أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين في طليعة الدول التي أجرت اختبارات الفحص لـفيروس "كوفيد_19" وتجاوزت نسبة الـ50%، وهو ما يشير إلى أنه بات بإمكان العلماء والأخصائيين في هذين البلدين الخليجيين أن يقوموا بالتحليل بدقة لمدى انتشار الوباء مع القدرة على رصد البيانات المتعلقة بالمستوى الأكبر من التفشي لكل فرد بصورة أكبر من أي دولة أخرى في العالم.

وحتى هذه اللحظة لم تتمكن الدول من فحص نصف عدد سكانها من المواطنين والمقيمين ما عدا الدول ذات الأعداد الصغيرة من السكان مثل موناكو (38 ألف نسمة) وغيبرالتار (33 ألف نسمة) وجزر فوكلاند (3000 نسمة). في حين حققت المملكة المتحدة نسبة فحص بلغت 19.5%، وتوقفت الولايات المتحدة الأميركية عند نسبة 18.6% وذلك بعد الإمارات (52.7%) والبحرين (50.3%) والدنمارك (27.7%) والتي ستكون الدولة المقبلة التي ستصل إلى تحقيق هذه النسبة، تليها سنغافورة (25.2%).

ولعبت اختبارات الفحص دوراً رئيسياً في استراتيجية احتواء "كوفيد_19" في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تم عزل جميع الحالات المؤكدة ومعالجتها. كما تم تحويل الحافلات العامة إلى وحدات اختبار متنقلة وتم استدعاء المواطنون للاختبارات بشكل عشوائي. في حين تضمنت التدخلات المبكرة إجراء فحوصات في نقاط الدخول وقيوداً على السفر من المناطق عالية الخطورة. وقد استخدمت مملكة البحرين روبوتات متعددة اللغات في عنابر العزل للتحقق من درجات حرارة الجسم وإدارة الأدوية وتقديم وجبات الطعام وتعقيم غرف العلاج بالأشعة فوق البنفسجية.

ويجرى عزل جميع الحالات المؤكدة ومعالجتها، وذلك مع أولئك غير القادرين على الحفاظ على التباعد الاجتماعي في المنزل وإيوائهم في مراكز الحجر الصحي. كما يتعين كإجراء احتياطي لمن يدخلون المملكة أن يقوموا بعزل أنفسهم لمدة 10 أيام عند الوصول. وقد نشرت الشرطة في الإمارات العربية المتحدة خوذات ذكية قادرة على فحص درجات حرارة مئات الأشخاص كل دقيقة.

وتتصدر كلاً من مملكة البحرين والإمارات العربية المتحدة معظم دول العالم في معدلات الاختبار والفحص، حيث تحتلان المرتبة الخامسة والسادسة على التوالي عالميًا بالنسبة لمعدل الاختبارات لكل مليون شخص. ويأتي ذلك بعد أن أشارت الأبحاث إلى أن معدل التعافي من "كوفيد_19" في دول مجلس التعاون الخليجي كان أعلى بكثير من المتوسط العالمي. وقد تم تعافي ما نسبته 75% من الحالات في المتوسط في البحرين والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، وهي نسبة أعلى بكثير من متوسط التعافي العالمي البالغ 57%.

وسجلت كل دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي نسبة أعلى بكثير من المتوسط العالمي، إذ تقدمت البحرين المجموعة بنسبة 84٪ تلتها الكويت (81٪) والإمارات (78٪) والمملكة العربية السعودية (70٪) وعُمان (61٪)، حيث تمثل الأرقام الواردة من CoronaTracker.com النسبة المئوية لمواطني الدولة التي تأكدت من إصابتها بالفيروس الذين تعافوا بالكامل.

وقد ظهر معدل التعافي كمقياس مهم لقياس فعالية استجابة البلدان المستمرة للوباء وذلك بعد أن وصل العدد العالمي لحالات COVID-19 المؤكدة إلى أكثر من 18.7 مليون حالة، وذلك في الوقت الذي تستعد فيه الحكومات في جميع أنحاء العالم لمواجهة موجة ثانية من الإصابات.