باتت ستة أنواع من السلاحف البحرية من اصل سبعة مهددة الآن بالانقراض بسبب عمليات صيد الأسماك.


لندن: توصلت دراسة عالمية جديدة الى ان اساطيل الصيد التجارية تسببت في هلاك ملايين السلاحف البحرية عن غير قصد خلال السنوات العشرين الماضية. وحذرت الدراسة التي نُشرت في مجلة quot;كونزرفيشن ليترزquot; من ان ستة انواع من السلاحف البحرية من اصل سبعة مهددة الآن بالانقراض. وقالت ان الخطر الأكبر على هذه السلاحف هو وقوعها في شباك اساطيل الصيد التي تمتد خطوطها ذات الخطافات والشباك الضخمة مسافة تصل الى 40 كلم. وتصبح السلاحف التي تقع في شباك هذه الاساطيل ما يُسمى quot;صيدا عرضياquot;. وحين تقع السلاحف في شباك الصيد فانها تعجز عن الصعود الى السطح والتنفس فتهلك اختناقا.

ورغم ان السلاحف التي تأتي بالمرتبة الثانية من حيث الحجم بين الزواحف ، ما زالت تُصاد من اجل لحمها وقشرتها فان وقوعها في شباك الصيد هو التهديد الأخطر على بقائها ، بحسب الدراسة.

ونقلت صحيفة الغارديان عن البروفيسور راين والاس الذي قاد فريق البحث ان صيد السلاحف عرضا مع الأسماك هو أكبر خطر يهدد اعداد السلاحف البحرية عالميا.

وقال والاس الذي يعمل استاذا في جامعة ديوك ومستشارا لمنظمة حفظ البيئة العالمية ان زوارق الصيد لا تميز بالمرة بين ما تصطاده. فان هدفها قد يكون الروبيان ولكن مع كل رطل تصطاده من الروبيان قد يكون هناك 5 الى 20 رطلا من الصيد العرضي ، ومن الجائز ان يكون هذا سلاحف أو اي حيوانات بحرية أخرى.
الدراسة الجديدة هي اول مسح عالمي لعمليات الصيد التجارية يحسب آثار طرق الصيد المستخدمة حاليا على السلاحف البحرية. وراجعت الدراسة السجلات المتاحة من عمليات اساطيل الصيد في انحاء العالم ، وكانت كل البيانات المسجلة تستند الى ملاحظات على متن زوارق الصيد ومقابلات مع صيادين.

وبحسب هذه السجلات فان 85 الف سلحفاة وقعت في شباك الصيد خلال الفترة الواقعة بين 1990 و2008. ولكن والاس قال ان هذا الرقم لا يغطي إلا 1 في المئة من عمليات الصيد ، ولا يشمل الأساطيل الصغيرة. واضاف ان التقديرات المتحفظة ترجح ان يكون العدد الاجمالي بالملايين. واقترح والاس ان استخدام معدات مختلفة تستبعد السلاحف أو تنفذ السلاحف عبرها للافلات من شباك الصيد يمكن ان يقلل بحدة اعداد السلاحف التي تهلك بسبب وقوعها في هذه الشباك. وقررت بعض البلدان ان تكون مثل هذه الاحتياطات الزامية.

ومن التوصيات التي تقدمها الدراسة رفع وعي المستهلكين عن مصدر ما يأكلونه من اسماك. كما توصي باجراءات حظر موسمية على الصيد والابتعاد عن الممرات المائية لهجرة السلاحف.

وحددت الدراسة اربع مناطق بأمس الحاجة الى اجراءات لحماية بيئتها وحياتها البحرية وهي البحر المتوسط وشرق المحيط الهادئ وجنوب المحيط الاطلسي وشماله الغربي قبالة الساحل الاميركي. وقالت الدراسة ان البحر المتوسط يتميز بأكبر كمية من الصيد العرضي نظرا لاستخدام خطوط الصيد الطويلة وطرق الصيد الكاسحة. كما ان ساحل شبه جزيرة باخا المكسيكية حيث تضع السلاحف بيوضها ، يشكل مقبرة كبيرة للسلاحف.

وطبقا للائحة الدولية بالحيوانات التي تحتاج الى حماية فان ستة انواع من السلاحف البحرية مهددة بالانقراض أو بدرجة حرجة من التهديد بالانقراض