بالتزامن مع إطلاق حملة عالمية لمكافحة سرطان الثدي فقد أثبتت النتائج أن تطور الوعي لدى النساء وما يرافقه من تطور طبي في مجال معالجة المرض ساهم في تراجع الوفيات في صفوف النساء نتيجة الاصابة بسرطان الثدي. وكمثال حي يتحدث البروفيسور مايكل خوري عن تجرية لبنان في هذا الصدد مشيرا الى ان نسبة الوفاة بسرطان الثدي تراجعت بعد التقدم الذي حصل في التشخيص المبكر.

ريما زهار من بيروت: خصص شهر تشرين الاول/اكتوبر لاطلاق حملات ضد مرض السرطان في لبنان مع تزامن إطلاق مثل هكذا حملات في العالم، حيث أكدت الدراسات انه مع ولادة مئة فتاة فإن خمس منهن سيصبن بسرطان الثدي في سن الاربعين أو الخمسين. وسرطان الثدي لا تقتصر الإصابة به على النساء، بل تشمل الرجال ايضًا بنسبة ضئيلة وبخطورة مضاعفة، لان الرجل يهمل عادة هذا المرض فيتطور ليفتك بالدم والعظام.

حول نسبة الوفاة من جراء سرطان الثدي، وطريقة اكتشافه وعلاجه والوقاية منه كان لـ quot;إيلافquot; لقاء مع البروفيسور مايكل خوري.
يقول خوري ان نسبة الوفاة في لبنان بسرطان الثدي تراجعت بعد التقدم الذي حصل في التشخيص المبكر، وبعد التغييرات التي طرأت على الجراحة والتقدم في حقل الأدوية المساعدة كالأشعة مثلاً وبعض الأدوية والحقن، أما هل فقدان الثقة في الطب يدفع بعض المصابات الى التوقف عن العلاج؟ فيجيب:quot; اختفت هذه الظاهرة في لبنان لاسباب عدة منها التوعية الصحية وإمكانية إطالة العمر حتى في الحالات المتطورة من المرض بوساطة الأدوية التي ذكرناها. في الماضي، يضيف:quot; كان الكثيرون يتهربون من محاولات التشخيص المبكر ومن العلاجات التي لم تكن ذات فائدة تذكر، وقد حدث أن أخفت إحداهن المرض عن ذويها مدة سنتين، ولم يكتشف إلا بعدما تقرح الثدي، علمًا ان أحد اولاد هذه السيدة طبيب.

كيفية إكتشافه

كيف يكتشف المرض؟ يجيب:quot; يتم اكتشاف المرض بثلاث طرق:
أولاً: تكتشف السيدة درنة قاسية في الثدي بعد ان تتعلم طريقة فحصه.
ثانيًا: قد تحدث بعض تغييرات في الجلد ويمكن لحاملة هذا التغيير ان تكتشفه بنفسها، اذا تكفل الطبيب او الممرض بشرح هذه التغييرات، كما يمكن للطبيب اكتشاف هذا المرض اذا اتيح له ذلك كما هو مفروض عن طريق فحص السيدة مرة كل سنة على الاقل.
اما الطريقة الثالثة، فتكمن في اجراء فحص شعاعي للثدي بطريقة روتينية ابتداء من عمر الخمسين او حتى الاربعين وهذه الطريقة تسمح باكتشاف المرض في بدايته من دون ان يكون اكتشافه ممكنًا بوساطة المريضة او الفحص من قبل الطبيب.
من أي عمر تصاب المرأة عادة؟ يجيب:quot; هذا المرض غير موجود اجمالاً قبل سن العشرين، ونادر الحصول بين العشرين والثلاثين، وممكن ان يحدث بين الثلاثين والاربعين ويزداد احتمال ظهوره من الاربعين الى الثمانين.

أما هل تتوفر الآلات اللازمة المتطورة للعلاج في مستشفيات لبنان؟
فيجيب:quot;يحتوي لبنان على كل الامكانات التشخيصية والعلاجية التي نراها في أرقى بلاد العالم ولا حاجة مثلاً الى الانتقال الى اوروبا واميركا لعلاج سرطان الثدي، ويضيف:quot; معظم أطباء لبنان مهتمون بهذا المرض ومطلعون على آخر التطورات في التشخيص والعلاج ويتابعون ذلك بوساطة القراءات والانترنت والمؤتمرات الكثيرة حول هذا الموضوع.
ما هي اسباب هذا المرض غير السبب الوراثي العائلي؟ يجيب:quot; تبقى اسباب المرض باستثناء السبب العائلي مجهولة، ويرجح ان الذين يأكلون الدهون فيسمنون معرضون اكثر من غيرهم للاصابة به، من جهة اخرى فان انجاب الاولاد وإرضاعهم يشكل عاملاً مخففًا لمعدل الاصابة بهذا المرض، ويبقى ان كل تلك الاسباب افتراضية.
ويتابع:quot; ان الهرمونات التي تستعمل في مرحلة سن اليأس كثيرًا ما تكون دون تأثير على هذا المرض، ولكن اذا ظهرت عوارضه فمن الضروري ايقاف هذه الهرمونات.
ما هو العلاج الحديث لسرطان الثدي؟ يجيب:quot;بعد التأكد من نوع المرض بوساطة خزعة تظهر نتيجتها بعد نصف ساعة يجب تنفيذ العلاج كما يلي:
اولاً: من الممكن الشفاء من هذا المرض من دون استئصال الثدي.
ثانيًا: يمكن عدم استئصال الغدد تحت الابط في الوقت الحالي، بعد اجراء فحص تلويني بسيط للغدد.
ثالثًا: قد يكون من الضروري بعد استئصال الدرنة والمحافظة على الثدي ان يتم العلاج بالاشعة على هذا الثدي للحصول على امكانية اقوى لعدم مراجعة المرض.
وتبقى هذه الجراحة جيدة جدًا لان المريضة تكون قد حافظت على ثديها وتختفي بعد أسابيع عدة علامات الجراحة.
رابعًا: قد يضطر الطبيب في بعض الظروف الى استئصال الثدي لعدم إمكانية المحافظة عليه، نظرًا لكبر الدرنة او لموقعها، ويصار فورًا الى عملية ترميم الثدي فتخرج السيدة من العملية مع مظهر ثدي شبه طبيعي.
اما العلاجات الاخرى الكيميائية بوساطة الحقن والأدوية فهي ضرورية في بعض الحالات خصوصًا اذا كانت الغدد اللمفوية ( تحت الابط) مصابة ببعض الخلايا السرطانية واستعمال هذه الادوية يحسن كثيرًا معدل النجاح ونسبته.

إحصاءات

أظهرت الإحصاءات اللبنانية أن المعدل السنوي للحالات الجديدة من سرطان الثدي يعادل 83 حالة لكل 100 ألف إمرأة من جميع الأعمار. وعلى الرغم من نجاح الحملة الوطنية على مدى سنوات في رفع مستوى الوعي حول التصوير الشعاعي وأهمية الكشف المبكر من 27% في العام 2007 إلى 40% تقريبًا في العام 2010، إلاّ أن الوصول إلى المناطق النائية وفي بعض المحافظات يبقى أقلّ نتيجة لصعوبة الوصول إلى مراكز التصوير إضافة إلى الخوف واعتبار تكلفة التصوير عالية.