نهى احمد من سان خوسيه: في السنوات الماضية أظهرت دراسات كثيرة بان العاملين في المصانع الكيميائية ومحطات البنزين وغيرها من اكثر الناس تعرضا للاصابة بمرض السرطان، الا ان هذه الدراسات لم تتعمق بشكل كاف للكشف عن اسباب هذه الظاهرة ومعالجتها، وقد يكون السبب في ذلك تحاشي الدخول في دوامة مطالبة العاملين في هذه القطاعات عند اصابتهم بمرض سرطاني.
لكن المعهد الوطني الاميركي للسرطانيات في بوسطن كشف حقائق كثيرة وملفتة عن هذا الجانب، حيث اشارت دراسة وضعها الباحثون فيه الى ان استنشاق البنزين ومشتقيات النفط ولو بكميات قليلة وعلى مدى سنوات طويلة من غير المستبعد ان يؤدي الى حدوث سرطانيات دموية.

وبحسب ما ورد في الدراسة ان استنشاق اكثر من 10 جزئيات بالمليون او 40 جزيئا بالمليون بشكل يوميا ومتواصل يعني زيادة حالات الاصابة بسرطان الدم وانواع اخرى من سرطانيات الدم بمعدل ثلاثة اضعاف.
وجاءت هذا النتائج بعد بحوث دامت اكثر من 15 سنة حيث اخضع المعهد للفحص المتواصل 75 الف عامل في محطات البزين وعمال المصانع الكيمائية ومصانع الدهانات وغيرها يتعرضون للبنزين خلال عملهم، اي انهم يلامسون هذا المادة ويتنشقونها.

وفي هذا الصدد قال ريتشارد هيس الباحث الاساسي في هذه الدراسة ان اهمية النتائج تكمن بتحديد اي نوع من المخاطر يمكن حدوثها نتيجة التعرض للبنزين وتنشقه، فثبت بان نسبة الخطورة بالاصابة بالسرطانيات الدموية تزيد عن 3 في المئة في حال استنشاق اقل من 10 جزيئات بالمليون والى 8 في المئة في حال استنشاق اكثر من 25 جزيئا بالمليون. الا ان المعرضين لهذا لسرطان ايضا هم الذين يعيشون في محيط تكثر فيها محطات البنزين والمصانع الكيميائية، حيث ان نسبة تلوث الهواء في هذا المحيط كبيرة.