للمناخ تأثير كبيرفي صحة الإنسان وقد وجد أنه مرتبط بتغييرات في معدلات الولادة وعدد الحيوانات المنوية مع تفشي التهاب الرئة، الأنفلونزا والتهاب القصبات وأيضًا له تأثيرفي معدلات الوفاة المرتبطة بكثافة الغبار ومعدلات التلوث العالية.

د. عامر صادق : إن الإرتفاع الشديد في درجة حرارة الجو لديه تأثير كبير في معدلات الوفاة أكثر من موجات انخفاض الحرارة .
ووجد في معظم الأبحاث أن معدلات الوفاة خلال الإرتفاع الشديد في درجة الحرارة يختلف باختلاف العمر والجنس والعرق.
إن العوامل المرتبطة بارتفاع الخطر نتيجة التعرض للحرارة تشمل الكحول، العيش في الطوابق العليا من الأبنية واستعمال المهدئات.
إن العوامل المرتبطة بانخفاض الخطر هي استعمال المكيفات، التمارين الرياضية المنتظمة، شرب السوائل، والعيش في الأبنية المظللة. إن مكيفات الهواء يمكن أن تلطف من تأثير الإرتفاع الشديد في الحرارة خلال فترة قصيرة، علمًا أن الإنسان يستطيع أن يتحمل اختلافًا في درجات الحرارة نحو 5 درجات فهرنهايت في حرارة الجسم من دون أن يتأثر الأداء الفيزيائي والعقلي.

تنظيم الحرارة: إن التحكم في درجة الحرارة يعتمد على التوازن بين التبريد والتدفئة.
إن درجة حرارة الجسم الطبيعية هي 98deg;F. إن درجة الحرارة يجب أن تبقى في حدود 104deg;F -98deg;F . إن درجة حرارة الجسم و الهواء الخارجي نسبة إلى الرطوبة يمكن قياسها تقريبًا بصورة دقيقة باستخدام مقياس الحرارة. Thermometer .
معظم الحرارة تذهب في مجرى الدم إلى الجلد حيث تطلق إلى الجو في 4 طرق مختلفة.

Conduction التوصيل : الحرارة الزائدة تنتقل عبر الإتصال المباشر مع الجسم (مثل السباحة في الماء البارد).

Convection : دوران الهواء يسمح للحرارة للتنقل إلى الهواء العابر فوق الجلد ( اعتمادًا على درجة حرارة الجو.)

Radiation : الإشعاع: فقدان الحرارة من الجسم عن طريق الإشعاع (مثل فقدان الحرارة في الجو البارد).

Evaporation التبخر: الحرارة الزائدة تتحول إلى عرق الذي يتبخر لاحقًا . إن التعرق هو أهم طريقة للتخلص من الحرارة.
حتى مع فقدان كمية كبيرة من الحرارة خلال تبخر العرق فإن درجة حرارة الجسم ترتفع خلال ممارسة الرياضة لأنه ليس كل الحرارة المتولدة يمكن فقدانها.
في حالات الرطوبة فإن قابلية الجسم في تقليل درجة حرارته تقل بسبب عدم تبخر العرق.
إن العضلات النشيطة والجلد في تنافس مباشر لقلة الدم حيث إن العضلات تحتاج إلى الدم للتزود بالأوكسجين الضروري لعملها وإن الجلد يحتاج إلى الدم لتسهيل عملية فقدان الحرارة.
لذا فإن التمارين الرياضية في الجو الحار والرطب تؤدي على الأقل إلى أداء ضعيف وقد يكون خطرًا على الإنسان.
و لذلك يجب علينا:

1- شرب السوائل: إن شرب السوائل بصورة كافية سوف يساعد في تجنب الجفاف.

2- الملابس و حماية الجلد: يجب أن تكون الملابس بألوان فاتحة قدر المستطاع وخفيفة و تسمح بالتنفس وتسمح بتبخر العرق حيث إن الملابس المبللة بالعرق تمنع فقدان الحرارة ويجب أن تغير باستمرار. ويجب استعمال كريمات حماية الجلد من الشمس لمنع الحروق.

