تحدَّث الفنان الإماراتي، محمد الهاملي، عن أبرز هواجسه الفنيَّة، وخطواته المقبلة، وأسباب عدم انتشاره لحدِّ الآن بعد أكثر من ست سنوات من دخوله إلى مجال الفن.


أبو ظبي: فنان إماراتي يشقّ طريقه بأسس مدروسة، عشق الموسيقى وآلة العود منذ طفولته، فعزف عليه كهاو ثم محترف، غنّى لكبار الفنانين العرب، وبعد أن فكّر بالإحتراف إنضمّ إلى معهد الموسيقى ليتخصص في آلة العود التي أصبحت رفيقًا لصيقًا له خلال رحلته الفنية التي تجاوزت الست سنوات.

من يتحدث إلى الفنان محمد الهاملي يشعر من الوهلة الأولى أنه لا يسعى إلى الإنتشار بسرعة الصاروخ كما يفعل البعض، بل يدرس خطواته بعناية، وتأني حتى يثبت وجوده في الساحة الفنية التي لا تسمحبالبقاء فيها إلا للأقوى.

هل لك أن تحدثنا عن تفاصيل quot;ورطةquot; باعتبارها آخر أغنياتك؟
تنتمي هذه الأغنية إلى اللون الخليجي الذي تتميز به الصحراء، كما تعتمد على آلة الربابة في اللحن، وقد تم تنفيذها في مصر، بينما تم تسجيلها في استديو حاتم في دبي، علمًا أن هذه الأغنية التي تمزج بين اللون القديم وهو quot;المجرورquot; الإماراتي، تتناول موضوعًا مختلفًا عن المواضيع العادية المتداولة، التي لا تخرج عن الحب والشوق والغرام.

هوية إماراتية
على الرغم من مرور أكثر من ست سنوات على دخولك إلى الساحة الفنية، ومع تقديمك أكثر من 25 أغنية نلاحظ عدم وجودك في الساحة الإعلامية، كما لم تشارك في الحفلات الغنائية، فما هي الأسباب؟
كنت مشغولا بالدراسة لفترة طويلة، ولكني الآن متواجد، وليس لدي مانع في التعاون مع جميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة، أما بالنسبة إلى الحفلات فقد شاركت في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي، إضافة إلى مشاركتي في جلسات فنية خاصة في دولة الكويت، أما بالنسبة إلى حفلات عيد الإتحاد وغيرها من المناسبات الوطنية فقد شاركت بصفة شخصية في بعض هذه المناسبات لكن كانت عبارة عن مشاركات خفيفة وليست بالحجم المطلوب، ذلك لأن القائمين على تلك المناسبات لا يدعون الفنان الإماراتي للمشاركة، على الرغم من أنه إبن البلد وهو صوت إماراتي يتمسك بهويته الإماراتية الخليجية.

هل تشعر أن عدم مشاركتك ستحد من إنتشار الأغنية الخليجية، وما هي خطواتك المستقبلية التي ستسهم في إنتشارك؟
لا أعني ذلك فالأغنية الخليجة منتشرة في جميع أنحاء الوطن العربي خصوصًا في مصر ولبنان، وهي في تطور مستمر، وبالنسبة لي فلدي العديد من الخطط المستقبلية من خلال التعامل مع كبار الشعراء والملحنين الذين أسهموا في إثراء الساحة الفنية الإماراتية.

نلاحظ عدم تعاقدك مع أي شركة من الشركات الفنية التي تسهم في الإنتشار السريع؟
لم أتعاقد حتى الآن مع أية شركة، كما ليس لدي مانع في التعاقد وفق شروط معقولة، وقد حدث وأن تلقيت عرضًا من إحدى الشركات الإماراتية، لكني رفضت العرض، ولم أوقع عليه خشية من الأضرار التي قد تلحق بي لأن مدته كانت خمس سنوات، فضلاً عن ذلك فالشركة كانت مغمورة وليست معروفة لا محليًا ولا عربيًا.

شعور بالظلم
هل تشعر أن الفنان الإماراتي يأخذ حقّه في الساحة الفنية كغيره من الفنانين العرب، ولماذا؟
هناك من يأخذ حقه بالكامل لأنه أهل لذلك، وهناك من تساعده الظروف فيستغل جميع وسائل الإعلام على الرغم من أنه لا يتميز بأي شيء، لاصوت، ولا أداء، أما البعض الآخر، وهم الأغلبية، فيشعرون بالظلم من قبل وسائل الإعلام على الرغم من تميّزهم بالصوت الجميل واللحن المميز والكلمات المعبرة، لهذا الأمر أعتبر هذه الظاهرة كارثة بالنسبةإلى الساحة الفنية في الإمارات.

