قال البروفيسرور نيل فرغسون، مدير معهد عبداللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة، إن عدد الإصابات بكورونا يتضاعف، والعدد الحقيقي أكبر من المعلن، مطالبًا الدول والحكومات باتخاذ إجراءات توعوية مجتمعية للحد من الظاهرة الوبائية.

إيلاف من دبي: يؤكد البروفيسرور نيل فرغسون، مدير معهد عبد اللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة (J-IDEA)، أن انتشار فيروس كوفيد-19، المعروف عالميًا اليوم بفيروس كورونا المستجد، مستمر حتى اليوم، انطلاقًا من الصين، مشددًا على أهمية ما يحصل اليوم في الشرق الأوسط، في ضوء تسرب الفيروس إلى دول شرق أوسطية عدة، آتية في أغلبها من إيران.

العدد يتضاعف

يبدو فرغسون غير متأكد تمامًا من العدد المعلن للإصابات في العالم، "ففي كل مرة يتم الكشف عن حالة وفاة نتيجة هذا الفيروس، نعتقد حينها أن ثمة حالات إصابة لم يكشف عنها أو لم يتم العثور عليها بعد، وسبب ذلك هو عدم قدرة الإجراءات الصحية المتبعة على الكشف على كل الحالات"، ودليله إلى ذلك أن عدد الإصابات في إيطاليا تضاعف في غضون أربعة أو خمسة أيام".

يقول: "عدد حالات الوفاة التي تم تسجيلها في الدول التي سجلت انتشارًا للفيروس فيها يعني أن الوباء أوسع انتشارًا مما يذاع بعشرة أضعاف، لذا نظن أن في إيطاليا مثلًا عدة آلاف من المصابين بالفيروس، تمامًا كما هو حاصل في إيران".

يظن فرغسون أن المشكلة الأساس التي تواجهها الدول وحكوماتها تكمن في السؤال الآتي: "مما يجب أن تتألف الباقة الملائمة من الإجراءات الواجب اتخاذها لحصر الوباء في الحد الأدنى، خصوصًا أن التحكم التام بهذا التفشي الوبائي مستحيل، وكيف يمكن أن يستجيب النظام الصحي لمتطلبات الحد من تفشي الوباء؟".

للتوعية المجتمعية

بحسبه، في غياب أي لقاح ضد فيروس كورونا اليوم، "لا يمكننا إلا الاعتماد على تدابير الصحة العامة التي يجب أن تتخذها الدول، خصوصًا منها الكشف المبكر على الحالات المصابة، ومنعها من التواصل مع الآخرين لمنع انتقال العدوى، وتطبيق تدابير حجر جماعية في المناطق التي تفشى فيها الوباء، كما جرى في ووهان الصينية"، مقترحًا إقفال المدارس والجامعات واعتماد الشركات نظام العمل من المنازل.

أضاف فرغسون: "تعمل التوعية المجتمعية دورًا في الوقاية من هذا الفيروس، وذلك بتوعية الناس بضرورة التقليل حتى الحدود الدنيا من الاختلاط، على الرغم مما لذلك من تبعات اقتصادية سلبية، علمًا أن هذه التدابير قد لا توقف انتشار المرض، لكنها يمكن أن تمنع تفشيًا للفيروس أوسع نطاقًا".

وعن التدابير المتخذة في المملكة المتحدة، يقول فرغسون: "نحاول منع الحالات المصابة بالفيروس من الدخول، من خلال إخضاع الوافدين للفحوص اللازمة، وحض القادمين من الدول التي يتفشى فيها الفيروس على أن يتقدموا بأنفسهم من المرافق الصحية في المنافذ الحدودية والمطارات، كما نراقب الوضع الصحي جيدًا في إيطاليا خصوصًا، وتركيزنا الآن هو على الكشف السريع عن الحالات المصابة بالفيروس».

يعمل معهد عبداللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة، ومقره جامعة إمبيريال كوليدج في العاصمة البريطانية لندن، على تحسين حياة المجتمعات الأكثر تعرضًا للإصابة بالأمراض في العالم، من خلال توظيف خبرة الخبراء المختصين في الجامعة في تحليل البيانات وإعداد النماذج للمساعدة في الوقوف على أسباب الأمراض والأزمات الصحية التي تؤثر على السكان في جميع أنحاء العالم، وإيجاد حلول عملية لمواجهة هذه التحديات.