باريس: اعتبرت منظمة الصحة العالمية أنّ الانتهاء المحتمل للمرحلة الحادة من الوباء قد يصبح ممكناً اعتباراً من هذه السنة فيما دخلت شهادة التلقيح حيز التنفيذ في فرنسا لمن تفوق أعمارهم 16 عاماً.

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس "يمكننا وضع حدّ للمرحلة الحادّة من الجائحة هذا العام - يمكننا إنهاء كوفيد-19 بصفته حالة طوارئ صحية عالمية".

وأضاف، في افتتاح اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة الصحة العالمية في جنيف، أن من أجل إنهاء المرحلة الحادة من تفشي الجائحة، لا يجب أن تقف الدول مكتوفة الأيدي بل عليها محاربة اللامساواة في توزيع اللقاحات ومراقبة انتشار الفيروس ومتحوّراته واتّخاذ الإجراءات اللازمة لتقييد انتشاره.

وأكّد أنه في أفريقيا 85% من السكان لم يتلقّوا بعد جرعة واحدة من اللقاح.

لكنّه حذّر أيضاً من "خطورة أن نفترض أنّ المتحورة أوميكرون ستكون المتحورة الأخيرة أو أن الجائحة انتهت"، لأن الظروف "مثالية" حاليًا في العالم لظهور متحورات جديدة من الفيروس، بما في ذلك متحورات سريعة الانتشار وأكثر ضررًا.

وقال إن احتمال ظهور متحورة "أشد عدوى وأكثر فتكاً، حقيقي جداً".

وكان مدير الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية هانس كلوغه اعتبر الأحد أنّ أوروبا قد تكون على طريق الخروج من جائحة كوفيد-19 بعد سنتين من ظهور هذا المرض في القارة العجوز حيث يحتمل أن تصيب المتحورة أوميكرون 60% من السكان بحلول آذار/مارس.

وقال في مقابلة مع وكالة فرانس برس "من المحتمل أن تكون المنطقة تقترب من نهاية الجائحة"، لكنّه حضّ على الحذر من واقع تغيّر الفيروس.

في بيان نشر الاثنين، أكّد كلوغه أن "أوميكرون في طريقها لتحل محل دلتا بسرعة غير مسبوقة" في أوروبا. وأضاف "بعد أقل من شهرين من اكتشافها في جنوب أفريقيا، باتت تشكل 31,8% من الحالات في المنطقة الأوروبية مقابل 15% الأسبوع السابق".

في فرنسا

في فرنسا، الدولة الأوروبية التي سجلت أعلى نسبة إصابة كبلد كبير، بدأ العمل بشهادة التلقيح الاثنين والتي ينتج عنها تشديد الإجراءات لغير الملقحين رغم الانتقادات التي أثارها هذا القرار لدى معارضيه.

لم يعد إبراز فحص سلبي يكفي باستثناء الدخول إلى المؤسسات والخدمات الصحية، ويجب بالنسبة للذين تفوق أعمارهم 16 عاماً أن يبرزوا دليلاً على تلقي اللقاح من أجل المشاركة في أنشطة ترفيهية أو دخول المطاعم والحانات (باستثناء المطاعم الجماعية) أو المعارض أو النقل العام بين المناطق (طائرات وقطارات وحافلات).

بلغ معدل الإصابات في فرنسا 3733 حالة لكل مئة ألف نسمة في الأيام السبعة الماضية بحسب تعداد لوكالة فرانس برس. وسجلت البلاد ما معدله 360 ألف حالة يومية في نفس الفترة ما يجعلها الدولة الأوروبية التي تسجل أعلى الإصابات بالمطلق.

لكن الحكومة أعلنت عن وقف وضع الكمامات في الخارج والعمل الإلزامي عن بعد في 2 شباط/فبراير ثم إعادة فتح الملاهي الليلية والعودة إلى الحانات في 16 شباط/فبراير.

في الصين

في الصين، رفع العزل الطويل عن مدينة شيآن (شمال) الإثنين كما أعلنت السلطات مشيرة من جانب آخر إلى وجود 72 إصابة بكوفيد بين المشاركين في الألعاب الأولمبية في بكين.

كان سكان العاصمة الإمبراطورية القديمة البالغ عددهم 13 مليوناً في عزل في منازلهم منذ 22 كانون الأول/ديسمبر بعد اكتشاف بؤرة أدت إلى إصابة أكثر من 2100 شخص.

هذا العزل لمدة شهر هو الأطول والأوسع نطاقاً الذي يفرض في الصين منذ حجر مدينة ووهان، حيث ظهر الوباء أول مرة، من كانون الثاني/يناير حتى نيسان/أبريل 2020.

العدد الرسمي للإصابات في الصين يبقى ضئيلاً مقارنة مع بقية العالم لكن السلطات ترد على تجدد ظهور الوباء باجراءات جذرية وقد تعززت مع اقتراب أولمبياد بكين (4 إلى 20 شباط/فبراير).

باتت بكين الآن تسجل أعلى عدد إصابات يومية قبل نحو عشرة أيام من انطلاق الألعاب الأولمبية حيث أعلنت العاصمة عن ست إصابات جديدة من أصل إجمالي 18 حالة على المستوى الوطني يضاف اليها 39 إصابة لأشخاص قادمين من الخارج.

بهدف الحد من مخاطر الإصابة، سيكون على الرياضيين والمشاركين الآخرين في الألعاب الشتوية البقاء داخل فقاعة صحية.