بدأ في دمشق تصوير مسلسل quot;المصابيح الزرقquot;الذي يسرد العديد من القصص الإجتماعيَّة والغراميَّة والوطنيَّة في فترة الإنتداب الفرنسي لسوريا.


دمشق: تتواصل في العاصمة السورية دمشق عمليات تصوير مسلسل quot;المصابيح الزرقquot;، الذي تنتجه مؤسسة الإنتاج التلفزيوني والإذاعي السورية، من إخراج فهد ميري، وسيناريو وحوار الكاتب محمود عبد الكريم، عن رواية بالعنوان نفسه للروائي السوري حنا مينه، وتتم عمليات التصوير، بالإضافة إلى دمشق، في مدينتي اللاذقية وطرطوس الساحليتين.

ويشارك في بطولة المسلسل مجموعة من أبرز الممثلين السوريين منهم سلاف فواخرجي، وغسان مسعود، وأسعد فضة، وضحى الدبس، وجهاد سعد، وأندريه سكاف، ومحمد حداقي، وزهير رمضان، وسعد مينة، وتولاي هارون، ومحمد الأحمد، ورنا جمول، وجرجس جبارة، وبشار اسماعيل، وسوسن أبو عفار، ووضاح حلوم، ومجد فضة، وحسين عباس، وغيرهم.

quot;المصابيح الزرقquot; رواية تصور حياة جماعة من الناس البسطاء أيام الحرب العالمية، ومن ورائها حياة اللاذقية، وسوريا، أو بكلمة واحدة تصور الجو المحموم الذي كانت تعيشه البلاد أيام الحرب. فإذا صح أن تكون لكل قصة عقدة، فعقدة quot;المصابيح الزرقquot; هي أزمة الحرب.

وتجاوز الروائي هذه الفكرة quot;أثر الحرب في الناسquot; إلى تصوير حياة كاملة تلعب فيها أزمة الحرب دوراً كبيراُ، ولكن الدور الأكبر هو لمجموعة هؤلاء الناس الذين يضطربون في ثنيات الكتاب، كيف يحيون، وكيف يعامل بعضهم بعضًا، وكيف يكافحون في سبيل العيش، وكيف ترتبط مصالحهم الخاصة بقضايا أمتهم، وكيف يفهمون النضال.

والعمل من النوع الملحمي يقارب قصة وطنية، والمسلسل يحمل الطابع التاريخي الاجتماعي، تدور أحداثه في مدن الساحل السوري وريفه خلال فترة الحرب العالمية الثانية، ويروي مجموعة من القصص لشخصيات عاشت في تلك الفترة وكانت حياتها ممزوجة بين الفرح والحزن، البؤس والتفاؤل، ذاقت طعم الظلم وعملت من أجل لقمة العيش، كانت تتنفس حرية وتحلم باستقلال بلادها من الانتداب الفرنسي.و يعرض قصص حب جميلة تحمل في طياتها شحنات من الشوق والألم والانتظار والفرح، وبين الحرب ومأساتها يبقى الشعار الدائم quot;الوطن أو الموتquot;.

وقال مخرج العمل فهد ميري: quot;تجري أحداث المسلسل في الساحل السوري، ويتحدث عن فترة الحرب العالمية الثانية، أي ما قبل استقلالنا، فهو عبارة عن ملحمة وطنية تتحدث عن تلاحم الشعب بكافة أطيافه وشرائحه، حيث كانت العلاقات الإنسانية آنذاك جميلة ومتميزة ونبيلة على الرغم من الظلم والقهر والاضطهاد الذي كانوا يتعرضون لهquot;.

وأضاف المخرج: quot;ضمن تلك الظروف التي يعيشونها كان لابد من وجود مساحة من الحب بكل معانيه بدءاً من حب الحبيب وصولاً إلى حب الوطن، وهذا ما ساعدهم على طرد المنتدب الفرنسي وفعلاً تمكنوا بتصميمهم ودمائهم وإرادتهم أن يطردوه ويحصلوا على استقلالهمquot;.

وتابع ميري: quot;العمل إنتاجيا ضخم فعلاً ويضم عدة محاور بمضمونه فهو يصور التلاحم الإنساني والاجتماعي بكافة أطياف المجتمع لذلك هو أقرب إلى كونه بانوراما ملحمية تركزت أحداثها في الساحل السوريquot;.

وعن رأيه في العمل، أوضح الفنان غسان مسعود: quot;إن عملا لروائي كبير كالكاتب حنا مينة لا يحتاج إلى تزكية من أحد والشخصية بنظري أعتقد أنها غير مطروقة، وبالتالي هناك مناخ آخر ومزاج آخر، فعلى المستوى القيمي الشخصية بتقديري تشبه البطل الشعبي بطريقته الشعبية الخاصة وأظن أن فيها على المستوى التمثيلي ما يغريني كفنان quot;.

وأشار مسعود إلى أن هذا العمل هو quot;الأول الذي أوقعه لهذا الموسم بعد أن قرأت عدة أعمال بين سوريا ومصر، لكن في الحقيقة كان هناك اتفاق أدبي أو ما يقال عنه حديث شرف بيني وبين المخرج فهد ميري أن نلتقي في أحد أعماله، خصوصًا أنني أتابع أعماله دوماً وأحب طريقته في العمل لكن الظروف لم تسمح لنا بالتعاون من قبل إلى أن التقينا في quot;المصابيح الزرقquot;.

من جانبها، تجسد الفنانة سلاف فواخرجي في العمل شخصية quot;رندةquot; وهي شخصية رومانسية للغاية، تعيش قصة حب مميزة من دون أن تنسى حسها الوطني العالي.

وعن العمل قالت فواخرجي:quot; المسلسل يتحدث عن فترة الانتداب الفرنسي لسوريا حيث تجري أحداث المسلسل في مدينة اللاذقية وريفها، والعمل بمضمونه العام يروي قصص الحب والحياة والسياسةquot;.

وتحدثت الفنانة تولاي هارون عن دورها في العمل وقالت: quot;أجسد شخصية (ميلو) امرأة بسيطة وضعها المعيشي سيئ جداً، تعاني مرض الروماتيزم الذي يتفاقم معها تدريجياً وبشكل متزايد كونها تقطن مع زوجها في غرفة قُدمت إليهم كمعونة، رطبة جداً، وغير صحية على الإطلاق، وتعاني هذه الشخصية كثيراً في حياتها وتتمنى أن تعود إلى مدينتها التي تربّت فيها quot;صافيتاquot; وتدفن هناك فذلك برأيها أفضل من غرفتها التي تشبه القبرquot;.

وأعربت هارون عن أملها في أن يكون تعاونها مع المخرج فهد ميري، quot;موفقا وأن يترك انطباعاً جميلاً للطرفين وما لمسته من خلال تحضيراتنا للعمل ولقاءاتنا المتكررة أن الهدوء الموجود لدى المخرج فهد يعطي طاقة جميلة لكل الممثلين الذين يعملون معهquot;.

ويشمل طاقم العمل أيضا مدير إدارة الإنتاج ماجد صليبي، المخرج المنفذ للعمل شادي علي، ومحمد حجازي، مهندس الديكور لبيب رسلان، مشرف الإكسسوار أحمد السيد، مهندس الديكور المساعد نصر دياب، مصممة الأزياء ظلال الجابي، الماكييرة سلوى عطا الله، منفذ الإنتاج إسماعيل أبو رافع، مدير التصوير جلال ناصر، مهندس الصوت أحمد شهاب، مدير الإضاءة جمال مطر في حين الإشراف العام للمخرج فراس دهني.