واشنطن: تتوالى أنباء فايزر المشجعة بعد أن أكدت مجموعة الأدوية العملاقة الثلاثاء أن الحبوب المضادة لكوفيد التي طورتها خفضت نسبة دخول المستشفيات والوفيات بين الأشخاص المعرضين بنحو 90% عند تناولها في الأيام الأولى بعد ظهور الأعراض.

واعتبرت دراسة منفصلة اجريت في جنوب افريقيا أن لقاح مختبر فايزر الأميركي أقل فعالية بشكل عام ضد أوميكرون لكنه يؤمن حماية بنسبة 70% من الحالات الخطيرة.

بيانات مهمة وصفت ب "المشجعة" في وقت تنتشر فيه هذه المتحورة الشديدة العدوى المصنفة بأنها مقلقة من قبل منظمة الصحة العالمية في مختلف أنحاء العالم. نظرًا للعدد الكبير من طفرات أوميكرون، كان العلماء يتخوفون في الوقت الذي تم فيه اكتشاف هذه المتحورة، من سيناريو كارثي تصير وفقه اللقاحات غير فعالة.

تقوم الشركة الأميركية بتسويق أحد لقاحات كوفيد-19 الأكثر استخدامًا في العالم، وطورت بالتوازي علاجا مضادا للفيروسات يتم تناوله على شكل أقراص في حال الإصابة.

وفقاً لتجارب مخبرية
هذا العلاج الذي سيباع تحت اسم باكسلوفيد Paxlovid سيظل فعالاً ضد اوميكرون وفقًا لتجارب مخبرية، كما أعلنت فايزر الثلاثاء.

تستند هذه النتائج المتعلقة بالفعالية إلى جميع المشاركين في التجارب السريرية، أي أكثر من 2200 شخص، وتؤكد ما تم الإعلان عنه مطلع تشرين الثاني/نوفمبر استنادا إلى نتائج أولية.

ولم تسجل وفيات بين أولئك الذين تلقوا العلاج مقارنة بـ 12 حالة وفاة في المجموعة التي تلقت العلاج الوهمي. كان المشاركون في التجارب غير محصنين وكانوا معرضين لخطر الإصابة بحالة شديدة من كوفيد-19.

يجب تناول الأقراص لمدة خمسة أيام كل 12 ساعة. وكانت الآثار الجانبية بشكل عام "معتدلة" بحسب شركة فايزر.

في التفصيل، تراجع خطر دخول المستشفى والوفاة بنسبة 89% عندما تم تناول الحبوب في غضون ثلاثة أيام من ظهور الأعراض، وبنسبة 88% في غضون خمسة أيام.

وقال ألبرت بورلا رئيس مجلس ادارة فايزر في بيان "هذا يسلط الضوء على هذا الدواء الواعد القادر على إنقاذ حياة مرضى في العالم". وأضاف أن "المتحورات المثيرة للقلق مثل أوميكرون أدت إلى تفاقم الحاجة لخيارات علاجية يمكن الوصول إليها لمن يصابون بالفيروس".

أعلنت شركة فايزر في وقت سابق أنها قدمت طلبًا للحصول على ترخيص من وكالة الأدوية الأميركية، وستتم إضافة هذه البيانات الجديدة إلى الملف.

أعراض المرض الشديدة
كما أبلغت فايزر الثلاثاء عن النتائج الأولية للتجارب التي أجريت هذه المرة على مرضى غير معرضين للخطر (لم يتم تطعيمهم وهم غير معرضين للاصابة بأعراض المرض الشديدة أو أنهم معرضون ولكنهم تلقوا اللقاح).

وقالت الشركة إنها أظهرت انخفاضًا بنسبة 70% في دخول المستشفى، لكن هذه البيانات تستلزم تأكيدا والتجارب مستمرة.

تعمل مضادات الفيروسات عن طريق الحد من قدرة الفيروس على التكاثر، وبالتالي إبطاء انتشار المرض. تمثل هذه العلاجات مكملاً رئيسياً للقاحات للحماية من كوفيد-19، خاصةً لأنها سهلة الاستخدام للغاية ويمكن تناولها ببساطة في المنزل مع كوب من الماء.

تقوم ميرك أيضًا بتطوير حبة من هذا النوع، حصلت على ترخيص في المملكة المتحدة ولكن ليس في الولايات المتحدة بعد.

في جنوب إفريقيا، الدولة الأولى التي اكتشفت اوميكرون، أجريت دراسة حول فعالية لقاح فايزر ضد هذه المتحورة باستخدام 78 الف فحص بي سي آر PCR تم الحصول عليها بين 15 تشرين الثاني/نوفمبر و7 كانون الأول/ديسمبر.

أظهرت الدراسة فعالية بنسبة 33% ضد مخاطر انتقال العدوى، مع ارتفاع حالات إعادة الاصابة. يعد هذا انخفاضًا واضحًا من الحماية البالغة 80% ضد العدوى بدلتا المتحورة السابقة.

وقال الباحثون إن اللقاح لا يزال فعالاً بنسبة 70% ضد دخول المستشفيات (مقابل 93% مع المتحورة دلتا) والذي لا يزال يعتبر مستوى مهمًا من الحماية.

تظهر هذه الحماية لدى جميع الفئات العمرية وفقًا للدراسة، التي طورتها "ديسكفري" أول شركة تأمين صحي خاصة في البلاد مع علماء من مجلس البحوث الطبية في جنوب إفريقيا.

واعتبرت غليندا غراي رئيسة مجلس البحوث الطبية في جنوب إفريقيا، وهي منظمة عامة للبحوث الطبية، أن هذه النتائج "مشجعة للغاية"، مشيرة إلى أن "اللقاح طور للحماية من دخول المستشفى والوفاة".

وحذر راين نوتش رئيس شركة ديسكفري من أنه "على الرغم من الحالات الأقل خطورة، فإن الأنظمة الصحية قد تصبح عاجزة عن استقبال عدد كبير من المرضى نظرًا للانتشار السريع لأوميكرون".