أشار الفنان السوري، سعد مينا، إلى حبِّه كل الفترات الَّتي عاشتها سوريا، لكونه قارئًا جيِّدٌا ومطلعًًٌا على التَّاريخ السوري والعربي، معبِّرًا عن سعادته في المشاركة في مسلسل quot;ملح الحياةquot; مع المخرج أيمن زيدان الذي تدور أحداثه في زمن الأربعينات.


دمشق: أكد الفنان السوري، سعد مينا،أن مسلسل quot;ملح الحياةquot; يحتوي على الكثير من التقاطعات ذات العلاقة بهذه المرحلة التي تعيشها سوريا، مبدياً استغرابه من النص الذي كتبه السيناريست السوري حسن م. يوسف منذ زمن، وعلى الرغم من ذلك يبدو كأنه يحاكي الأحداث الحالية التي تشهدها البلاد، خصوصًا من جهة المواقف الدولية من سوريا، وإقرارها قانون العقوبات ضدها في تلك الفترة، مشيراً إلى أن مجمل الحوارات أثناء التصوير فيها شيء من الواقع الحالي، معتبراً أن التاريخ يعيد نفسه بأدوات جديدة متطورة محافظاً على الشكل نفسه.

وقال الفنان السوري لـquot;إيلافquot; إن مسألة التغيير التي تمر بها سوريا هيمرحلة طبيعية لولا ترافقها مع الأحداث المؤلمة التي أدمت بالقلوب، معتبراً أن أي حراك بالمجتمع هو حراك محمود إذا لم يقترن بنزيف الدم، فأي دولة في العالم هي بحاجة لنوع من التطوير والتغيير لأنه لا يمكن أن تبقى على قوانين ومفاهيم قديمة، خصوصًا في زمن المعلومة والسرعة.

وأضاف أنه يحترم وجهات النظر الأخرى من باقي السوريين، وأنه على استعداد لمناقشة الآخر، وتقبل وجهة نظره عند الاقتناع، مؤكداً أهمية الحوار في هذه اللحظة بشرط أن يكون بعيداً عن السلاح، معتبراً أن السوريين قد يختلفون على نقاط معينة، لكنهم في النهاية متفقون على جعل تلك النقاط أجمل.

مشيراً إلى تدخل طرف ثالث دخيل بين الشعب السوري والسلطة، والمشكلة أن هذا الطرف قد تحول للطرف الذي يقود الحراك، واعتبر أن المرحلة الحالية حاسم،ة لذا يجب وضع نقاط واضحة، داعياً الشعب السوري إلى الصبر على الإصلاحات، لأن سوريا تنتقل إلى حقبة جديدة، ومشروع التطوير يلزمه إعادة التأهيل، سواء من الشارع المحتج أو من قبل السلطة التي بدأت تعترف بأخطائها، معرباً عن ثقته في أن التطوير سيكون أكثر تسارعاً في المرحلة المقبلة التي سيكون فيها الولاء للقانون أي للوطن والدولة على حد تعبيره، معتبراً أن الفساد غير متعلق ببعض الأشخاص أو الرموز الكبيرة فالشبكة تبدأ من البواب إلى الوزير وأصبحت من سلوكيات بعض الناس الطبيعية.

وتابع الفنان الشاب حديثه بالقول: quot;المنعطفات التي نشهدها حالياً بغض النظر عن أنها مؤامرة أم لا، كشفت النقاب عن الكثير من الأخطاء ونقاط ضعف التي يجب أن نتجاوزها جميعاً إن كان كقيادة أو شعب أو مجتمع مدني أو مجتمع أهليquot;، مؤكداً أن سوريا اكتشفت الأبجديات الأولى للعالم، وستعود إلى تقديم الحضارة للعالم من خلال امتلاكها للشاب الواعي لديها، الذي في غالبيته درس في الجامعات السورية المجانية، معتبراً هذه الميزة نادرة الوجود في العديد من دول العالم.

إلى ذلك اعتبر الفنان مينا دوره بشخصية الصحافي في عمل quot;ملح الحياةquot; بأهمية دور الصحافة في تلك الفترة، خصوصًا من ناحية التوثيق لبعض النقاط الواضحة بتلك المرحلة، أبرزها التركيز على أماكن الخلل في المجتمع، معتبراً أن الصحافة لم تكن نزيهة بوجود الأخبار الكاذبة في صحف الإثارة، وإنمعظم الصحف كانت تتبع ايديولوجيا وجهات خاصة، ولكن المهم هو أنها في المجمل كانت تخدم المواطن على الرغم من اختلافاتها.

وأشار الفنان إلى أن شخصيته في العمل تنقسم على مرحلتين، يكون فيها محرراً في سن الشباب ويتعرض للكبح من رئيسه لكونه لا يزال مندفعاً وتطغى الانفعالية والعاطفةعلى تقييمه للأمور، وعندما يستلم إدارة التحرير في المرحلة الثانية عند الكبر يدرك أهمية أنه يجب على الصحافي بألا يعمل بشكل غريزي عاطفي لكونه عنصرًا مؤثرًا على القراء.

وأضاف مينا بأن شخصيته وهمية، على الرغم من وجود العديد من الأشخاص الحقيقيين بالأسماء في العمل، مشيراً إلى استناده على النص المكتوب بطريقة واضحة، إضافة إلى ثقافته ضمن البيئة التي عاشها مع والده الأديب السوري حنا مينا، والذي عمل كصحافي في أولى فترات حياته، كما إنه سبق وعمل في مسلسل quot;حمام القيشانيquot; الذي عايش تلك المرحلة من مراحل سوريا.

كما يتابع الفنان مينا تصوير مشاهده في مسلسل quot;العشق الحرامquot; للمخرج تامر إسحاق، حيث يجسد دور quot;شاهرquot;، وهو موظف بنك يعيش علاقة حب مع امرأة تكبره سناً ليكتشف عندما ينهي العلاقة، أنها عمة الفتاة التييريد الزواج بها.

وأشار مينة إلى أن المسلسل يسلط الضوء على طبيعة العلاقات غير المشروعة، في إشارة إلى الجوانب السلبية التي تؤدي إليها، خصوصًا بالنسبة إلى شريحة الشباب الذين يندفعون بعواطفهم وغرائزهم ولا يحسبون النتائج.

وأكد الفنان الشاب أن المسلسل، وعلى الرغم من كونه يخوض في مسائل حساسة خارج إطار أي منطق أو دين أو عرف اجتماعي، إلا انه موجّه لكل الناس، ولا يتجاوز الخطوط الحمراء، ولا يخدش الحياء كما أشيع حوله.