كيف يتغير المناخ:

في أغسطس 2003 عانت أوروبا أسوأ موجة حر إلى عهد قريب. في فرنسا مثلا وصلت درجات الحرارة إلى 40deg;C و بما أن الفرنسيين لم يكونوا مهيئين لمثل هذه الحرارة ( و بخاصة المرضى وكبار السن) أدت إلى وفاتهم. تقريًبا 15.000 حالة وفاة سجلت في فرنسا في ذلك العام بسبب ارتفاع درجات الحرارة.
و بحسب رأي العلماء فإن العالم يصبح أكثر حرارة. ومن الصعب إذا لم يكن من المستحيل إثبات أسباب هذا الإرتفاع في درجات الحرارة ولكن معظم العلماء مقتنعون بأن الزيادة في نسبة الغازات المنبعثة من البيوت الزجاجية (النباتات) في الجو يمكن أن تكون جزئيًا هي السبب.
يستخدم العلماء نماذج على الحاسوب لمعرفة تأثير المناخ العالمي في مستويات مختلفة من البيوت الزجاجية في الجو. وبحسب أحدث مشروع فإن معدل درجة حرارة الجو يمكن أن تزداد بـ5.8cdeg; -1.4cdeg; بين عامين 2100 ndash; 1990 . إن تأثير المناخ في هذه الدرجات يمكن أن يكون:

- ازديادا في درجات الحرارة القصوى وانخفاضا أقل في درجات الحرارة الأدنى
- ازديادا في تقلبات المناخ وتغييرات في شدة وتكرار موجات الحر والبرد.
- تغييرات في معدل أمراض معدية معينة.
- ارتفاع مستوى البحر.
قسم من التأثيرات على الصحة المتعلقة بالمناخ بالإضافة إلى الموت المفاجئ والإضرار بالناس و الممتلكات تشمل:
- زيادة في التوتر، الكآبة، والشعور بالعزلة بين الناس المتأثرين بالكوارث الطبيعية.
- نقص الغذاء بسبب قلة الزراعة يؤدي مثلا إلى إطالة فترة الجفاف ومشاكل توزيع الغذاء.
- زيادة في الأمراض المعدية بسبب سوء الصرف الصحي ومعالجة النفايات مثلا الكوليرا الذي يعيش في هذه الحالات ومثل الفيضانات التي تؤدي إلى تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.

الأمراض المعدية:
الكثير من الأمراض المعدية تعتمد على الطفيليات التي هي حساسة للعوامل البيئية و التي سوف تتأثر بالإحتباس الحراري وهناك اعتقاد بتوسيع منطقة انتقال قسم من الأمراض عن طريق الطفيليات مثل البعوض.
يعتقد العلماء أنه إذا ارتفعت درجة الحرارة بسبب الإحتباس الحراري، فإن نسبة الأمراض الناتجة من التسمم الغذائي وتلوث مياه الشرب و السباحة سوف تزيد بشكل كبير.

الرطوبة:
لها تأثير مهم في معدلات الوفاة بما أنها تساهم في قابلية الجسم على تبريد نفسه عن طريق التعرق وأيضًا لها تأثير مهم في الوفاة في الشتاء بسبب البرد وجفاف الجو يؤدي إلى جفاف المجاري التنفسية (الأنف) وأعلى الجهاز التنفسي وازدياد فرص الإصابة بالبكتيريا والفيروسات.
إن انحباس الحرارة هو نتيجة ازدياد تركز مخلفات الغازات فإن هذا لديه تأثير كبير في معدلات الوفاة لدى الإنسان. و في دراسة وجد أن معدلات الوفاة خلال فترة الصيف في مدينة نيويورك ازداد إلى أكثر من 3.200 حالة وفاة في السنة ل7 درجات فهرنهايت نتيجة الحرارة بسبب مخلفات الغاز و من دون استخدام المكيفات.

تأثير درجة الحرارة:
إن تأثير الحرارة على الأمراض والوفيات يمكن أن تقيم على المستوى اليومي أو الموسمي.
حالات مرضية مثل التهاب القصبات، قرحة المعدة، التهاب الغدة الدرقية، الماء الأسود في العين (Glucoma) الأكزيما، Herpes Zoster مرتبطة أيضًا بتغيرات المناخ الموسمية .

عجز القلب وموت عضلة القلب infarction و أمراض القلب والشرايين تمثل مجموعتين من حالات الوفاة، المرتبطة بتغييرات المناخ.
إن مضاعفات هذه الحالات يمكن أن تتوقع في حالات ارتفاع درجة الحرارة حيث إن الجسم يتفاعل مع الحرارة عن طريق ضخ الدم إلى الأطراف للمساعدة على فقدان الحرارة عن طريق الجلد.
وهذا يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم المركزي ويشجع على تقلص الأوعية الدموية القريبة في مركز الجسم.