دمشق: اعتبر الفنان السوري رامز الأسود بأن الإنتاج الدرامي السوري لا يملك مشروعاً فنياً، وله هم واحد فقط وهو التسويق دائماً، مما يؤدي إلى أن الدراما تقع في فخ التكرار والتقليد عند نجاح نوع معين من الأعمال فيحاول نسبة كبيرة من المنتجين العمل بطريقته من باب التجارة، وهو ما بدا واضحاً من حيث تكرار أعمال البيئة الشامية المحقق للانتشار الواسع على الرغم من التعاطي التجاري والمبتذل مع معظم هذه الأعمال في سرعة إنجاز وكتابة النصوص وتكرار لذات الأفكار فيها ضمن قالب العلاقات الاجتماعية نفسها، من دون أن يقلل من شأن المختصين بدراما البيئة الشامية الذين تبنوا مشروعاً حقيقياً وحاولوا الحفاظ على مكانتها وجديتها.

وقال الفنان السوري رامز الأسود لـquot;إيلافquot; بأن العمل البيئي هو عمل قريب من الناس ومن قيمهم التي ضاعت وأفكارهم التي تشتت، مؤكداً بأن الفنان يحقق من خلال المشاركة بهذا النوع من الأعمال التواجد والانتشار على مستوى الوطن العربي لجذبها شريحة واسعة خصوصا في ظل غياب وندرة الأعمال التي تحقق معادلة جذب شرائح المجتمع بشكل طولي على حد تعبيره.

وأضاف الفنان السوري بعدم وجود منهجية في صناعة الممثل في سوريا وأغلب الشركات تتبنى الطابع التسويقي، بمعنى أن الفنان يصل لمراحل متقدمة مما يسمى بـ(النجومية) فأنه يصل لأسباب متنوعة ليست بالضرورة أن تكون أحقيته بذلك، فلا يكون بالمكان المناسب ،مشيراً إلى أن البعض وصلوا بعد اجتهادهم على موهبتهم، وإن البعض الأخر وصل إلى مرحلة متقدمة بالصدفة والحظ ،لافتاً إلى وجود الكثير من الفنانين الذين يستحقون أن يكونوا بالمقدمة لكنهم مازالوا بمراحل متأخرة في حياهم المهنية، مشيراً إلى بطء دخول الوجوه الشبابية الجديدة بالمقارنة مع الوجوه النسائية، معتبراً بأن المنتج يفرض النساء المطلوبات تلفزيونياً ،كما أن المنافسة بين عدد الشباب ذوو الكثافة الأعلى يجعل الممثل أقل انتشاراً، معتبراً أن الذي يستمر بالنهاية هو الفنان الجيد والمستحق بغض النظر عن طول أو قصر الوقت.

وعلى الصعيد الدرامي يشارك الفنان السوري في مسلسل (ملح الحياة) مع المخرج أيمن زيدان، والعمل يتناول قصة السفير البلجيكي في بدايات القرن الماضي ،وهو المستشرق والمدافع عن دمشق، ويشارك الأسود فيه بشخصية السفير البلجيكي بالهند ويلتقي مع السفير في أحد رحلاته وتنشأ علاقة حب بينه وبين زوجة السفير فيخطفها منه.

وأعتبر الأسود العمل من أمتع الأعمال التي مثلها خاصةً أنه يتحدث فيها باللغة الإنكليزية كونه من قلائل الفنانين الذين يتقنون الإنكليزية بشكل جيد، ومن حيث التعامل ذو النكهة المختلفة مع مخرجه أيمن زيدان وباقي طاقم العمل، إضافة إلى تماسك النص درامياً ومستوى الحدث الهام لشخصيته رغم قلة تواجدها ،لافتاً إلى أنها كانت مغرية من حيث الأداء لعلاقتها بسيرة حياة السفير.

وأشار الفنان السوري أنه يجسد في مسلسل الشبيهة دور (منصور) العامل مع مجموعة التهريب ضمن العمل ويكون اليد اليمين لرأس العصابة لتدور الأحداث وتتشعب القصص ،معتبراً أنه لا يوجد سوى وجه واحد للشخصية وهو وجه الشر ولا يملك حياة خاصة به ولكن أهمية الشخصية تكمن بوجوده ضمن بؤرة الحدث، ووصفها بأنها من أضعف الشخصيات التي أداها.

كما يشارك الفنان في عدة أعمال أخرى مثل مسلسل (الحسن والحسين) و(دليلة والزيبق) و(الزعيم) (يوميات مدير عام).

وعن آلية القبول والرفض عنده شخصياً أكد الأسود بأنه يركز على جودة الدور وما يحقق له من إضافة وبالتالي تصبح خياراته أضيق وأذكى مع الصعود في كل سنة إضافة إلى مسألة الأجور التي تلعب دوراً مهماً في تحديد أعماله، معتبراً أنه يهتم بالعنصر المادي والمعنوي على السواء.

وعن شراكته مع الفنان السوري نوار بلبل وتأسيسهم لفرقة (الخريف) المسرحية، يشير الفنان رامز بأنه يعتبر المسرح مشروعه وهو ينتمي له بشكل كامل كممثل، وكان من المفروض انجازه مع شريكه بالفرقة الفنان السوري نوار بلبل عمل مسرحي هو الثالث لهم لكن انشغالهم بالأعمال التلفزيونية هذا العام حال دون ذلك، مؤكداً بأنهم بصدد الإنهاء من عمل مسرحي ثنائي من كتابة وإخراج نوار قبل نهاية العام الحالي.

واعتبر الأسود بأن الفنون الدرامية تشبه بعضها ووجوده بالمسرح لا يعني تغييبه عن باقي المشاريع الفنية كونها تكمل بعضها الأخر بالرغم من اختلاف الأداء التمثيلي بين المسرح والتلفزيون بالرغم من امتلاكه البعد الفكري ذاته، مشيراً إلى أنه لا يمتلك أحقية المشروع بالتلفزيون بينما يمتاز بامتلاكه في المسرح ،وبالتلفزيون يحقق الانتشار والدخل المادي والشهرة التي تدعم وجوده في المسرح فيختار مادته المسرحية بشكل مستقل كونه صاحب القرار النهائي ،معتبراً أنه يحقق ذاته في المسرح بشكل أكبر.

واختتم الأسود حديثه لـquot;إيلافquot; بالتطرق إلى لغته الانكليزية الجيدة والتي جاءت باجتهاد شخصي بحت منه وأنه استفاد منها بتمييزه عن باقي الممثلين ويعتبر من النادرين القادرين في العمل بأكثر من لغة، بالإضافة إلى أنها ساعدته بالتسويق لفرقة (خريف) المسرحية من خلاله تواصله مع المهرجانات العالمية للمسرح حيث شاركت الفرقة بأكثر من أربع وعشرين مهرجان دولي في القارات الخمس، واستطاع مع نوار بلبل أن يكونوا صوت سوريا في معظم المهرجانات معتبراً الفرقة سابقة في تاريخ المسرح السوري الذي لم يشارك إلا بأعمال نادرة تعد على أصابع اليد بالرغم من أهمية تجارب المسرح القومي السوري على حد تعبيره إلا أنها لم تسوق وتخرج للمهرجانات.