تلقت الأميركية جينيفر هالر أول لقاح تجريبي في سياتل الأميركية، في المرحلة الأولى من التجارب السريرية الجادة لإنتاج لقاح آمن وفاعل ضد فيروس كورونا المستجد الذي يجتاح العالم اليوم.

إيلاف من بيروت: بدأت في سياتل الأميركية الإثنين تجربة سريرية جديدة للمرحلة الأولى من إنتاج اللقاح المحتمل ضد فيروس كورونا، بتلقيح أول شخص يسجل في تجربة تلقي اللقاح. فقد تطورت شركة موديرنا للتكنولوجيا الحيوية لقاح (mRNA-1273) بالاشتراك مع باحثين من المعاهد الوطنية للصحة. وتجري التجارب في معهد كايزر الدائم للبحوث الصحية بواشنطن في سياتل.

أول متلقي

بحسب تقرير نشره موقع "فوربس"، تهدف دراسة المرحلة الأولى هذه إلى اختبار ثلاث جرعات مختلفة من اللقاح وتأمل في تجنيد 45 بالغ في التجربة الأولية.

يحصل المشاركون في التجربة على جرعتين من اللقاح، بفارق 28 يومًا، على أن يتم رصدهما لتقييم سلامة اللقاح وتأثيره في المناعة، لرؤية مدى نجاح اللقاح في تحفيز الاستجابة المناعية للبروتين الموجود على سطح فيروس كورونا.

كانت جينيفر هالر (43 عامًا) أول من حصل على لقاح (mRNA-1273)، وهي أملت في مقالبة مع صحيفة "تايم" أن يصل العالم إلى لقاح فاعل بسرعة، "وأن نتمكن من إنقاذ الأرواح وأن يعود الناس إلى الحياة في أقرب وقت ممكن".

قال البروفيسور تال زاكس، رئيس الأطباء في موديرنا، في بيان صحفي إن هذه الدراسة هي الخطوة الأولى في التطوير السريري للقاح ضد كورونا، متوقعًا أن توفر معلومات مهمة حول السلامة والمناعة. أضاف أن موديرنا تحضر للمرحلة الثانية التي ستشمل أعدادًا أكبر من المرضى.

أولوية عاجلة

بدأت التجارب على لقاح (mRNA-1273) بعد 65 يومًا فقط من اعتراف السلطات الصينية بتفشي فيروس كورونا، وبادر الباحثون في مركز بحوث اللقاحات في المعاهد الوطنية للصحة إلى تصميم اللقاح وتصنيعه، وانتهوا من أول جرعة في 7 فبراير الماضي. في 24 فبراير، وبعد اختبار تحليلي، شحنت موديرنا اللقاح إلى المعاهد الوطنية للصحة.

قال أنتوني س. فوسي، مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في المعاهد الوطنية للصحة: "إن إيجاد لقاح آمن وفاعل يؤمن الوقاية من فيروس كورونا المستجد أولوية عاجلة، وتجارب المرحلة الأولى خطوة أولى مهمة نحو تحقيق هذا الهدف".

إن لقاح (mRNA-1273) لا يمكن أن يسبب الإصابة بكورونا، ولا يحتوي على الفيروس كما هو الحال مع بعض اللقاحات الأخرى. بدلاً من ذلك، يحتوي على قطعة صغيرة من الشفرة الجينية للفيروس، هو الحمض الريوزي النووي المرسال (mRNA) الذي استخرجه العلماء من الفيروس وعززوه في المختبر.

ترميز البروتين

في هذه الحالة، يقوم هذا الحمض الريبوزي النووي المرسال الخاص بفيروس كورونا المستجد بترميز البروتين الذي يعتبر حيويًا لفيروس كورونا المستجد كي يصل إلى الخلايا البشرية. ويأمل الباحثون أن يحفز اللقاح الجهاز المناعي لمهاجمة الفيروس، ما يمنع تطوره.

لم يتم اختبار لقاح (mRNA-1273) في الفئران قبل بدء التجارب السريرية على البشر، وهذا أمر نادر الحدوث وثبت أنه مثير للجدل. يصر بعض الخبراء على أن دقة الوضع الحالي يعني أن هذا له ما يبرره، في حين يشعر البعض الآخر بالقلق من أن هذا قد يحطم المعايير الأخلاقية ومعايير السلامة ويعرض المشاركين في التجربة لخطر أكبر من المعتاد.

على الرغم من سرعة تصميم اللقاح المرتقب وإنتاجه، يستغرق تقييمه وقتًا طويلًا. سيتم متابعة جميع المشاركين مدة 12 شهرًا بعد التطعيم الثاني لجمع البيانات التي يحتاجها الباحثون في البداية لمعرفة ما إذا كانت آمنة وفاعلة.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "فوربس". الأصل منشور على الرابط:
https://www.forbes.com/sites/victoriaforster/2020/03/17/first-person-injected-with-trial-coronavirus-vaccine-in-seattle/#5d7fc3e82583