هل شاركت في أي برنامج من برامج المسابقات الغنائية ؟
نعم شاركت في إحدى المسابقات لكني لن أكرر مثل هذه التجربة، ذلك لأن التصويت يظلم دائمًا الفنان، خصوصًا وأن الجمهور يجتهد ويصوت، غير أن اللجنة تنجّح من تريد فتظلم الفنان والجمهور في وقت واحد.

هناك ملاحظة تركيزك في الفترة الحالية على اللون الخليجي فقط فما هو السبب؟
في بداية إنطلاقتي الفنية كنت أغني اللون الخليجي لكن بعد أغنية quot;على فكرةquot; وquot;يا حياتيquot; اللتين لاقتا نجاحًا كبيرًا واستحسانًا من الجمهور الخليجي، أحببت اللون الخليجي لأنهيوصل الفنان إلى كل الوطن العربي.

هل لديك خطط مستقبلية تسهم في إثبات وجودك على الساحة الفنية بصورة أكبر؟
لدي العديد من الخطط حيث أنوي تسجيل أغانٍمنفردة، وستكون لأي أغنية فكرة خاصة ومختلفة، عمومًا لا أريد التسرع من أجل الإنتشار بل سأختار بتأنٍ، وسأنجز أغنياتي على نار هادئة حتى أضمن النجاح.

تجربة أولى
هل لك تجارب بالدويتو وهي موضة يتجه إليهاالكثير منالفنانين؟ وهل هناك فنانة خليجيةمعينة تتمنى التعامل معها؟
قدمت دويتو مع الفنانة رانيا وقد لاقت استحسانًا من جمهور الإمارات، وهي أول تجربة لي مع صوت نسائي، علمًا أن هناك العديد من الأصوات النسائية الجديرة بالتقدير والإحترام، ولا أود ذكر أي منهن حتى لا أظلم إحداهن.

من يعجبك من الفنانين الخليجيين والإماراتيين على وجه الخصوص؟
من الخليج محمد عبده، وخالد عبدالرحمن، وراشد الماجد، ومن الإمارات حسين الجسمي، وميحد حمد.

ما هو رأيك في الفنان الإماراتي حسين الجسمي؟
بصراحة هو فنان رائع، ويمتلك أدوات النجاح، كما يغني أكثر من لون وله جمهور كبير في كل أنحاء الوطن العربي.

وما هي آليات النجاح بالنسبة إلى أي فنان يسعى إلى الإنتشار؟
من أهم تلك الآليات الموهبة الفطرية، والصوت الجميل، والأداء المميز، وأن يكون ملمًا بأبجديات الموسيقى حتى يضمن النجاح.

هل تعتقد أن فرصة الإنتشار بالنسبة إليك لم تأت بعد؟
الإنتشار هو توفيق من عند الله، لذلك تجد أن هناك فنانا يكسر الدنيا من خلال أغنية واحدة بينما تطول المدة لفنانين آخرين ويتعثر حظهم على الرغم من إجتهادهم، لذلك لابد من الإرادة والتصميم لأن الإنتشار ليس حظًا فقط، بل صوت ولحن وكلمة وأداء.

عازف وملحن
بالنسبة إليك هل تعتبر نفسك ملمًا بكل أبجديات الموسيقى لهذا السبب تقوم بتلحين أغلب أغنياتك؟
أنا أعزف العود منذ زمن طويل، إضافة إلى الهوايات الأخرى كالعزف على الكمنجة، والبيانو، إضافة إلى ذلك فقد درست السولفاج في معهد الموسيقى لكني انشغلت بعد ذلك بالتركيز على الغناء.

من هو الشاعر أو الملحن الذي تتمنى التعاون معه في الوقت الحالي؟
أتمنى التعاون مع أي شاعر لديه كلمات معبرة، ومع أي ملحن يقدم لي لحنًا جميلًا، كما أتشرف بالتعاون مع أي ملحن حتى ولو كان مبتدئًا، فأنا لا أنظر إلى الأسماء لأن الأهم عندي هي الكلمة واللحن.

هل تتفق مع الفنان العربي الذي يغني باللهجة الخليجية؟ ومارأيك في الفنانين الخليجيين الذين يغنون بلهجات عربية أخرى مصرية أو لبنانية؟
ليس هناك مانع أن يقدم الفنان أي أغنية باللهجة التي يجيدها، ولكن ألاحظ أن بعض الفنانين الخليجيين يغنون بلهجات أخرى ولا يجيدون هذه اللهجات ما يجعلها أشبه بالمسخ لذا من الأفضل لواستمروا في الغناء باللهجة الخليجية.

كلمة أخيرة
أتمنى أن أكون متواجدًا في الحفلات، والمناسبات الوطنية، وأن يهتم القائمون على هذه المناسبات بالفنان الإماراتي مثل إهتمامهم بالفنانين من خارج الإمارات، كم أتمنى أن أقدم الفن الإماراتي إلى الجمهور بالصورة التي تناسب ذلك