فرانكفورت: عبّر مسؤولون سياسيون في ألمانيا عن الغضب والصدمة إزاء مقتل شاب عمره 20 عامًا يعمل في محطة بنزين برصاص زبون غاضب طُلب منه وضع الكمامة بينما كان يشتري البيرة.

وقعت حادثة القتل مساء السبت في بلدة إيدار-أوبرستاين بغرب ألمانيا. ويعتقد أنّها أول عملية قتل في ألمانيا مرتبطة بالتدابير الحكومية للحد من فيروس كورونا المستجد.

وجاء ذلك قبل أيام على إنتخابات عامة في 27 أيلول/سبتمبر، تنسحب بعدها المستشارة أنغيلا ميركل من العمل السياسي بعد 16 عامًا قادت خلالها ألمانيا.

خلاف على الكمامة

بدأ الخلاف عندما طلب أمين الصندوق، وهو طالب، من الزبون أن يضع الكمامة لدى دخوله المحطة، التزامًا بالتعليمات المفروضة على جميع المحلّات الألمانية. وبعد جدال وجيز غادر الرجل.

وعاد المشتبه به بعد ساعة ونصف واضعًا الكمامة. لكن لدى وصوله مع علب البيرة إلى صندوق الدفع، أزال الكمامة ليستتبع ذلك جدل آخر.

"ثم سحب الجاني مسدّسًا وأرداه برصاصة في رأسه" حسبما أعلن المدعّي كاي فوهرمان للصحافيين الإثنين.

وفي اليوم التالي توجّه المشتبه به وهو ألماني يبلغ 49 عامًا، إلى مركز الشرطة وسلّم نفسه. واعتقل بعدما أقرّ بارتكاب الجريمة.

وقال المتّهم للشرطة إنه شعر بأنه "محاصر" بتدابير الحد من الفيروس التي يعتبرها "انتهاكات متزايدة لحقوقه" وبأنّه "لم يرَ مخرجًا آخر"، وفق فوهرمان.

فعل فظيع

ووصف رئيس بلدية إيدار-أوبرستاين فرانك فرويهوف الحادثة بأنّه "فعل فظيع لا يمكن فهمه".

ووضع الأهالي زهورًا وشموعًا أمام محطة الوقود تعبيرًا عن حزنهم.

وقالت زعيمة كتلة حزب الخضر في البرلمان كاترين غورينغ-إيكارت في تغريدة إنها تشعر "بصدمة كبيرة" واصفة حادثة القتل بأنها "نتيجة وحشية للكراهية".

وقالت وزيرة الزراعة جوليا كلوكنر والمنتمية لحزب الإتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة ميركل إنّ عملية القتل تبعث على "الصدمة".

وقال بول زيمياك أمين عام حزب الإتحاد المسيحي الديموقراطي إنّ الضحية "أُعدم فعليًّا" في عمل أظهر "مستوى لا يمكن تصوّره من التطرّف".

إحتجاجات

شهدت ألمانيا العديد من الإحتجاجات التي نظّمها معارضو وضع الكمامات، خلال فترة الوباء، شارك في بعضها عشرات آلاف الأشخاص.

وبرزت حركة كيردنكر في مقدّمة الأصوات المعارضة لتدابير وأحكام الحد من الفيروس. وجذبت تظاهراتها أطيافًا متنوعة من الناس من مشكّكين باللقاح إلى نازيين جدد وأعضاء من حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرّف.