أكد الفنان العراقي، قاسم اسماعيل، أن الأغنية العراقية الأصيلة باقية، وما زال الناس يسمعونها على الرغم من الموجات الصاخبة من الأغاني التي تبثها وسائل الاعلام المرئية والمسموعة ليلاً ونهارًا، وما زال الناس يتشوقون الى الكلمة الجميلة والنغمة العذبة والأداء الحلو ويطربون فعلاً.
بغداد: اعرب الفنان،قاسم اسماعيل، عن أسفه لما تقدمه بعض الفضائيات العراقية من غناء هابط رديء يسيء الى اصالة الاغنية العراقية التي تميزت عن سواها بالكثير من المواصفات، موضحًا في حديثه لـquot;إبلافquot; ان هذه الفضائيات ما عادت تهتم إلا بأغاني الفقاعات التي أصبحت تتكاثر على الشاشات.
أليس هنالك من جديد أم غائب قسريًا؟
لست غائبا، كما يمكن القول لديّ اغانٍ جديدة، ولكن العملية اصبحت مكلفة، الاغنية تحتاج الى مبالغ ضخمة، فنحن موجودون، ومتى ما وجدنا الجهة التي من الممكن ان تمول الأغنية الجميلة فبالتأكيد نحن سنكون موجودين وحاضرين.
الا تعتقد انه في الابتعاد تفتحون المجال للمغنين الآخرين بالظهور؟
ابتعادنا هو احترام للنفس، يعني مثل استراحة المحارب لاننا عندما نرى فضائيات تهتم بهؤلاء ولا تهتم بالاغنية الجميلة ولا بالصوت الجميل ولا بالفنانين الكبار الذين قدموا ما قدموه من اجمل الاغاني من خلال فترة السبعينات والثمانينات، ونشاهد الاهتمام منصبًا على هؤلاء دون الجيل الذهبي، فنحن الافضل لنا ان نحترم انفسنا ونبتعد لان في اقترابنا منهم اساءة لأنفسنا وتاريخنا.
هل تعتقد ان الاغاني الجميلة ما زالت تحافظ على قيمتها حاليًا؟
بالتأكيد باقية قيمة الاغنيات تلك لان السماع مازال، ونحن كمطربين نرى سواء في الشارع او اي مكان نلتقي به بأناس دائما يسألوننا عن سبب اختفائنا او توقفنا، ويتذكرون معنا تلك الاغاني الجميلة التي عاشت في قلوبهم وما زالت حاضرة، ونحن مع الاسف الوضع العام لا يشجع على ان نستمر ونقدم، ولذلك طلعت هذه الفقاعات التي نسمعها ونشاهدها على شاشات التلفزيونات وهي تقدم ما تقدمه من اعمال رديئة مع الاسف تسيء الى الاغنية العراقية.
فما زال الناس يتشوقون الى الكلمة الجميلة والنغمة العذبة والاداء الحلو ويطربون فعلاً للاغاني التي قدمها السابقون، كما ان الدليل هو الحضور الكبيرالذي شهده مهرجان الاغنية الثمانينية الذي نظمته دائرة الفنون الموسيقية قبل اسابيع، وكانت قيمته من الفنانين المشاركين ومن الاعمال التي قدمت، فعندما تسمع اسماء ياس خضر، وحميد منصور، ورضا الخياط، وصلاح عبد الغفور، واحمد نعمة، وامل خضير، ووحيد علي، وهكذا اسماء جميلة يعني شيئًا مفرحًا اننا نعود بالذاكرة الى تلك الايام الجميلة ونأمل من جيل هذا الزمن من المغنين ان يرتقوا بأعمالهم وباختياراتهم الغنائية لكي يقدموا اغنية جميلة امتدادًا لما قدم في ذلك الزمن، اذن الاغنية الجميلة ما زالت تحتفظ بجمهورها .
من يتحمل مسؤولية هذا التردي في الغناء؟
تتحمله الفضائيات التي تقدم الاغاني على شاشاتها، ويتحملها المغني نفسه الذي ربما صوته جميل ولكن اختياراته سيئة بسبب قلة وعيه، وايضًا تتحملها الجهات المنتجة لهذه الاعمال والتي تشرف على انتاج وترويج على هذه الاعمال، انا ارى ان كل هؤلاء يتحملون المسؤولية .
الا ترى لوزارة الثقافة من دور في تحجيم هذا التردي؟
وزارة الثقافة إذا ما اردنا ان نقول إنها معنية فيجب ان تكون معنية بهيئة الاتصالات التي يفترض ان تكون مشرفة على الفضائيات ويفترض ألا تسمح ان تظهر هكذا اعمال، ففي السابق كنا ننتظم في لجان للنصوص ولجان للالحان ولجان لاختيار المطرب نفسه، هذه من الممكن ان تكون حاليًا بالتنسيق مع نقابة الفنانين ويمكن ان نسيطر على هذا الموضوع، ولكنني احمل المسؤولية للمغني نفسه لقلة وعيه والكاتب لقلة وعيه والقناة التي تبث التي قد تكون مستفيدة وليس غير ذلك.
التعليقات