يقول المهتمون بالبيئة إن ظاهرة الاحتباس الحراري تتسبب ببقاء السحب البركانية القادمة من أيسلندا دون تفتت بوساطة الأمطار. ويحمل هؤلاء البيئيون الدول التي لم تراعِ شروط البيئة في مصانعها بانقطاع الأمطار وارتفاع درجات حرارة كوكب الأرض، مع احتمال استمرار أزمة السحابة البركانية التي تضرب الطيران الأوروبي اليوم وخشية امتدادها لدول شرق المتوسط إذا لم ترجعها الرياح نحو أيسلندا أو تزول بوساطة زخات مطرية.

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: لم تمهل السحب البركانية سكان دول المتوسط كثيرًا في التفرج على تعطل حركة النقل الجوي في أوروبا خصوصًا، خوفًا من مواجهة غضب الطبيعة التي رمت بشررها من بركان أيسلندا نحو بقية دول أوروبا محملة بذرات من الحصى الناعم قد تتسبب بإيقاف محركات الطائرات لو تسللت اليها.
فباتت أجواء دول تطل على البحر المتوسط مهددة بهذه السحب البركانية فيما لو اشتدت سرعة الرياح التي تطاردها نحو إيطاليا واسبانيا وقبرص وتركيا وسورية. ويتخوف من استمرار تحركها بذات الاتجاه لتخيم فوق دول عربية على المتوسط،وسط توقعات من علماء جيولوجيا أيسلنديين باحتمال استمرار ثورة بركانها الغاضب لأيام أخرى وربما لأسابيع مع احتمال أن تنتقل عدوى الغضب لبراكين أخرى.

المختصون في البيئة يحملون الدول التي لم تلتزم بمراعاة الشروط البيئية في مصانعها التي تسببت بالاحتباس الحراري في جانب كبير من أزمة السحب البركانية الحالية حيث ساهمت بشكل كبير ظاهرة الاحتباس الحراري التي تعاني منها الكرة الأرضية، في انحباس الأمطار التي كانت ستفتت هذه السحب وتساهم في حل ما تسببت من أزمة عالمية تكبدت جراءها شركات الطيران خسائر كبيرة. كم ساهمت الاجراءات الامنية في المطارات في حاجة الركاب المحتجزين في صالات الانتظار إلى المواد الأولية في استخدماتهم اليومية التي لا يسمح لهم في إدخالها للطائرات مثل معجون وفرشاة الأسنان والعطور ومعطرات الجسم ومزيل التعرق وبعض الأدوية مما اضطرهم لشرائها من السوق الحرة في المطارات. بل اضطرت هذه الحاجة بعض الدول مثل هولندا السماح لبعض ركاب الترانزيت بدخول أراضيها لمن لديهم أقارب مقيمون على أراضيها أو للأسر التي لديها أطفال بالانتقال لفنادق المدينة.

هيئة الطيران المدني البريطانية شبهت الوضع الراهن في المطارات بما حدث عقب هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة التي أعقبها إغلاق المجال الجوي الأميركي لمدة ثلاثة أيام وهو ما ترتب عليه وقف الرحلات الجوية عبر الأطلسي.
كما برزت مشكلة قانونية قد يتعرض لها ركاب الترانزيت خصوصًا بفيزا المرور التي انتهت فعالية معظمها الآن. إضافة الى عدم تمكن المسافرين على الطائرات التي لا تتطلب تأمينًا يغطي تذاكرهم من استعادة نقودهم من تعطل رحلاتهم الجوية.

طائرة بوينغ هولندية في رحلة اختبارية منخفضة نحو ألمانيا يوم أمس السبت 17 نيسان 2010

هذه الازمة أجبرت الخطوط الجوية الهولندية كي إل ام على تجربة الطيران المنخفض بطائرة بوينك 737 مساء امس السبت نحو مدينة دوسلدورف الألمانية والعودة بنجاح بانتظار ظهور التقرير النهائي لهذا الاختبار ظهر اليوم.

