أحيا العالم يوم البيئة فيما يعاني خليج المكسيك والولايات المتحدة من اكبر كارثة بيئية منذ عقود. وفي وقت تكافح الادارة الاميركية من اجل تامين التعويض ووقف التلوث البيئي باتت الثروة البحرية و الطيور الاكثر تضررا من التسرب النفطي حيث تشكلت فرق طبية من اجل انقاذ تلك الاصناف.

Cap device contains 6,000 barrels from Gulf oil ...

واشنطن: شاركت الولايات المتحدة دول العالم في احياء يوم البيئة العالمي الذي يوافق الخامس من حزيران- يونيو من كل عام.

وذكر بيان صدر اليوم عن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون quot;ان الولايات المتحدة تؤكد على ريادتها في تحويل اقتصادها ليكون صديقا للبيئةquot;.
وأكدت كلينتون أن quot;احيائنا يوم البيئة هذا العام يحظى بأهمية كبيرة اذ اننا نعاني من تحدي بيئي غير مسبوق لموارد كوكبنا الطبيعيةquot;.

كما أشارت الوزيرة الاميركية الى أن quot;الولايات المتحدة تعلمت أن نظامنا البيئي هش خاصة مع سرعة تحول الوضع البيئي وتدهورهquot; في اشارة الى كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك.

وقالت كلينتون quot;هناك الكثير مما يجب علينا أن نتعلمه فرديا وجماعيا وعلينا مضاعفة جهودنا لحماية البيئة من أجل مصلحة الأجيال القادمةquot;.

وتعتبر بقعة النفط في خليج المكسيك الاسوأ في تاريخ الولايات المتحدة الا ان اثارها على المدى الطويل على الانظمة البيئية الحساسة في الساحل الجنوبي الاميركي لا تزال مجهولة بحسب الخبراء.

وكان مايكل بوفاضل خبير الهندسة المدنية والبيئية في جامعة تمبل في فيلادلفيا قال ان quot;هذا اسوأ وضع شهدته في حياتي .. ولكننا لا زلنا لا نعلم اثاره المستقبليةquot;.

الا ان الشيء الوحيد الذي يقول بوفاضل، الخبير المستقبل ومستشار الحكومة الاميركية، انه متاكد منه هو ان quot;تاثير البقعة النفطية سيستمر لسنواتquot;.
ويتفق عدد من المسؤولين الحكوميين البارزين مع بوفاضل.

وتقر ليزا جاكسون المسوؤلة في جهاز حماية البيئة ان quot;الاثار الطويلة المدى للتسرب النفطي على الحياة المائية لا تزال غير معروفةquot;.

Gulf Oil Spill, Dauphin Island

وقد تضررت ثلاث ولايات حتى الان بالتسرب النفطي وتلوث اكثر من 200 كيلومتر من المناطق الساحلية في لويزيانا مما اثار مخاوف على الحياة البرية المهددة بالخطر في المنطقة.

واشارت التقديرات الى ان 20 مليون غالون على الاقل تسربت الى مياه خليج المكسيك، وحذر الخبراء من وجود اعمدة ضخمة من النفط المتدفق تحت الماء والتي لا يمكن قياسها من فوق سطح الماء.

والسؤال الصعب الذي يواجه العلماء هو ما هي تاثيرات جزئيات النفط والمواد الكيميائية المستخدمة لتحليل النفط على سلسلة الغذاء والحياة العضوية في الخليج. ويعتقد ان البئر النفطي يضخ ما بين 12 و19 الف برميل يوميا في مياه الخليج.

ويمكن للجزيئات الكيميائية التي تبقى في الماء ان تلتصق بالنباتات والمواد الغذائية الصغيرة وتنزل الى قاع الخليج حيث ستصبح المصدر الغذائي للاحياء الاخرى.

ونظرا لان النفط والمواد الكيميائية تحتوي على العديد من الجزيئات الكيميائية quot;مما يجعل التنبؤ بالتاثير الطويل الامد اكثر صعوبةquot;، حسب بوفاضل الذي اشار الى احتمال حدوث تحولات جينية او فقدان انواع من اشكال الحياة.

وقام بوفاضل بدراسة التسرب النفطي الذي تسببت به شركة اكسون في الاسكا في عام 1989، والذي كان اكبر تسرب في الولايات المتحدة.

الا انه قال ان الدراسات التي اجريت على التاثير البيئي للتسرب النفطي في مياه المحيط العميقة قليلة للغاية، لا يعرف الكثير عن تاثيره على ضغط المياه الهائل على تركيبة المواد التي تقوم بتحليل النفط التي لم تستخدم على مثل هذه الاعماق من قبل.

ويقول عالم البيولوجيا ايريك غورديس من جامعة تمبل انه يشعر بالقلق من ان تحمل التيارات التحت مائية موجة جديدة من اعمدة الخليط النفطي باتجاه الشعب المرجانية على بعد 40 كلم من مكان التسرب.

وفي وقت سابق اليوم دافع الرئيس الاميركي باراك أوباما بشدة عن ادارته في وجه انتقادات بأن ردها كان بطيئا جدا فيما يتعلق بالتسرب النفطي في خليج المكسيك وأصر على أنها قامت quot;بحشد الجهود على كل جبهةquot;.

وقال أوباما في خطابه الاسبوعي للاميركيين عبر الاذاعة والانترنت ان ادارته أطلقت أكبر رد للتعامل مع أحد الكوارث البيئية في تاريخ الولايات المتحدة.

وقال ان أكثر من 1900 سفينة و20 ألف شخص يساعدون في القضاء على التسرب الناجم عن بئر نفطية في قاع المحيط تابعة لشركة بي.بي في حين جرى نشر أكثر من 4.3 مليون قدم من الحواجز لمحاصرة البقعة النفطية.

وأعطى أوباما أيضا الاذن بتعبئة 17500 من قوات الحرس الوطني.

لكن استطلاعات الرأي أظهرت باستمرار أن غالبية الاميركيين يشعرون بالاستياء ازاء تعامل أوباما مع الازمة المستمرة منذ 47 يوما والتي سببت دمارا بيئيا يهدد صناعة صيد الاسماك البالغ حجمها مليارات الدولارات فضلا عن النشاط السياحي.