذ عام 1975 وتغنينا بحب الكويت منها على سبيل المثال اوبريت الصداقة والسلام واوبريت خليجي عاشر حيث أقيمت الدورة العاشرة في الكويت وكذلك خليجى الخير وديرة الطيبين وفريج الخير وكويتنا لمن أحبها وخليجي 16...وهذه الأعمال تنبع من الحس الوطني للشاعر وهو فن له صناعه وكتابه وملحنيه ومن يشرفون عليه، فهو يختلف تماما عن الأغنية الوطنية بمواصفاته الخاصة وارتباطه بحدث معين ولابد أن تكون لوحاته مترابطة ومتناسقة وفيها الشكل الدرامي الوطني المؤثر

ـ هل هو فن صعب لا يقدر عليه سوى القلة من الشعراء؟

نعم هو سهل ممتنع غير متاح للجميع لأن العمل لابد أن يدخل القلب ويؤثر في الناس من خلال قصة أو فكرة تكتب فيها وتكون مختلفة وذات أهداف معينة ترمى إليها وعملية الحصول على فكرة ليست أمرا يسيرا كذلك كتابة القصة بشكل مترابط

ـ ما سر التعاون الدائم مع الموسيقار أنور عبد الله نشعر أن هناك تواصل هرمونى بينكما؟

-يضحك البناى- بالفعل هناك هرمون بيننا ونفهم بعضنا البعض سريعا وتربطنا صداقة طويلة وقدمنا معا عددا من الأعمال الفنية التي اعتز بها منها فريج الخير وخليجي 16 والصداقة والسلام وغيرها ونحن بصدد تحضير أوبريت يتناول كويت الماضي سيرى النور في الفترة القادمة

ـ تنوعت الاوبريتات التي جمعت بينكما ما بين اللون الوطني والرياضي هل هذا مقصود؟

المفروض أن يكون الشاعر أو كاتب الأغنية ملما بكل شيء وجاهز لاى عمل ولا يقتصر إبداعه على الأغنية العاطفية فقط فالأغنية الوطنية أو العاطفية أوالرياضية أو الاوبريتات وغيرها من ألوان الفنون المختلفة هي تعبير عن الأحاسيس الصادقة للمبدع تجاه مجتمعه ووطنه

تغير المزاج الفني
أعلنت اعتزالك كتابة الاغنية العاطفية قبل سنوات فهل لازلت مصرا على اعتزالك؟

هو ليس اعتزالا بقدر ما هو تغير في المناخ فأين السميعة اللذين كانوا يسمعون ويسهرون على صوت أم كلثوم مثلا فالوسط تغير وأصبحت الاغانى سريعة حتى متانة العلاقات بين الناس لم تعد كما كانت في السابق وجميعنا يلمس هذا الأمر، وانحرفت الأغنية العربية عن مسارها الحقيقي
في معظم الأحوال وافتقرت إلى الإحساس بسبب استخدام التكنولوجيا الحديثة فالمطرب قديما كان يسجل أغنية واحدة من الصباح وحتى المساء
بينما الآن يسجل عدة أغاني في دقائق معدودة كذلك كان الجميع يسجلون العمل مع بعضهم البعض الآن كل آلة موسيقية تركب صوتها بمفردها ويأتي المطرب ليركب صوته دون أن يلتقي احد مع الآخر فأين الروح والإحساس..