كذلك أعلنت هيئة الطيران المدني في ايطاليا أنها سمحت بالقيام برحلة تجريبية اليوم الاحد لتقييم الخطر الذي يمثله الرماد البركاني القادم من ايسلندا على الطائرات.

لكن هذا الطيران تحت مستوى الغيوم البركانية التي تحلق على ارتفاع بين 12 الى 14 كم لا ينطبق على الطائرات الضخمة التي تحلق لمسافات بعيدة بين أميركا وأوروبا.

بقاء هذه السحب واستمرارها حث ايسلندا على تقديم الترويح عن زوارها العالقين على اراضيها، الذين تقطعت بهم السبل بسبب الغبار المتصاعد من بركانها والذي ادى إلى إلغاء معظم الرحلات الجوية في اوروبا على الاستحمام في حماماتها الدافئة مجانًا. فمجلس السياحة الايسلندي يفتخر بهذه الحمامات الطبيعية الدافئة quot;لدينا مياه ساخنة وينابيع مياه وحمامات بخار وحمامات مياه ساخنة للسباحة فيها.quot; فعرض على جميع الزوار الذين تقطعت بهم السبل الدخول مجانًا الى حمامات السباحة الثمانية في العاصمة ريكيافيك التي تتراوح درجات حرارتها بين 29 و42 درجة مئوية. وقالت كونرادزوتير ان الاقبال كان هائلاً. على مقربة من البركان الذي يقذف بالرماد في الجو وسط سماء مشمسة وزرقاء فوق المدينة حيث.

بقية الدول القريبة من البحر المتوسط باتت تجهز الاسعافات الأولية لرعاياها خاصة مرضى الربو والذين يعانون من مشاكل تنفسية خشية أن تحمل السحب البركانية غازات سامة، فهي تتكون من 20% من غاز الأوكسجين و80% من غازات اخرى لم يتم التاكد منها بعد والخشية من ان تكون بينها غازات سامة.

شركات الطيران والحكومات الاوربية تدرس حلولاً فيما لو استمرت هذه الحب لأسابيع أو أشهر كما يتخوف خبراء الأنواء الجوية، تتضمن التحول للرحلات البرية البحرية. أو الطيران المنخفض وفي النهار والتوقف عن الطيران الليلي الذي تجلب الرياح السحب البركانية في خط الطيران المنخفض وتتسبب بكارثة قد لا يتمكن الطيار خلالها من ايقاف محركات طائرته واعادة تشغيلها قبيل الوصول للارض بسبب قرب المسافة.

لكن شركات النقل البحري والبري باتت تنطبق عليها مصائب قوم عند قوم فوائد. فقد زادت من أسعارها وهي ترى تدفق المسافرين المضطرين للسفر عبر باصاتها أو بواخرها. كذلك الفنادق زادت من أسعارها وهي تستقبل ركابًا محشورين بين أوروبا وأميركا.

وقد اضطرت الازمة ملكة هولندا بياتريكس مع ولي العهد نجلها الأمير وليم الاكسندر وزوجته مكسيما للسفر بالقطار للدنمارك يوم الحمعة للتهنئة بعيد ميلاد صديقتها ملكة الدنمارك مارغريتا.

يذكر أن أيسلندا الذي انفجر قبل أحد براكينها قبل أيام وتسبب بأزمة طيران حول العالم تقع شمالي المحيط الأطلسي وهي بلاد بركانية وجيولوجية نشطة نظرًا لوجودها على مرتفع وسط المحيط الأطلسى. ويعتبر جو آيسلندا معتدلاً ومناسبًا للحياة بالنظر إلى الموقع والظروف الطبيعية. وتمتاز بوجود مياه ساخنة جدًا تشتهر بها وتزود سكان عاصمتها بهذ المياه الساخنة للاستخدامات اليومية.