بكت الفنانات العراقيَّات وهن يستذكرن عيد الأم، سبقت الدموع الكلمات وهن يغمضن عيونهن ليذهبن بعيدًا إلى فضاءاتٍ سامقةٍ وإلى أيَّامٍ بعيدةٍ وذكرياتٍ تنز اشراقات مفعمة بالمحبَّة لكنَّها ترشهنّ حاليَّا بآلام وأحزان تجعلهن يخاطبن الدموع في المآقي لتنهمر تحسرًا على ما مضى.


بغداد: لم تستطع اغلب الفنانات اللواتي حاولن التحدث معهن عن عيد الام التحدث الا بكلمات موجزة، فيما كان الاعتذار يأتي من بعضهن محملاً بترقرق للدموع، فيما اكدن اخريات تشوقهن الى امهاتهن الغائبات عنهن بعد ان رحلن عن الدنيا، مشيرات الى انهن ما زلن يحملن كل المشاعر الجميلة والذكريات الحلوة لامهاتهن اللواتي تربين في احضانهن وكبرن بين ايديهن وعشن حياتهن تحت ظلالهن، مع تمنياتهن لكل امهات في العالم بالعافية والعمر المديد.

فلم تستطع الفنانة، فاطمة الربيعي، الاجابة عن سؤالنا، بل انها كانت تشيح بوجهها الذي احتقن وكاد يمطر دموعًا، فقالت أولاً: quot;لا اشعر بعيد الام ولا افرح بهquot; ولكنها بعد لحظات قالت: quot;انا احزن كثيرًا حينما تجيء هذه المناسبة، اموت من القهر في عيد الام لانني اتمنى لو ان امي موجودة في الحياة لاحقق لها اشياء كثيرة، ولكنني لم استطع ان احقق لامي الاشياء التي كنت اتمناها، صحيح جعلتها تسافر الى (مكة) لتحج بيت الله الحرام، صحيح جعلتها تزور السيدة زينب في دمشق، ولكنني كنت اتمنى ان ترى اولادي واحفادي، الام لا تتعوض، الام دنيا، حياة، الام كيان كامل، الام خي المجتمع كلهquot;.

واضافت بعدما عاتبتني على اصراري على التحدث: quot;اتعامل مع ابنتي مثلما كنت احب امي، هي ملتصقة بي وانا اتمنى ان احقق لها كل الذي اقدر ان احققه لها، والذي لم استطع ان احققه لامي اتمنى ان احققه لابنتيquot;.

اما الفنانة، بشرى اسماعيل، فأسمعتني نحيبًا وهي تتأمل وجه السؤال الذي القيته عليها عن عيد الام، ثم دمعت عيناها وبعد لحظات حاولت الحفاظ على رباط جأشها وقالت: quot;تحية لكل امهات العالم في عيدهن الجميل الذي يمثل الكثير من الاشياء، يمثل الحياة، الحب، الطيبة، الحنين والمحبة، وهذا ما عليه كل الامهات في العالم، ولا اعرف ما اقول الان، (صمتت وغطت عينيها ثم قالت) اقول الان الله يرحم امي ويغفر اللهquot;.

واضافت بعد صمت وقد مسحت عينيها: quot;لا توجد امرأة لا تحب صفة الامومة التي تحمل الكثير من الصفات داخلها، الام كلمة غير قليلة ومهما قلت وقدمت لها فهو قليل، ومهما نجازيها فهو قليل، لانها تحمل في داخلها كل الاشياء العظيمة من كفاح وقدرة تحمل كما انها تناضل من اجل تكبر الاجيال وتخدم وطنهاquot;.

اما الفنانة، سناء سليم، فكانت كلماتها هادئة متشحة بالسواد الذي احاط نظرات عينيها، فقالت: quot;في الصباح كنت استمع لاغنية عن الام، ووجدت نفسي ابكي بشكل تلقائي وقد تذكرت امي رحمها الله، تذكرت امي التي كنت مع اخواتي عندما يحين عيد الام نجتمع جميعنا ونقدم لها الهدايا ونشعل شمعة الفرح ونقيم لها حفلة صغيرة نحضنها ونقبلها ونرفع ايدينا بالدعاء الى الله ان يمن عليها بالصحة والعافية، بكيت حين استمعت للاغنية وانا اتألم، وانا اتذكر تلك الايام الحلوة التي مرت وكنا معًا، فأحسست ان نصفًا مني ضائع من دون امي، نصفي ان لم اقل كلي، لان الام هي كل حياتي، فكانت ذكريات حلوة وانا الان اتحسر عليها، وادعو بهذه المناسبة الغالية من الله ان يديم الامهات وان يسعد الابناء بأمهاتهم ونصيحتي للجميع الاهتمام بالام وان يخافوا عليها من الهواء، واتمنى لكل ام الصحة والسعادة والعمر الطويلquot;.

وعلى نفس الايقاع الحزين الذي كانت عليه الفنانات كانت الفنانة، نسرين عبد الرحمن، التي قالت: quot;الام كلمة لها معنى كبير والاسم يدل عليه، والام مثل الوطن حاضنة لابنائها، الام شيء من الصعب التحدث عنه لانها فوق مستوى الكلام، والام العراقية مجاهدة ومثابرة وصبورة تحملت لسنوات طويلة الكثير من الامور التي بالحياة وكانت نعم الزوجة والاخت وحضنت الابناء كما حضنت جميع من حولها وكان لها دور كبير في تنظيم حياة الاسرة وتنظيم الحياة بشكل عام في ظروف كانت من اصعب الظروف لكنها لم تستسلم وصبرت، فكل عام والام بألف خير وكل عام وكل ام عراقية وعربية وكل ام في دول العالم بخير ونقول لها ان شاء الله تبقين رمزًا كبيرًا بمثابة الوطنquot;.

اما الفنانة، فاتن كريم، فقد ابتسمت ابتسامة ارتسمت شفيفة على شفتيها قبل ان تقول: quot;عيد الام مناسبة حلوة جدًا تذكرنا بأمهاتنا وان من الصعب النسيان، انا والدتي متوفاة، لكنها تعيش داخلي دائمًا، وعندما يأتي عيد الام اتذكر امي واتذكر ايامنا معها، لانها مثل كل الامهات حنونة وطيبة ومواقفها لا تعد ولا تحصى، فقليل بحقها حتى هذا العيد الوحيد لها في السنة، وقليل بحقها كل ما فعلناها لها، اما بالنسبة لاولادي فأنا دائمًا اجدهم سباقين الى الاحتفاء بي بهذا اليوم واجدهم وقد احضروا هدية عيد الام قبل ايام منه حتى يفاجؤونني، انا لدي اولاد خارج العراق وبنت داخل العراق وهؤلاء يحرصون على ان يقدموا لي مشاعرهم ومحبتهم قبل هداياهم التي يرسلونها عبر البريد ولا ينسون هذه المناسبة ابدًاquot;.

واضافت: quot;هذا اليوم يمثل لي شيئًا كبيرًا لاننا عندما كنا شبابًا كنت احضر احتفالات عيد الام في مصر واشاهد المصريين وكل واحد منهم يحمل هدية لحماته وهي الظاهرة اعجبتني جدًا، ومن ثم يذهبون مع زوجاتهم الى امهاتهم، وكنت اتمنى ان ارى مثل هذه الاحتفالات في العراق مثلما كانت منتشرة في الوطن العربي وبعد سنوات انتشرت المناسبة في العراق، الام تستحق الكثيرquot;.