حذر تقرير أميركي من انعكاس النتائج الناجمة عن ذوبان الثلوج في القطب الشمالي على حيوانات كثيرة من بينها الدبب القطبية

نهى احمد من سان خوسيه: مضمون التقرير الذي وضعه معهد البحوث الجيولوجية في جامعة بنسلفانيا الاميركية ما بين شهر كانون الثاني( يناير) واذار( مارس) الماضي يدعو الى القلق. اذ إنه حذر من انعكاس النتائج الناجمة عن ذوبان الثلوج في القطب الشمالي بسبب التغيّرات على حيوانات كثيرة تعيش هناك من بينها الدبب القطبية، حيث إن ثلثي هذه الدبب مهددة بالانقراض في السنوات الخمسين المقبلة.

ويتطابق هذا التحذير مع دراسة وضعها المعهد نفسه العام الماضي بطلب من ادارة دائرة حماية البيئة في الولاية بهدف وضع هذه الحيوانات على لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب التغيرات المناخية.

وقال ستيف امتروب، وهو احد العلماء الذين شاركوا بوضع الدراسة ان حوالى 16000من هذه الدببة ستواجه اصعب الظروف الحياتية ما سيشكل خطرا على بقائها، وذلك بسبب ذوبان الثلوج وصعوبة صيدها لحيوانات بحرية تشكل الطعام الاساسي لها.

وبهذا تكشف الدراستان عن معلومات اكثر مما كان معروفا سابقا عن هذه الدبب خاصة تلك التي تعيش على الشواطئ الشمالية من الاسكا وروسيا، ويؤكد امتروب ايضا العلاقة المباشرة بين التغيرات في الجليد البحري والحياة الطبيعية للدبب القطبية. فمن دون هذا الجليد سوف تجبر الدبب القطبية على البحث عن طعام لها في اماكن بعيدة عن اماكنها الاصلية، لكن لن تجد ما يسد جوعها وهذا سيؤثر بشكل مباشرفي الدبب الصغيرة والاناث منها في عمر التكاثر حيث ستلاقي مشاكل في التوالد لانه سوف تجبر على العيش في مناطق غريبة عنها.

والمشكلة الاخرى ان هذا الوضع دفع بعدد من الدببة للخروج من مناطقها بحثا عن غذاء، ويحوم بعضها الان في مناطق في القطب الشمالي مأهولة، حيث هاجم قبل فترة ثلاثة دببة حظيرة حيوانات ما سبب موجة من الخوف الشديد بين السكان.
ويقول العالم الاميركي امتروب يجب الاخذفي الاعتبار التصريحات التي يطلقها علماء الطبيعة وتحذيراتهم من مخاطر التلوث البيئي والتحولات المناخية، خاصة بعد ذوبان كتل جليدية ضخمة في القطب الشمالي، فهذا سوف يهدد حياة 150 نوعا من الكائنات الطبيعية والنباتات والاسماك التي ستنقرض لا محالة.
ولقد دفع هذا الوضع بعدد من المؤسسات الاميركية التي تعمل في مجال حماية البيئة والطبيعة الى التحذير من مخاطر خفية الان، وبرأي مدير مركز البحوث العلمية والبيئية في كاليفورنيا ديرك كيمتورن ان ذوبان الثلوج في القطب الشمالي سوف لن يهدد بانقراض الدبب القطبية فقط بل والدبب العادية ايضا.
وسبق لهذا العالم ان اشار في تقرير له بناء على الاكتشافات العلمية بان عدد الدبب القطبية من الاسكا وفي غرينلاند ارتفع من 12000 الى 25000منذ عام 1960، الا ان الذوبان الحالي للثلوج سوف يكون العامل الرئيس والمهم وراء انقراض ثلثي هذا النوع من الحيوانات حتى منتصف القرن الحالي، وهذا يعني حتى عام 2050 تقريبا.
لكن الخبير الاميركي حذر من وضع الدب القطبي على لائحة انواع الحيوانات المهددة بالانقراض كي تكون الحجة الوحيدة من اجل مواجهة ارتفاع الحرارة على الارض والتخفيف من الغازات التي تسبب تغيرات مناخية على الارض، بل يجب التفكير بكل الكائنات الاخرى المهددة بالموت. كما طالب الحكومات الغربية وعلى رأسها الحكومة الاميركية بوجوب وضع قانون حماية للحيوانات لانه الوسيلة الانجح من اجل تحديد سياستها المناخية، لكن اي حل حقيقي وفعال يتطلب ايضا مشاركة كل القطاعات الاقتصادية والانتاجية.