شرم الشيخ (مصر): اتت مجموعات الضغط في قطاع النفط والغاز بأعداد كبيرة إلى مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) ما يثير قلق المدافعين عن البيئة الذين يدعون إلى "إخراج الملوثين".
وتظهر أرقام منظمة "غلوبال ويتنس" ومنظمات أخرى أن "636 من أعضاء مجموعات الضغط في مجال الطاقة الأحفورية المرتبطين ببعض من أكثر شركات النفط والغاز تلويثا تسجلوا للمشاركة في المحادثات المناخية في كوب27".
ويشكل ذلك زيادة نسبتها 25 % مقارنة بكوب26 في غلاسغو قبل عام.
ويأتي هؤلاء الأشخاص مع شركات القطاع من "بريتش برتليوم" و"شيفرون" و"شل" وغيرها أو يمثلون ضمن الوفود الوطنية قطاع مصادر الطاقة الأحفورية التي يشكل استخدامها منذ الثورة الصناعية السبب الرئيسي للاحترار المناخي.
وأتى العدد الأكبر من الإمارات العربية المتحدة التي تستضيف مؤتمر المناخ المقبل (كوب28) في 2023، تليها روسيا.
حركة احتجاجية
وتفيد منظمات غير حكومية أن مؤتمر المناخ يضم عدداً من أفراد مجموعات الضغط يفوق عدد ممثلي أكثر عشر دول ضعفاً إزاء التغير المناخي.
وضمت حركة احتجاجية عشرات الأشخاص الخميس في كوب27 رفعوا لافتات كتب عليها "اخرجوا الملوثين".
وقالت ثولي ماكاما من "أويل تشينج انترناشونال"، "ثمة وفود ضخمة تضم ممثلين عن الصناعات النفطية والغازية بعضهم ضمن وفود وطنية. وثمة حكومات من دول الشمال تأتي لرصد فرص نفطية وغازية في إفريقيا مع وفود كبيرة".
وأضافت "أما الدول الأفريقية فممثلة من جانبها ببعض الرسميين عن كل بلد فقط. لذا كفة الميزان معاكسة لمصلحة أفريقيا في المحادثات".
وأكدت مجموعات ناشطين من دول الجنوب في بيان "لا يأتي أعضاء مجموعات ضغط حول التبغ إلى مؤتمر حول الصحة ولا يمكن لتجار الأسلحة أن يروجوا لمنتجاتهم في مؤتمر حول السلام!".
وأكد وائل أبو المجد ممثل الرئاسة المصرية لكوب27، أن من الصعب معرفة العدد المحدد لأعضاء مجموعات الضغط الذين يمثلون قطاعات أخرى ملوثة جداً مثل الاسمنت والأسمدة والصلب.
لكنه أضاف أن فعاليات على هامش مؤتمر المناخ منفصلة عن المفاوضات، ستتيح لهؤلاء أن يظهروا كيف يمكن لهذه الشركات أن تحسن ممارساتها.
طاقة أحفورية
وأوضحت شركة نفطية غربية كبيرة لوكالة فرانس برس أنها أرسلت خمسة مندوبين إلى كوب27 للمشاركة في النقاشات حول تطوير الطاقة المتجددة أو الحد من انبعاثات الميثان وليس للضغط.
وقال عمرو فاروق ابراهيم الأمين العام لمنتجي البترول الأفارقة لوكالة فرانس برس في أروقة المؤتمر "لا نحاول تبرير وجودنا هنا. فلو لم نحضر على الطاولة سنكون مدرجين على قائمة الطعام على أي حال. فإذا لم نحضر إلى هنا لن نسمع صوتنا وستتخذ قرارات مخالفة لما نعتبره مصلحتنا".
ويخلو اتفاق باريس المبرم عام 2015 ويهدف إلى حصر الاحترار المناخي دون الدرجتين مئويتين وإذا أمكن بحدود 1,5 درجة، من كلمات "فحم" و"نفط" وغاز" و"طاقة احفورية".
وأتى أول ذكر لهذه الطاقة الملوثة في قرار اتخذته حوالى 200 دولة موقعة على الاتفاق خلال كوب26 في غلاسغو مع أن لهجة الوثيقة النهائية خففت على هذا الصعيد بضغط من الهند والصين والمملكة العربية السعودية.
التعليقات