تونس: اندلعت مواجهات أمام البرلمان التونسي غداة تجميد الرئيس قيس سعيّد أعمال المجلس وإعفاء رئيس الحكومة من مهامه، ما أغرق البلاد في أزمة دستوريّة بعد أشهر من الصراعات السياسيّة.

وتسبّب تجاذب مستمرّ منذ ستّة أشهر بين الرئيس سعيّد ورئيس البرلمان راشد الغنوشي زعيم أكبر الأحزاب تمثيلًا في المجلس، بشلل في عمل الحكومة وفوضى في السلطات العامة، في وقت تواجه تونس منذ مطلع تموز/يوليو ارتفاعًا حادًّا في عدد الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا.

وتسجّل البلاد مع حوالى 18 ألف وفاة من أصل 12 مليون نسمة، أحد أسوأ معدّلات الوفيات جرّاء كوفيد في العالم.

ومُنع المئات من مناصري الرئيس سعيّد مؤيّدي النهضة من الإقتراب من زعيمهم الغنوشي الموجود داخل سيارة أمام البرلمان وتبادل الطرفان رمي الحجارة والعبوات، وفق ما أفاد صحافيّون في فرانس برس.

ومُنع الغنوشي المعتصم منذ ساعات داخل سيّارة سوداء اللّون أمام أبواب البرلمان الموصدة من الدخول إلى المبنى من جانب الجيش المتواجد أمام المبنى.


(أنصار الرئيس التونسي قيس سعيد يرددون شعارات تندد برئيس المجلس (البرلمان) وزعيم حزب النهضة الإسلامي راشد الغنوشي أمام البرلمان الذي تم تطويقه في العاصمة تونس، إثر تحرك من قبل رئيس الجمهورية بتعليق عضوية برلمان البلاد وإقالة رئيس الوزراء. بتاريخ 26 تموز/ يوليو 2021)

إعفاء واستياء

مساء الأحد، أعلن سعيّد "تجميد" أعمال مجلس النوّاب لمدة 30 يومًا، في قرار قال أنّه كان يُفترض أن يتّخذه "منذ أشهر".

في سياق من الإستياء الشديد من الحكومة على خلفيّة إدارتها للأزمة الإجتماعية والصحّية، قرّر الرئيس أيضًا إعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.

وأعلن سعيّد عقب إجتماع طارئ عقده في قصر قرطاج مع مسؤولين أمنيّين، أنّه سيتولّى بنفسه السلطة التنفيذيّة "بمساعدة حكومة يرأسها رئيس الحكومة ويُعيّنه رئيس الجمهوريّة".

وندّد حزب النهضة في بيان نُشر عبر فيسبوك مساء الأحد بـ"انقلاب على الثورة والدستور". وتوجّه الغنوشي ونوابٌ آخرون من النهضة إلى المجلس منذ الثالثة فجرًا (02,00 ت غ)، مصحوبًا بنائبته سميرة الشواشي عن حزب "قلب تونس".

تصريحات

وقالت الشواشي في مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام محليّة لقوات الجيش التي تحرس البرلمان "من فضلكم دعونا نمر، نحن حماة الدستور".

وأجابها أحد العسكريين "نحن حماة الوطن" و"نطبّق الأوامر".

بدوره قال الغنوشي "الشعب التونسي لن يقبل الحكم الفردي مجدّدًا... ندعو كل القوى السياسيّة والمدنيّة والفكريّة إلى أن يقفوا مع شعبهم للدفاع عن الحرية... ما دامت الحرية مهدّدة فلا قيمة للحياة".

رفض وتنديد

كما ندّد كل من حزب "قلب تونس" و"ائتلاف الكرامة" بقرار سعيّد.

ورفض حزب "التيار الديمقراطي" الذي دعم سعيّد سابقًا في عديد المواقف، تولّيه كل السلطات.

لكن الحزب حمّل في بيان "مسؤولية الإحتقان الشعبي المشروع والأزمة الإجتماعية والإقتصادية والصحية وانسداد الأفق السياسي للائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة وحكومة هشام المشيشي".وإثر خطاب سعيّد خرج المئات من التونسيّين للإحتفال في الشوارع بالرغم من حظر التجوّل اللّيلي الذي أقرّته السلطات لمكافحة وباء كوفيد-19.