لن تستطيع الإجراءات الطارئة إلا إبطاء انتشار كورونا. لذلك، تحولت أنظار العالم إلى السباق الذي تشهده مختبرات العالم للتوصل إلى لقاح قادر على القضاء على هذا الفيروس.

"إيلاف" من لندن: وفق بيانات منظمة الصحة العالمية، هناك 42 لقاحًا تخضع للتجارب المختبرية، منها لقاحان يخضعان حاليًا للتجارب البشرية. هذا تقدم غير مسبوق، إلا أن الوكالة الاوروبية للأدوية تعتقد أن إختراع اللقاح وانتاجه بالكميات المطلوبة لن يتحقق إلا بعد عام من الآن.

عدالة وباء

ما يميز الوباء الحالي هو ”العدالة“ من ناحية الإصابات. فمهما كانت الدول متقدمة اقتصاديًا، فهي لن تبقى بمنأى عن الضرر الكبير. من الواضح أن الوباء أصاب المشاهير والسياسيين، والأغنياء والفقراء في كافة البلدان في العالم. إلا أن هذه ”العدالة“ قد تتبخر عند اختراع اللقاح. ففي عام 2009 خلال وباء ”أتش1 أن 1“ قامت الدول الغنية بشراء الكميات الأولى من اللقاح فور إنتاجها تاركة كميات قليلة للدول الفقيرة.

لا بل حتى قبل اختراع اللقاح، ووفق مقال نشر في صحيفة ”فيلت“ الالمانية في عددها الصادر في 15 مارس المنصرم، قامت الإدارة الأميركية بتقديم عرض مغري جدًا لشركة المانية متخصصة بإنتاج اللقاحات، بنقل عملياتها إلى الولايات المتحدة ولصالح الولايات المتحدة وحدها، ما حدى بالحكومة الألمانية إل أن تعرض مجموعة من الحوافز لشركة ”كيورفاك“ للبقاء في المانيا.

الأنظار تتعلق بمختبرات العالم بخصوص لقاح ناجع ضدّ كورونا

هذا لم يمنع الرئيس الأميركي دونالد ترمب من استضافة دانيال مينيشيلا، الرئيس التنفيذي لشركة ”كيورفاك“، في البيت الأبيض مع مجموعة من مدراء شركات الأدوية من مختلف أنحاء العالم في أوائل مارس. وفي بيان صحفي بعد اللقاء صرح مينيشيلا بأنه أبلغ المسؤوليين الأميركيين أن شركته تأمل في طرح لقاح تجريبي مضاد لفيروس كورونا في بداية الصيف القادم.

12 إلى 18 شهرًا

تقول شركة ”مودرنا ثيرابيوتيكس“، مقرها في مدينة كامبريدج في ولاية ماساتشوستس الأميركية، إنه تم الاتفاق مع جامعة ”إيموري“ في ولاية أتلانتا الأميركية على الشروع بتجارب على أشخاص أعمارهم من 18 إلى 58 عامًا في مرحلة أولى.

تؤكد الشركة أن إنتاج اللقاح بحاجة إلى 12 إلى 18 شهرًا، لكن بالإمكان توفير كميات منه لتلقيح العاملين في القطاع الصحي في الخريف المقبل تحت قيود شديدة.

شرطي أندونيسي يرتدي قناعا على شكل فيروس تاجي

إن الاستثمار الذي بدأته المختبرات في العالم بعد اكتشاف مرض ”سارس“ في الصين بين عامي 2002 و2004، سيمكن العلماء من الإسراع في اقتراح لقاح لوباء كورونا الحالي. فشركة ”نوفافاكس“ التي مقرها ولاية ماريلاند الأميركية أجرت تغييرات على لقاح ”سارس“، وأعلنت انها على وشك الشروع بتجارب على بعض المتطوعين خلال الربيع الحالي.

على الرغم من طول الفترة الزمنية هذه، فإن الاحتمال الاكبر هو أن تمكن الإجراءات الطارئة الحكومات من حصر الوباء إلى حد كبير قبل اختراع اللقاح.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مصادر عدة. الأصول منشورة على الروابط الآتية:

https://www.theguardian.com/world/2020/apr/02/coronavirus-vaccine-when-will-it-be-ready-covid-19

https://www.who.int

https://www.ema.europa.eu/en/news/update-treatments-vaccines-against-covid-19-under-development

https://www.modernatx.com/modernas-work-potential-vaccine-against-covid-19

https://www.novavax.com

https://www.politico.eu/article/germany-confirms-that-donald-trump-tried-to-buy-firm-working-on-coronavirus-vaccine/